أتذكر ذلك اليوم تماما حين كنت متقوقعة على نفسي في تلك الزاوية اترك مقلتاي تسبحان في الفراغ ،افكر وكالعادة ...اني لا انفك عن التفكير ,كل التفاصيل ,الاحداث المحادثات .
لطالما كانت تجذبني اكثر من الصورة الكلية لأي شيء، ابحث دوما عما بين السطور ,ما خلف الكلمات ,احاول ان التمس الاحساس المنبعث عن أي حوار ,احاول فهم التواصل اللفظي ,احاول قراءة تفاصيل الجسد، لغة العين ،الايماءات وحتى النبرات ..اتذكر ما قاله جيدا ،نعم ذلك الشخص الذي ظهر من العدم ليجلس تماما بجانبي ,ويبدأ بالكلام وكأنه يختبر حتما ما يدور بداخلي "ان التفكير لن يسبب لك الصداع وحسب ،بل سيدفعك يوما ما لتلقي بنفسك من النافذة ...تبكي فتفكر،تسقط فتفكر،تتحدث وهذا ايضا تتبعه بالتفكير ...تفكر،تفكر...ولا تزال تفكر ،تحلل،تفسر،تندم،تحزن ثم تخجل ،كل هذا بسبب أنك تفكر.
أحدث لك يوما أن واجهت؟صرخت وتصديت ,صارحت واخرجت كل ما كان يجوبك من احاسيس ,مشاعر وجوارح جعلتك يوما تشعر بأنك مظلوم ,وأخيرا حان وقت المواجهة ,وها انت قد واجهت, هل ارتحت؟ ....لا اظن هذا فبمجرد ان إنتهيت من الصراخ ,بكيت وانهرت ,لطمت وانتحبت وبعد مدة هدأت ,فيا ترى ماذا فعلت؟ سأقول لك ،لقد فكرت ,تسائلت لما انتحبت ,ضعيف شخصية هذا ما استنتجت ,فما تلى .......انك خجلت ، ومن ضعفك سئمت.،أ من اجل هذا حزنت؟ وفي يوم آخر تعثرت فسقطت ,فماذا فعلت بعد ان نهضت؟ تعلم لقد فكرت،من ضحك؟ ،ومن رآني؟ ,والنتيجة انك انحرجت ,أ بهذا انشغلت؟.....وذات مرة تحدثت،والعفوية انتهجت ,ومجددا بعد ان إنتهيت ماذا فعلت ؟لقد فكرت ...أكان علي قول ذلك ؟ ام بغباء تكلمت؟ ومجددا حزنت ..أ من أجل هذا اضطربت؟ ليس عليك فعل هذا ,فكل ما تفعله هو انك تجر نفسك الشقية حافية على ارض مليئة بالحصى ,وكل هذا من اجل ان تصل لآخر الطريق وتجلس مباشرة على الحافة ,وفي الاخير تلقي بنفسك جراء الالم الذي سببه نزيف قدميك ....لا يجب ان تحزن او حتى ان تخجل ,لا تفكر كن كما انت وتصرف كما خلقت...كإنسان. ...اضحك اسقط ابكي وتحدث بدون ان تفكر ,فلا يجب عليك ان تقلق او تنحرج من طبيعتك ...طبيعة الانسان ,وتذكر انك مميز فيجب ان تفرح ,نعم نحن مميزون بتشابهنا...اقوياء بضعفنا ...... اذكياء بغبائنا .....اجتماعيون بوحدتنا.....لطيفون بغضبنا ....هادؤون بصراخنا ,والاهم اننا جميلون بعفويتنا
فلنفرح بطبيعتنا ونحمل شعار عفويتنا فنحن خلقنا لنعيش نبكي نضحك كإنسان لا كآلة فتصنع المشاعر ،ومراقبة الافعال ،والتحكم في الكلام،والسعي لإرضاء الناس كان ولا زال خصائص الآلة. ..فلا تفكر ولا تحزن ,بل ابتهج وافرح لأنك ما زلت تحافظ على نفسك في عالم تحول فيه جميع البشر الى آليين ... افرح فانت لا زلت الأنقى والاجمل ....لا زلت انسان.اسمي لينة ...وحبيت أشارككم ما أكتبه ولو كان بسيطا لأني حقا أجد متعة في الكتابة
آرائكم في خاطرتي الاولى
أنت تقرأ
"لحن الذكريات (مسابقة M.A)"
Poetryغارقة في طوفان افكارها ,اسيرة عتمة احساسها ,ليس لها انيس غير وحدتها ،ذابت روحها حزنا على ارصفة ندية بقطرات المطر محررة بذلك سيل اهاتها .....لكن ذلك لم ينهي معاناتها ...صراعها ....مع ضجيج معزوفاتها .....سمفونياتها....الحان ذكرياتها اترك العنان...