5|| أول صديق في المقهى

190 27 8
                                    

أي شيء قد يصاب بعطلٍ نتيجة عدم استخدامه لمدة طويلة ،
فما بالُك بعضوٍ حيوي في جسمك ،
متمركزٌ يسار صدرك،
حيث يصبح لذلك العضو عنواناً
ألا وهو : البرود واللامبالاه
يختبئُ في الظل
تحت سماءٍ ملبدة بالغيوم
يُحجبُ عنه اي شعاع للأمل،
لكن مهما كان الجو كئيباً
لابد من يوم يسمح بتسلل بعض من جزيئات الضوء ؛
تتصادم و تتكاثر الى ان تنتشر في جميع الأنحاء
فتثير حرارة لتذيب ذلك الجليد من حوله
ليعود للنبض مرة أخرى

***

تأخذ نفساً عميقاً قبل ان تطرق باب الصف، تُلقي على نفسها بعض الكلمات المحفزة

"لا بأس هيون جي، تستطيعين فعلها ...لا شيء يستدعي للخوف"

دلفت للصف بعد طرقه مرتان ، رحب بها المعلم متوقعاً حضورها
توجهت لمقعدها بعد ان عرفت بنفسها للطلاب
تحاول التملص من نظراتهم المتعجبة
مع انها لا تختلف عنهم كثيراً من حيث الشكل
لكن يحد بينهم حاجز اللغة
فهي لا تفقه باللغة الصينية سوى القليل

***

لقد كان يوماً طبيعياً تقريباً بالنسبة لأول يوم
باستثناء تكوين الصداقات
فهي لم تفلح في ذلك بالرغم من تصنعها للوجه البشوش مراراً
هذا ما فكرت به اثناء مراقبتها لقطرات المطر على زجاج الحافلة

،ترجلت من الحافلة و أخذت تسير من المحطة قاصدةً منزلها
عضت شفتيها بإستياء فلا يزال الطريق الى منزلها طويلا نوعاً ما من المحطة؛
وهي لا تحمل مظلة
وضعت حقيبتها على رأسها و اخذت تعدو بسرعة

تلاحظ فجأة انه اصبح لخطواتها صدى
لكنها لم تكن في مكان مغلق ليكون ذلك
توقفت لتتأكد، لكن صوت الخطوات المهرولة المتخبطة على الأرض الرطبة لايزال مستمراً
لم تتجرأ على الألتفات لخلفها فقد حاكت مخيلتها اسوأ الأحتمالات نظراً لكونها وحيدة في ذلك الحي القديم و الشمس على مشارف الغروب

"كلا، لا أريد الموت هكذا؛ على يد قاتل منحرف"

تعثرت بحصى صغيرة اودت بها أرضاً
و قبل ان ترفع رأسها، رأت ظلاً طويلاً أمامها و توقفت قطرات المطر عن الوصول لجسدها المرتعش،

قال لاهثاً يسند يداً واحدة على ركبته

"إلهي!!، لماذا لم تتوقفي؟، هل تأذيتي؟ "

و مد يده التي كان يستند عليها نحوها ليساعدها على النهوض

"نعم أنا بخير "

استندت بيده لتنهض و تمسح عن ملابسها اثار الطين

"لقد رأيتك تهرولين في الشارع دون مظلة، اردت اللحاق بك لكنك سريعة جدا"

Angel's sin || خطيئة ملاك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن