الفصل الثاني

530 17 3
                                    

لطفكم معي.. جعلني .. اشارككم بعض ما يدور معي و ما يجول في خاطري
رغما اني مجرد كلمات عابرة لبعضكم ,,,, و ربما اكثر لاخرين .. لا ادري
إلا إن كلماتكم اصبحت جزء من حياتي ,,, صدقا اقول لكم
فاني رجلا  اقدس الحروف كما يقدس البعض الانفاس او الاموال ...
تعلمون ان بدأت المدة الماضية بسرد بعض الصور من قصة حياتي 
و لكني توقفت ... فجاة ..
و كثيرا ما طلب مني الاستمرار ... و ايضا التوقف كما اسلفت الذكر في بعض المناشير 
فأنا اقول لكم الان ...فالسبب الحقيقي لتوقفي كان (اخي) ...الاكبر
(اخي) ياسادة ... رجلا توقف العالم و منذ زمن طويل ان ينجب مثله إلا ما نذر ..
فقد تحمل مسؤلية عائلة و هو لم يبلغ السابع عشر من عمره ..
كان يحرم نفسه لكي يعطي .. لم يعش شبابه ... افناه في الورش و تحت السيارات البالية .....
لم يتزوج حتي اطمن علي اخواته البنات ..
و رغم جديته الفرطة و حزمه و ذلك لما رائه من قسوة الايام ,,,,
إلا انه يحمل قلبا طيبا بل غايه في النبل .. و كانه فارس من زمن الفرسان ..
لا اريد الاطالة ... فمهما اطلت فانا مقصر في وصف شهامته ..
في البداية كان اعتراضته علي ان قصة حياتنا ليست و كما قال هو ((للهدرزة))
و لكن الان و بصدفة اتصلت به احد بنات اعمامي و لأول مرة في حياتها و حياتهم
تصورا تفاجت عندما قال لي ذلك ,, اما زالوا يذكروننا ... أبعد كل هذه السنين و يذكرونا قصتنا معهم
و قالت له انها قرات القصة و بصدفة .... و عرفت انها قصتهم و اخبرت ابوها و اعمامها بذلك
و تخاف ان اكمل و أن  اروي كيف ابدعوا في ظلمنا و تشردنا و سرقة حقنا ... و حتي ضربنا .و طردنا في بيتنا ...
كيف جعلوا يتامي المساكين الصغار  يعشون بين الطرقات .. و هم الاثرياء قطنين القصور .. و المزارع ...
اتخاف الفضيحة ,,,,, و هي من تلك العائلة الراقية و كما يقال ( اصل و مفصل)
لا و تالله  ....فالاصل في الايمان و المفصل في الطيبة ... لا
نعم ... يحق لها ان تخاف فما فعلوه بنا ابوها و اعمامها يستحق الخوف و الخجل بل يستحق النواح و الندم ..
عندما بدأت السرد لم تكونوا هذفي ,,, فأن قد نسيتكم منذ زمن طويل ... لم اسرد باسماء و لا امكان محددة
جعلت السرد عائما ليكون كعبرة ,,, و ليس كفضيحة ...
(اخي) حبيبي و قرة عيني  هم طردوك و اهانوك و ضربوك ... و انت بشهامتك لا تريد حتي مس مشاعرهم و ان تجعل بعضهم يحس بالندم او العار ... فطبت اخي .. و دمت تاج احمله علي راسي فخرا .. فلك الشكر و عرفان بالفضل ..
اما انتِ يا بنت ابن جدي (يا من احمل في عروقي بعض دمك )... انا لا اريد اذيت احد .. و  لا احملك ذنوب غيرك
فالذي مضى قد مضى و لا يستطيع احد ان يغير فيه شئ .. اما عرضك لي بالمال فان ارفضه كما رفضه اخي ...
فكلمة من (اخي) تساوي عندي رؤوسكم و رؤوس اموالكم ...
لكن في السرد عبرة ليس إلا  و هذا ما قصده و عادة ما يقصده القراء ...
فمهما بلغت الحروف منتهى البلاغة تبقي حروف علي ورق قد تقرى او ترمى في مهب الريح
و فهي مجرد كلمات ... لشادي يغرد وسط النباح و عواء الذئاب ..
فلا يسمعني إلا من كان فوق الشجر متخفيا صافي القلب . .. بعيدا عن كل ذلك الضجيج
اخيرا شكرا احبتي ..
#شادي

سنين عمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن