حديث و معنى ٢

420 13 10
                                    

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر )
المعنى العام والشرح
هناك أربع من خصال السوء لا تليق بالمسلم الذي يطبق ظاهره باطنه
وهم أربع يتمثلون في آفة اللسان وآفة النية وآفة الجوارح
وهم أربع من إجتمعت فيه كان منافقا خالصا تكامل نفاقه ومن كانت فيه خصلة منهما كان فيه ربع النفاق حتى يتركها فإن تركها غلى غير رجعة وتجنب العودةإليها تطهر من النفاق
والنفاق لغة هو مخالفة الظاهر للباطن وشرعاً إن كانت المخالفة في إعتقاد الإيمان فهو نفاق الكفر وهو المقصود عند الإطلاق في القرآن الكريم وإن كانت المخالفة في أمور الشرع الأخرى فهو نفاق العمل وهو المراد في الحديث الشريف
ويقع في القول والفعل والترك وتتفاوت مراتبه
والخصلة بفتح الخاء تطلق على الفضيلة والرزيلة والمراد هنا الرزيلة
الخيانة في الأمانة
أى إذا ائتمنه أى أحد على أى شئ من مال أو عرض أو سر خان الامانة وتصرف فيها على خلاف الشرع
وهي حرام بإتفاق سواء كانت بين العبد وربه أو بين الناس بعضهم بعضاً
الكذب في الحديث
إذا كثر وأصبح عادة وشأناً في أغلب ما يخبر به
والكذب في الحديث الذي هو من علامات النفاق هو الكذب المتعمد الذي يترتب عليه ضرر أما المبالغة في الوصف أو في الأخبار الماضية مما يخالف الواقع ولايترتب عليه ضرر فهو وإن كان كذباً ينبغي الحذر منه إلا أنه لايكون نفاقاً
الغدر في العهود
والإخلال بالمواثيق والنكث بعد إعطاء الأمان وعدم الوفاء بالعقود
قيقال : عاهده إذا أعطاه الأمان والموثق ويقال : غدره وغدر بهِ إذا خانه ولم يفِ له بما إلتزم به
وهو قبيح مذموم عند كل أمة وهو حرام بإتفاق سواء كان في حق المسلم أم الذمي وقد أمر الله المسلمين الوفاء بعهدهم للمشركين فقال ( إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين )
الخلف في المواعيد
وتبييت هذا الخلف والعزم على عدم الحفاظ عليها والتهاون فيها وتعمد الإخلال بها
ويجب التنبيه على دور النية هنا فلو كان عازما على الوفاء ثم عرض له مانع أو بدا له رأي فليس من النفاق
ولاشك أن المراد بالوعد المطلوب الوفاء بهِ هو الوعد بالخير أما الوعد بالشر فيستحب إخلافه بل قد يجب إخلافه
الفجور عند المخاصمة
وهي خاتمة السوء وقبيحته والخروج عن حدود الشرع والآدب عند الإختلاف ببذاءة في اللسان وخبث في الطوية ومبالغة وإسراف في الكيد والنكاية والإيذاء فالفجور هو الميل عن الحق والإتجاه نحو المعصية والخروج عن الحدود الشرعية
والمخاصمة على ثلاثة أحوال
مخاصمة للوصول إلى حق :- والواجب تركها حيث أمكن الوصول إلى الحق بغيرها لانها تشوش الخاطر وتوغر الصدر وفيها تفويت لطيب الكلام ولين الخلق
ومخاصمة للوصول إلى غير حق ( حق الغير) :- وهي المقصودة في الحديث
ومخاصمة بغير علم:- مذمومة لما فيها من الأضرار الكثيرة

اسلاميات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن