حديث ومعنى

566 25 10
                                    

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه )
المعنى العام والشرح
المسلم الحق هو الذي يسلم الناس من لسانه ويده وبقية جوارحه
هو الذي يمسك لسانه عن طعن الناس ويحفظ مابين فكيه عن الإساءة للمسلمين وهو الذي يمسك يده وبقية أعضاء جسمه ويحبس شرورها وأذاها فلا يمد يده لحق الغير ولاتمشي رجله للإضرار بأحد
فالمقصود باليد هنا هو عموم بقية الأعضاء كما يراد بهِ اليد المعنوية أيضاً كالإستيلاء على حق الغير بغير حق
فالمراد من سلم المسلمون من شره مطلقاً
حتى القلب منهي عن الحسد والحقد والبغض
وإضمار الشر ونحو ذلك
والمقصود بالمسلم هنا هم عموم الرجال والنساء أيضاً
وقد خص الحديث الشريف المسلمون بالذكر لأن المألوف هو محافظة المسلم على كف الأذى عن أخيه المسلم ولأن الكفار بصدد أن يقاتلوا وإن كان فيهم من يحب الكف عنه وغالب ما يخالطهم المسلم عادة هم المسلمون مثله فنبه على التحرز من إذايتهم
وخص اللسان واليد بالذكر من بين سائر الجوارح لأن اللسان هو المعبر عما في النفس واليد هي التي يبطش بها والقطع والوصل والأخذ والمنع والإعطاء
وقدم اللسان على اليد لأن إيذاءه اللسان أكثر وقوعاً من إيذاء اليد وأسهل مباشرة وأشد نكاية منها
بالإضافة إلى ان إيذاء اللسان يعم ويلحق عدداً أكثر ممايلحقه إيذاء اليد فقد يؤذي البعيد والقريب والحاضر والغائب والميت والحي وأسرة او قبيلة أو دولة بلفظ واحد بخلاف اليد
ولا يدخل في إيذاء المسلم إقامة الحدود عليه إذ هي إصلاح لا إيذاء
ومن لم يسلم المسلمون من أذاه لايكون مسلماً كامل الإسلام وإن كان مسلماً في الجملة
والمهاجر الحق هو الذي يهجر المعاصي ويبتعد عنها ولايقترفها بل لا يحوم حولها حتى لايقع فيها

اسلاميات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن