ثانيًا: فرِِّّغ قلبك من الشواغل والأخلاط
1- تقلب القلب: أخي.. إن الإيمان بالله جلّ وعلا، والتوكل عليه، واليقين به كل ذلك يولِّد في القلب قوة، وبصيرة وعقلاً يزن بها الأمور.. ويحقق بها الهدى ليعيش آمنًا من شرور الغي وطرق الردى.
لكن سنة الله اقتضت أن يظل المؤمن في تنازع، ومكابدة ليظل قلبه ثابتًا على الإيمان والتقوى.. لكن المؤمن مهما كانت قوة إيمانه؛ فلابد له من غفوة وضعف.. فإنما سمي القلب لشدة تقلبه.. وعدم ثبته على حاله..
كما قال الشاعر:
وما سمي الإنسان إلا لأنسه
ولا القلب إلا أنه يتقلب
وأحسن منه قول رسول الله (: «إنما سمي القلب من تقلّبه، إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة، تعلّقت في أصل شجرة، يقلّبها الريح ظهرًا لبطن» [صحيح الجامع الصغير رقم: 236].
وهذا التقليب الذي هو أخص صفات القلب، هو منشأ كون الإنسان موصوفًا بالظلم والغدر والخطأ؛ فإنه متقلب في أحواله.. متغير في صفاته.. تغلبه الشهوة.. كما تلتبس عليه الأمور بالشبهة.. ويطغى عليه النسيان كما يتمادى به الهوى والطغيان.. وتغره المتاع.. كما تقهره الطباع.. فهو لسبب أو لآخر متقلب في طبعه.
2- تطهير القلوب بالتوبة: وهذا التقلب في الإنسان، ما خلقه الله جل وعلا إلا ليبتليه بخطئه كما يبتليه بصوابه، قال رسول الله (: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» [رواه مسلم].
وليطلعه على رحمته إذا هو تبصَّر بذنبه وعاد إلى الله تائبًا طائعًا، ومن هنا أخي لابد أن تعلم أنك في كل وقت وحين في حاجة إلى تجديد التوبة والإكثار من الاستغفار؛ فإنهما يطهران القلب من شوائب المعاصي وآثارها وسوادها، ولهذا أوصى الله جل وعلا عباده المؤمنين بالتوبة وجعلها أساس فلاحهم
فقال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(.
وفي الحديث قال رسول الله (: «تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودًا عودًا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربدًّا كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أشرب من هواه»
[صحيح الجامع رقم: 2365]رأيت الذنوب تميت القلوب
وقد يورث الذل إدمانها
![](https://img.wattpad.com/cover/134100519-288-k985932.jpg)
أنت تقرأ
كي يظل قلبك حيا
Spiritualأخي الكريم: إن قلبك هو مفتاح السعادة والغنى.. ووعاء السلامة والهدى.. ومصدر القوة والرضى.. ولحرصك على صفائه ونقائه.. أهم بكثير من حرصك على الهواء والطعام.. فكيف تجعل قلبك سليمًا نابضًا بالإيمان والحياة؟.