الْبِدايَة "أُمّيـــ"

840 27 12
                                    

البارت (1) :
بين ليلةٍ و ليلة
اشتدت الرياح و العواصف
وهبّت مسانِدة البحر في تعذيب الشاطيء
                ~~~~~~

الرياح هناك مختلفة....فقد تحمل في طياتها الكثير من المعاني....والمشاعر
وقد تكون حملت حزن شاعرة بلغت سنتها السابعة عشرة
حزن قاتل....استوطن قلبها من سنتين
~لماذا؟
لانها فقدت اغلى من تملك.....

~اتعلمون حين تقول لكم معلمة الابتدائية...ان تكتبوا تعبيرا عن اكثر شخص قريب لكم
فيتسارع في ذهن تلاميذها
كلام رائع عن الاقرب لهم
فيكون كلام الاغلب  عن  " الأم"

لكن هي التي لن يعود بمقدورها ان تكتب
سوى عن الماضي
ذكريات فقط .........
                       ~~~~~~
ولكن......خلف طيّات الماضي
وصفحات المستقبل

هناك حقائقٌ خُبِّئت
تُبهِم العقل... وتُلجِم القلب
                 ~~~~~~
~ أغلقتُ مذكِرَتي..وقفلتها..
واتجهت نحو سريري مسدلةً ستائر جفوني
و طالبةً من الدنيا الراحة
                 ~~~~~~
ظلام دامس....وكوابيس سكنت لياليها
اصبحت تخاف الليل
اصبحت وحيدةً مع قمر يواسي فراغ ايامها
لم يعد هناك معين و لا شريك
سوى الرياح التي تحمل جزءا من آلامها التي لا تنتهي
                   ~~~~~~
_________________________

اشرقت الشمس
و نثرت خيوطها الذهبية في سماء النهار
يمشي الناس في الشارع لاهداف مختلفة
فمنهم من يركض جزعا متأخرا عن دوامه
و منهم من يقف منتظرا حافلة المدرسة متململا
ومنهم.......و منهم......

هموم الناس و اشغالها لا تنتهي
فلكلٍ منّا مشاكله و خصوصياته و حياته
وهناك كلام يقول(من راقَبَ
النّاسَ مات همّا)
                    ~~~~~~
تراقِبُ الناسَ من نافذة غرفتها
ذات التصميم الارستقراطيّ

~وأخيراً سيأتي....أنتظرهُ منذ أشهرٍ عديدة
قد تتساءَلون....من يكون؟!
لكن دعوني أقول....انّهُ أخي الحنون
لو غاب عني...أعيشُ حالة من الهذيانِ و الجنون
يعود اليومَ من سفرٍ....و طال غيابه
فاشتاقت له القلوبُ و العيون
               ~~~~~~
_________________________

لنسافر في خيالنا الى عالمٍ آخر
ولنحط ركابنا في بلاد بعوالم غريبة

-البْندُقِيَّة...هل سمعتم عنها يوما؟!
انها من اجمل المناطقِ على الإطلاق
قد لا استطيع ان اوصف جمالها بمجردكلمات من احرف مكررة

ولا حتى بصورةٍ فنيةٍ تأخذُ الأذهان بعيدا

في تلك المدينة...وتحديدا في مطارها الدوّليّ...يقفُ شاب في ربيع عمرهِ...يبلغ عمره الرّابع و العشرون عاما

مستعدا للقاءٍ طال انتظاره....فما أسوُء الرحيل بعد قربٍ جميل
وما اجمل العودة بعد غيابٍ طويل

يصعد السلالم متشوقا للعودة الى وطنه
للعودة الى أصله...للعودة الى أُختِه
                   ~~~~~~

كوبٌ من القهوةِ الساخِن
على طاولةٍ قديمةٍ مُهترِئة
وصوت المذياع يعلنُ عن أمطار غزيرة لهذا اليوم

بيت قديمٌ جميل....في ريفٍ بعيدٍ عن أصوات المدينة التي لا تنام

تعيش فيه أمرأةٌ تمتلك من الجمال  حكاياتٌ و روايات

لامست اناملها الرقيقتان كوب القهوة مرتشفةً منه القليل

وتقرأُ مجلةً عن أشهر أُمراءِ هذا الزمان
من يرى حالتها تلك....لقال انها
إمرأة تمتلك كل سبل الراحة و الامان

ولكن في داخلها أمطارٌ و عواصفٌ من أحزان
                  ~~~~~~

لا تملو من هذه الاحداث
فخلف ستائرها أسرارٌ و ألغاز
ليس حزنٌ غالبٌ على معانيها
انما في حكايا الناس
___________________________
like
comment
🙏🏻

أُمِّـــيٓحيث تعيش القصص. اكتشف الآن