#حديث_مريض_نفسي

~ حتى تسقط ~

لنرى كم ضربة ستأخذ حتى تسقط ~~

وَقفَ مكانه ينظـر الي انعكاس نَفسَـه في الماء قليلاً ليغمض عينيه هامساً
" مَا اللعنه؟! الجميع يَظنون أننى مَريض نَفسي لتَحدثـي مع نَفسي "

سَمعَ صوتَـه الداخلـي يَتردد في الأرجاء مُتسائلاً " و لماذا تَلعَـن؟ الجميع يَتحدثُـون مع أنفسهم! " صمتَ قليلاً ليستأنف مُتعجبـاً " ألا يُفكرون؟ "

ارتسَمـت ابتسامَـه ساخره جانبيَـه علي وجهه " ماذا عن مُعقد نَفسـيّ؟ أهكذا الصياغه جَيدة هذه المرة؟ " سَأل بألم.

عَادت الذكرى الي رأسه رُويداً رُويِـدا

حركَ الآخر رأسه " لا تَهتم لهم! "

" لا يُمكننىّ ايقاف نفسي عن عَدم التأثُـر بِما حولي. بِطريقه أو باخرى هو يؤثِـر" صَرخ ليضرب انعكَـاس صُورتَـه في المياه لتتناثَـر حبات المياه الصَغيـرة و تُبلل وَجهه.

لم يسمع رداً من صَوتِـه الداخِلـيّ. فقط صوت ضربـات قلبـه مُختلط مع صوت تنفسِـه هو ما يملأ أذنيِـه، فَـصمتَ هو أيضـاً.

" أنتَ الآن تَسقُـط!" سمع النبرة التحذيريَّـة بداخِلـه بعد سكون طال لدقائِـق.

" أنا دائماً أسقُـط! " أجاب هو بسخرية لاذعَـة من نَفسـه.

" العبرة ليسـتْ بعدد المرات التى تَسقُـط بها بل بقدرتكَ علي تَحمل كُل شئ." أجاب الصوت الداخليّ بهدوء كَـالمعتاد ليستأنف " ربمَـا نكون حَقـاً شَخصـاً مَجنونـاً أو أكون أنا مُجرد صَدى صوت لضميـركَ أو أي شئ أخر."

" لا أهتم" همسَ بِـبرودِ مُستفز بينما يُخرج من فمِـه زفيراً خرجَ علي هيئة بُخار مياه نظراً لِـبرودة الجو.

" تَظاهر كما تشاء أنكَ لا تهتم. اعترفـتَ منذُ قليل أنك تتأثـر بِكلامِـهم. إن كُنتَ أنتَ المجنون، فهل هم العُقلاء؟ و إن كانوا هم العقلاء فَـتباً لهم! خيـر ليّ أن أتخبـط في جنونيّ علي أن أكون معهم" أجاب الصوت الداخليّ حاسماً هذا النقاش.

هو يسقط لكنه يقوم في كل مرة.
هو يتأثر لكنه يتظاهر بعكس ذلك.

هو ليس شخص سئ و لا شخص جيد!

هو يُحاول فقط فعل الأمر الصحيح بالطريقةِ الصحيحةِ!
   

#حديث_مريض_نفسي
#اتنين_في_واحد
#انفصام_في_الشخصية