البارت (6)
تمشي في الشارع مخفضةً رأسها
وتحمل بيدها أكياساً عديدة
واذا بها تشعرُ بيدٍ تُمسِكُ بأكياسها محاولةً أخذها منها
إلتفتت الى جانبها لترى شاباً طويلَ القامةِ يحاول مساعدتها
فورَ ما رأته...إرتبكت واعادت نظرها الى الارض بسرعة
سَمعَتهُ يخاطبها قائلا :
-أَودّ مساعدتكي سيدتي
فقالت وهي محاولةٌ إصرافهُ بقدرِ المُستطاع:
-سلِمَت يداك يا بني
ولكني لستُ من المدينة وبيتي بعيد...ولا اريدُ إتعابكَ معيفردّ بصوتٍ هاديءٍ و رصين :
-إن كان بيتكي بعيد فدعيني أوصلكِ في سيارتي
~كانت إجابتهُ تلك كافيةً لإجبارها على ذلك..فلم يعد لديها اي عُذرٍ آخر
تشعرُ وگأن الأرضَ تدورُ بها...ليتها تأتي معجزةٌ من الله تخلصها من موقفها هذا
~~~~~~ʝυℓια
تدخلُ بيتها لاهِثةً من التّعب
لم تلبث قليلاً الا ووقعت ارضاً
وبدأت تجهشُ بالبكاءفكيفَ وهي تراهُ أمامها
كيفَ وهي تسمَع صوتَه مجدداً
لم يتغير...لا زال طفلها رغم أنّه شبّ عمرا و طولاًتحمد الله لم يعرفها
ولكن لو حدث و رأتهُ مجدداً ...تتوقعُ كوارثَ لا تُحمَدُ عقباها
~~~~~~
__________________
ℓєσиαя∂σ & вяιgιттєدخل البيت ورأى أختهُ جالِسةً على الأريكةِ وظاهِرٌ عليها المَلل
فجَلَسَ بجانِبها متسائلا:
-لماذا أراكي بهذا الحال على الدّوام بريجيت؟!
-في داخلي دمارٌ يا أخي...في داخلي تشتت كبير...أريد أن اعرف بعض الأمور...وفي ذات الوقت أريدُ ان ابقى جاهلةً عنها
-مثل ماذا؟ (سألها بنظرات مُتعجبةً حالها)
فأجابته إجابةًلم تكن بحسبانهِ ابدا:
-مثلاً...أمي،لا أعلم لما و كيف ذهبت و تركتنا
ذهبت الى دنيا أخرى بعيدةً عنّا
لا يمكن ان نتواصل حتّى معها
كيف للموتِ أن يأخذ شخصاً عزيزا منّا!!صمتَ و أجابها بعدَ أن رتَّبَ أفكاره في ذهنِه:
-الحياه لا تتوقف عند موتِ أحدٍ يا بريجيت
يجب ان نستمر...هذه هي سنةُ الحياهأمّا عن أمي..فحسب ما قال طبيبها،أنها كانت تعايش مرضا خطيراً..ولم تتمكن من مقاومته
فأختارت الموتَ على ان تعاني أكثر~قُبِضَ قلبهُ وهو يذكرُ كلام الطّبيب قبل عامين
وتحديداً يوم موت والدتهأدمعت عيناها وهي تسمع ذاك الكلام من أخاها
شَعرَت بإرتجافِ صوتِهِ وهو يسردُ لها كلاماً لم تسمع بهِ من قبل
فأجابته بسؤال يجعلها غيرَ منصِفةٍ في حقه:
-حسناً...أمي تركتنا بعذر، ولكن أبي أين أختفى..منذُ موتها لم أسمع عنهُ شيئا
أصبحتُ وحيدةً في هذهِ الدَنيا
لم يعد لديّ أحدٌ أشكي همومي له حتّى
لا زلت صغيرةً في قلبي غمّ و حزنشعر بإنهُ رسمةٌ و قامتْ هيَ بمحوِها
شعر وگأن وجودهُ و عدم وجوده ذات الشيء
كآن كلامها جارحٌ لدرجةِ أنّه جرحها ايضا
-حقا! لم أكن أعلم أن قيمتي لديكي تساوي صفراً يا أختي
عذراً فليسَ لديّ الگثيرُ من الوقت
لديّ أعمالٌ وَعليَّ إتمامهاوإنصرفَ تارِكاً ايّاها في صدمةٍ مريرة
~~~~~~
__________________
like
comment
🙏🏻
أنت تقرأ
أُمِّـــيٓ
Romanceإدّعت بريجيت الحُزن...وبدأت تُصدرُ صوتاً يشبهُ البكاء قائلة بطفوليّة: -إسمح لليوناردو بالخروج مع أصدقائه...وأنا اتركني أموت هنا من الملل -أولاً: إمسحي دموعكِ المزيفة تلك ثانياً: أخاكي أكبر منكِ بسبعة سنوات ويمكنهُ الخروج ثالثا:أنتِ معاقبة رابعاً:لم...