الفصل الثالث

438 18 5
                                    

#سنين عمري
( الفصل الثالث)

و كما تعلمون . و خصوصا من تتبع معي سرد الاحداث من البداية بعد و فاة ابي و طرد (امي) من بيت جدي,,,,,, ثم رحيل (امي) ,,,,,,,,و تخلي اخوالنا عنا ,,,,,,,,ثم طرد اعمامي لـ (اخي) و فرض مساعدتنا حتي بعد وفاة (امي) ,,,

لم يعد لنا مصدر نعيش منه سواء بعض المساعات التي يقدمنها لنا جارات و صوحيبات (امي) القليلات , فـ(امي) كانت امراة هادية , ( علي حالها , تربي في يتامى , قليلة الاختلاط , غريبة ليس لها أحد لا (اخ) و لا قريب فكل اقاربيها كانوا يعشون في الجبل في بلدة صغيرة (امازيغية) ) .

و بعد ايام من عودة (اخي ) من بيت اعمامي بخيبة الامل ,,,,,,,, يومها و علي ما اتذكر في المساء ,,,, قامت (اختي) بجمعنا في وسط منزلنا , اخبرتنا بان اليوم قامت احد نسوة الحي بزيارتها و عرضت علي (اختي) عرضا غريبا ,,, ,حينها ,,,,,كانت (اختي)  و كأنها تحاول  أن تقوم بتوزيع مسؤلية اتخاد القرار علي الجميع,,,,,,,, و لكننا كنا عيالا واطفال,,,,, .تصوروا كيف لمرهقان(اخي و اختي )  أن يجتمعا بثلاثة اطفال و رضيعة .

كنا نملك اسماء غريبة في ذلك الوقت ( لانها غير متداولة ) و لاكنها تعتبر جميلة  ,,, و خصوصا اليوم ,,,,, و سبب تلك الاسماء هو (ابي) لانه درس الجامعة  في سوريا ...و قد استئذنت (اخوتي) في ذكر اسمائهم .. و مع بعض الإلحاح مني قبلوا ... هم علي فكرة يتابعوا السرد و يقرئون التعليقات .. كانت اسمائنا علي الترتيب ,,

(سحر) "البحبوحة" كما كنت اسيمها , شقراء تشبه امي . 
ثم (سامي) لا استطيع وصفه إلا انه وِلِدَاَ رجلا باخلاق الفرسان ..
ف(هاني) .. " البغة " و هو المحظوظ دائما ..
و بعده (شادي) ..انا .. و الوحيد الذي اسمته امي... على وزن (هاني)
تليه (سمر) "الكركوبة" الطيبة .
و اخيرا اختي الصغري (روعة) "ملاكي" و قطعة من قلبي ,,,

المهم  ,,,,
وكان العرض   هو ان يتم ,,, تسليمي انا و (روعة) المريضة لدار الرعاية .
بينما (سمر) كانت طفلة جميلة جدا فقد تتطوع اقارب احد جيراننا بتكفل بيها و كانوا من مدينة اخري .
و (هاني)  تبرعت احد صويحبات (امي) و اسمها (لطيفة ) بتكفل بيه لان لديها ابن وحيدأ هو صديق (هاني) في المدرسة .

كان هذا العرض مقدم رسميا من مجموعة كبار السن و المتقاعين الحي الذين كانوا يجتموع يوميا في كوخ قديم ( البراكة ) و هي عبارة عن دار بناء قديم بجنب مسجد الحي سقفه من ( الزينقوا) ليلعبوا به الورق و طبعا ( لغتابوا عباد الله ) .
كان هذا العرض,,,,,, و بكل قسوة ,,,,,, هو قرار حقيقي .....بتشتيت شمل هذه العائلة المنكوبة و تفريق الاخوة الصغار  , لم تخطر ببالهم اي طريقة لمساعتنا الا هذه الطريقة ,,,,لم يفكروا في الوقوف معنا ولم شملنا و الحفاظ علي هيكل عائلتنا الذي انهار بعد رحيل (امي) .فكروا بنا و بدون اي مشاعر و كاننا قطيع من الغنم الشارد , يتم تفريقنا دون النظر الي مشاعرنا .

سنين عمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن