الجزء الرابع (الطلب الثاني)

3.2K 106 4
                                    

عندما حل المساء أخذت كتبي جميعها ورميتها في القمامة الا ذلك الكتاب فقد أخذته ووضعته عندي في الغرفة ، وبعدها عدت فورًا إلى القبو لأتأكد بأنني تخلصت من جميع الكتب المتعلقة بالجن ، فتحت الصدوق وكانت المفاجأة! جميع الكتب التي تخلصت منها موجودة في الصندوق!
كيف عادت أنا متأكد بانني رميتها قبل قليل من أعادها ومن الذي يعلم بسري هل هو الخادم؟! لا مستحيل لو كان يعلم لكان أخبر عمي وكيف سيستطيع إعادتها بهذه السرعة .. اذًا من هل يعقل بأنهم هم! هل هذا تحذير منهم؟!
لكن لحظة ألست أنا من كان يرغب بالاتصال بهم والتحدث معهم لما أنا خائف الآن؟! حسنًا سأكمل الكتاب وسأرى النتيجة مع أنني لا أظن بأنها ستكون سيئة
فجأة بينما كنت أفكر وأتحدث مع نفسي ظهرت تلك الفتاة مجددًا لكنها كانت واقفة هذه المرة بعيدًا في الزاوية، لم أستطع أن أرى ملامحها جيدًا لأن شعرها الكثيف كان يغطي وجهها ووقفتها كانت الغريبة كانت كافية لتبث الرعب في قلبي، قالت لي بنبرة مخيفة:
"بالتأكيد النتيجة لن تكون سيئة ما عليك سوى إكمال الطقوس"
ثم ضحكت ضحكة مخيفة وبصوت عالي واختفت مجددًا ، خرجت من مسرعًا لأعود إلى غرفتي فإذا بي أسمع صوت صراخ صادر من المنزل كان صوت الخادم! ركضت بسرعة نحوه فوجدت المطبخ يحترق
ركضنا معًا حتى خرجنا من المنزل ولحسن الحظ كان هاتفي معي فاتصلت فورًا على المطافي ولم يمضي وقت طويل حتى وصلوا مع الشرطة والاسعاف
حاولت الشرطة معرفة سبب الحريق فأجابهم الخادم "لا أعلم لقد كنت متوجهًا إلى المطبخ لأتناول وجبة خفيفة وما إن وضعت قدمي في الداخل حتى احترق المطبخ! فجأة احترق لا أعلم ما السبب بالضبط"
وبعد ساعتين انتهى الموضوع وعدنا للمنزل مجددًا والحمدلله الحريق كان صغير ، الخادم لا يعلم سبب الحريق لكنني متأكد بأنني أنا السبب أعتقد بأنه أيضًا تحذير لي
توجهت إلى غرفتي وأنا قلق أصبحت خائف من المستقبل وما يحمله لي ، وضعت رأسي على السرير ونمت فورًا لأنني كنت مرهق، لكن لم تمضي دقائق حتى استيقظت على اهتزاز السرير ، كان يهتز بقوة بالإضافة إلى أنني كنت أسمع تلك الأصوات الغريبة صوت ضحك الأطفال وصوت صراخ امرأة لا أعلم من أين صادر
لكن بعد دقيقتين اختفى كل شيء وعادت الغرفة إلى طبيعتها وكأنه لم يحدث شيء! وضعت رأسي مجددًا لأنام وهذه المرة لم يحدث شيء ، استيقظت في الصباح الباكر وعدت مجددًا إلى القبو وأنا أحمل الكتاب في يدي ، كانت الساعة السادسة والنصف صباحًا
فتحت الكتاب لأتم ثاني طقس لكنني تفاجأت من المطلوب لا بل شعرت بالقرف منه ، كان مكتوب أنه يجب علي أن لا أستحم لمدة اسبوعين ولا أحلق شعري ولا أقص أظافري وأهم شيء أنه يجب علي أن لا أقابل أي شخص خلال تلك المدة!
عدت إلى المنزل مجددًا واستحممت وقصصت أظافري وحلقت لحيتي وشعري ، فعلت كل هذه الأمور لأنني لن أستطيع فعلها لمدة اسبوعان ، ثم ذهبت للخادم وطلبت منه أن لا يتواصل معي لمدة لاسبوعين ولا يجلب لي الطعام أو أي شي ، في البداية استغرب من طلبي لكن بعدها تقبل الموضوع
جهزت كل احتياطاتي ووضعت لي بعض المعلبات والماء في الغرفة وأقفلت على نفسي ، طبعًا غرفتي كانت تحتوي على حمام لذلك كانت هي المكان الأنسب لأحبس فيها
مر اسبوعين كنت أعاني فيهما لا أستطيع التواصل مع أحد ولا أستطيع الخروج من غرفتي بالإضافة إلى الأصوات والأمور الغريبة التي كانت تحدث لي ، كان هذان الاسبوعان بمثابة الجحيم بالنسبة لي لكن الحمدلله انني انتهيت منهما ومرا بسلام

"شمس المعارف الكبرى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن