#سنين_عمري
( الفصل االرابع)كما تعلون و خصوص من تتبع معي سرد الاحداث من البداية بعد و فاة ابي و طرد اعمامي لامي,,,,,,,,,,, ثم رحيل امي ,,,,,,,,و تخلي اخوالنا عنا ,,,,,,,,,,, و صراعنا مع الجيران (( شيابين البراكة )) عند محاولتهم توزيعنا علي البيوت و دور الايتام , و تزويج اختي (سحر) من رجل يكبرها بما لا يقل عن عشرين عام .
,,,,و بعد رفضنا ذلك الان مرت شهرين او اكثر علي وفاة امي. و نفذ منا المال القليل الذي عندنا , و اصبحت الماعونات التي تاتين من بعض الجيران تتناقص شئ فالشئ.قد تستغربون لماذا تركنا ,, وحدنا ,, هكذا ,,,لا قريب او أحد المعارف ,, دعوني اخبركم عن (ابي رحمه الله) ,, ابي هو الاخ الاصغر الغير الشقيق لاربعة اخوة ( ابن الضرة) و (امه) من حلب – الشام ,, و لهذا عاش ابي فترة طويلة من حياته هناك رحمه الله .
توفت (جدتي) (رحمها الله) و هو يدرس في المرحلة الثانوية ,,, و كانت جدي قد تزوجها في (الشام) اثناء تجارة له هناك , بعد اتمامه المرحلة الجامعية ,, عاد (ابي) لطرابلس و هو شاب كبير ... و لكنه عاد ليجد (إمراة اب) قاسية و (اخوة) كارهين له .
و لكن جدي رغم قسوته .. اعطاه مثلما اعطاء اخواته... من الاهتمام و المال و العمل . و لكن و كالعادتنا تم معاملته علي اساس انه ( ولد السورية) كما اطلقوا علينا نحن (ولاد الجبالية) وكما تركونا اخوالنا لأننا (ولاد العربي) ... هذه حقيقة لا مفر منها فنحن في مجتمعنا نتعالي علي الناس دون وجه حق .... اوليس كلنا مسلمين اولا و بشر اولا و اخيرا ... هل الناس سواسية او فقد هم كذلك في كتب الحديث و السيرة.
و لهذا عاش ابي متقوقعا ,, علي نفسه ,, بسبب مجتمعا لا يقبل إلا نفسه .. رغم ذلك قفد كان -رحمه الله- شفوقا رحيما رقيقا شهما عطوفا ذو اخلاقا عالية ,, دائم الابتسامة -كما اذكره- رغم سني الصغيرة حين فقدته .
كما ذكرت كان جدي تاجرا ناجحا ,,, و كان ابي يعمل معه هو و اخواته ,,,,و كما تحكي (امي) كان الوقت العيد الكبير فارسل (جدي) (ابي) (رحمهما الله ) ,,, الي الجبل لجلب عدد من روؤس الغنم من احد التجارة و الرعاة هناك ,, من بلدة امازيغية صغيرة.
و هناك يرى (ابي) (امي) .. كانت امي ابنه الراعي و تاجر الغنم في البلدة ..كانت (امي) يتيم الام لها اخوين و ثلاثة اخوات و هي تكبر اخواتها جميعا ... و كانوا بسطاء الحال فقراء .
و كانت اليد و العون لابيها ,,, كما كانت تحكي لي (رحمها الله) عندما كانت تقص عليا وهي تمسك يدي و تحرك اصابعها الكريمة علي كفي المفتوح و عيوني انا و ( اختي سمر) متعلقة بيها في صمت حتي تقص تلك الحكايات التي لا تمل .
وبفعل و قعت عين ابي علي امي ولأول مرة و هي تسوق الغنم إليه لكي يقوم بشحنه في السيارة ..فأحبها من تلك اللحظة الي ان فارق الحياة .
فأمي كانت راعية غنم ,, صدقوني الي لهذه اللحظة اتابع (كاتولي -فتاة المراعي ) بدموعي و بكل شجوني .. فهي تذكرني بأمي .. كانت تقول كنت اخرج وحدي و انا بنت العاشرة اسوق الغنم , من طلوع الشمس حتي مغيبها ... لا يرافقها إلا صوتها .. و الله يحفظها ... كانت (امي) تملك صوت حين تذنذن (بامازيغي) تشعرك ان الصوت كان يخرج من قلبها الدافئ و ليس من فمها (عليك السلام و رحمة ربي يا أمي) ... فرغم عدم فهمي لها و لكن كنت انام و كان الفراش تحول تحتي الي سحاب و انفاسها .. نسمات من عبير فواح .
لن ايطيل عليكم ... لعدم علمي بالتفصيل ماذا حصل بعد ذلك , فقد ماتت تلك التفاصيل بوفتهما .. و لكن كل ما اعرفه ان (ابي) كسر المستحيل ليتزوج (امي) .. تعرض لضرب من اخوالي حين ذهب لخطبتها وحيدا,,, بعدما رفض ابيه ذلك شكلا و مضمونا ,,, و هدده انه سوف يطرده من العمل و حتي المنزل ... و لكن ابي رفض ان يرضخ ,,, فاصبح يذهب لجدي في الجبل يتوسله مرارا و تكرارا ... و فكروا في تزويج امي من قريب لها ... فرفضت و بكت كثيرا ... فرقى لها والدها و كان يحبها .. حيث كان يعتمد عليها و هي ايضا كانت تساعده كثيرا ..فزوجها (ابي) و هنا جاء انتقام البلدة لجدي ,, حيت قاطعه اقاربه لفترة طويلة و ذلك لتفضيل (ابي) عن ابن عمها ... و كان هذا هو السبب الرئيسي لكره اخوالنا و اقاربنا من جهة (امي) لنا .
و نفذ جدي تهديده بطرد( لابي) ... الذي كان يملك بعض المال ليشتري منزل صغير في احد احياء طرابلس و يتزوج امي .. و يبحث عن عمل .. و كان يعمل في تجارة الخضروات ,, اي يعمل بقوت يومه ..فقط
لم يكن له اصدقاء كثيرين لم يكن له معاش في الدولة التي لم يتوظف فيها اصلا و لهذا بقينا بدون معاش ضماني بعده .
فقد عاش غريب طولا حياته كان (الليبي في سوريا) و (ولد السورية في ليبيا) , و لكن كان سعيدا لم اري ابي غاضبا ابدا رغم قلة حالنا . كان ممازحا يحب ان يلعب و يخترع الالعاب لنا . كم صعدت علي ظهره انا و احيانا كل اخوتي دفعة واحدة ليستنجد بأمي فتأتي هي و تجلس معنا فوقه و هو يضحك – عليه رحمة الله
لم يكن يعلم ان عمر كان قصيرا و قصيرا جدا بنسبة لنا فنحن لم نشبع منه و لم يشبع منا ... لم يخطط لشئ سوى انا يعيش ايامه سعيد هو و يسعدنا و يضحكنا نحن .. كان يحب امي حبا جما .. فقد كان هذفه فقط ان يسعدها ..فقد ترك الثروة و العز و الجاه من اجلها .. ترك القصور و السيارات .. ليعيش فقرا و يموت فقيرا ... من اجل قلبه و كلمته التي اعطاه (لامي) .كثيرون يقولون (اني احبك) و لكن القلائل هم مثل (ابي) .. من يلتزم بها حتي الموت يلتزم بها رغما الاغراءات فقد كان (جدي) يبعث له ان يترك (امي) او يتزوج عليها ابنه عمه و يبقيها هي و اولادها في عصمته و لكن ابي كان يرفض ان يتركنا (رحمه الله) ,, كان يتوسل لجدي ان يرضى عليه و لكن جدي كان رجلا قاسيا ,, و كانوا اخوانه يضربونه و يطردونه كل ما حاول ان يقترب من جدي .. كان يقول لهم انه يريد رضاه فقط ,,, لا العودة الي قصورهم ... فقصر (ابي) كان قلب (امي) .
هكذا ,, فعندما تركنا ,,, و لحقته (امي) ,,, وجدنا انفسنا لوحدنا .. بدون ذنب اقترفناه
يتبع !!؟!!!!!(الفصل 5) ((تعميق الجروح و مرض اختي )) (إن شاء ربي ذلك)
#شادي #سنين_عمري""""""طبعا للعلم الرواية منقولة^ ^