المقدمة

1.5K 25 4
                                    

انا شاب ليبي متغرب (اسمي شادي ) من حوالي اكثر 10 سنيين اعيش الان في مالطا و اعمل في شركة و الحمد لله  ,
و قبل ان اقص لكم سبب الغريب  خروجي من بلدي  و غربتي و عن اول يوم لي في دار المهجر. اعتذر مسبقا علي الكلمات التي ساكتبها قد تكون لا تلائم الكثيرين .
سأعود بيكم ليوم من ذاكرتي ,,,كان عمري عندها تسع سنوات تقربيا,,  كان يوم مؤلم جدا في حياتي ,,, قبل هذا اليوم بثلاثة  تقريبا سنوات كان قد توفي (ابي) الذي لا اذكر عنه الكثير ,,,,,,,,,,,, إلا انه  ذلك  الشاب الذي اغرم  (بأمي) رغم معارضة العائلتين لهذا الحب و الارتباط  ,,,,,,,,,,,,,,,,,,, و ذلك للفروقات المادية و الاجتماعية , و ايضا للاسف العرقية كما يقولون , فقد كان ابي من عائلة  طرابلسية غنية جدا ...  و بينما امي من عائلة عادية فقيرة  من الجبل .
و لكن ابي كافح من اجل تحقيق تلك الغاية النبيلة من هذا الحب الطاهر و هو الزواج ,,,,,,,,,,,, و لكن جدي (والد ابي) ضل رافضا معارضا ذلك الزواج , متمسكا بتلك العادات و الافكار القديمة مما دفعه لطرد ابي بعد زواجه ,  رغم محاولات ابي للاصلاح مع جدي و لكن دون جدوي .
لتبدي حكاية ابي في الكفاح ,,,,,,,,,,ذلك الشاب الغني الذي دفع ثمن حبه ليعود لنقطة الصفر فقيرا , ترك كل شئ من اجلها , و لكنه عاش سعيدا دائم الابتسامة و كانت كل صوره تعبر عن مدي سعادته ,,,,, فكيف لا و هو مع  من احب و ضحي من اجلها .
و لكن ......... للقدر تصاريف لم يعيش ابي طويلا , فقد مرض ايام قليلة , ,,, تلك الايام كانت فرصة ليودع جدي , الذي احس بالخطأ الفادح الذي ارتكبه في ولده الاصغر , و لكن للاسف كان الوقت متاخرا , مات ابي ,,بعد التصالح مع ابيه
, و ندم جدي ,,,,
و بعد ذلك بايام ليست بكثيرة  مات جدي ,كمدا و حزنا علي ولده ,,,, في العزاء الذي كان في الاول لوالدي ثم اصبح لجدي  و كنا موجودين في منزل جدي الذي اخدنا بعدما توفي ابي  محاولا تعويضنا ,,,,,,,و بعد وفاة جدي كما ذكرت  ... تم طردنا من قبل اعمامي ... شر طردة ,,, حتي ان نسائهم  كان يدفعون امي خارج البيت دفعا .
لم يرحموا امي الثكلى و لا اطفالها الصغار اليتامى , كنا حنيها خمسة اطفال ثلاثة اولاد و بنتين و كانت أمي حاملا باختي الصغري . , طردونا بكل وحشية , و هم يعلمون جيدا ان ابي لن يقاسمهم في الميراث و ذلك لوفاته قبل جدي . رغما غيناهم الفاحش . و لكن طمعهم سول لهم ...ذلك
عدنا لبيتنا لكن هذه مرة وحدنا ..فقد رحل ابي و لن يعود... عادت امي تلك المراة الارملة الشاب التي لم تكمل دارستة الاعدادية حتي و التي لم تعمل يوما في حياتها , عادت تحمل بحر حزنها علي حبيبها الشاب , و جبال همومها من اطفال كان اكبرهم لم يتجاوز الحلم ..
و لكن كما  يقولون,,,,, فالمراه مخلوق معجزة , و بفضل الله و بمساعدة جيرانها تلك النسوة الخيرات اللاتي لا انسى اصواتهن و هن يرتدن الفارشيات في سقيفة منزلنا , بكلامهن الطيب , و ايضا ....  بماكينة خياطة و التي مازلت اتذكر نوع تصميمها (الفراشة) , استطاعت امي ان تعيل عائلة كاملة , لم يتوقف اخي و اختي  عن الدراسة, لم ينقص شئ من الضرويات  .
اه ,,,, كم  احن لصوت تلك الماكينة , كانت تشعرنا بامان , كانت تمثل الدخل الوحيد لنا , ذلك صوت ,,,, كان صوت الحياة بنسبة لنا  , كم اشتقت لابتسامة امي .... و انا جالس تحت قدميها مستغربا كيف لحركة قدمين في اسفل ان لها ان تحرك الابرة في الاعلي .
كافحت ست الحبايب , مرت الايام , لم نلاحظ حتي , لم نشعر بفقد والدي , و ايضا لم نلاحظ ان امي تلك الشابة الجميلة القوية كانت تذوب من الداخل ........... و ان فراق الحبيب و سهر الليالي و تعب , لم يمهلاها طويلا .
و كما جري لحبيبها وبنفس المستشفى وفي  ليلة مرض واحدة ,,,,,,,, توقف قلبها ,,,, عادت للربها ,,, لتري حبيبها ...و ليس بيدها  ان  تتركنا يتامي وحدين بلا اب و لا ام  في الدنيا .
لم ادرك حين ما يجري,,,,,,,,,,,,,,,,, كان صراخ و البكاء و زحام,,,,,,,,,,,,, كان الكل يحضنني و يقبلني ,,,,,,,,,,مر ذلك اليوم بسرعة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, حتي عندما ذهبت للمقبرة معهم,,,,,,, لم أعي ما يجري كانوا يتحركون بسرعة ,,,,,,,,. و نظارتهم لي كانت تشغلني عن التفكيري بامي .
لكن في صباح اليوم التالي .. و حين استيقظ .... تذكرت امي .... ذهبت مسرعا الي غرفتها .... فوجدتي اختي الكبري  ,,,سالتها عن امي ... فحضنتي و بكت .... حين ادركت و فهمت ,,,,, و بكيت ,,,,,,,,,,, و مازلت ابكي .
يتبع !!؟!!!!!
#شادي #سنين_عمري

سنين عمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن