احد أيام الربيع و في اواخره ، كغيري من الشباب اعتاد ان اكون في الثانوية ، و انا في اسوء موسم دراسي بمستقبل مجهول نهائيا ، ادعى مايكل... شاب في مرحلة المراهقة و طالب شعبة علوم ، اعشق الموسيقى و اهوى الرسم ، اسعى لأصبح فنان في المستقبل البعيد ... حلم كبير صح ؟ لا تتعجب لانه لم يكن مستحيلا باستحالة شيء جميل ، صعب ، لا منسي...
عادة ما اتجول في انحاء الثانوية ، في ماي 2016 و بينما انا اتجول رأيت فتاة ، كانت شقراء بعينين كبيرتين بلون عسلي ، قامة قصيرة ، لباس طويل بني... ما جذب انتباهي لتلك الفتاة شيء لازلت أجهله لحد الآن ، و كانت تلك المرة كسائر المرات حينما يعجب شخص بمفاتن فتاة ، أمر عادي...
سبتمبر 2016 ، أول يوم دراسي كطالب علوم معيد للسنة ، كنت قد قدمت طلبا بتغيير الشعبة إلى اللغات الاجنبية ، في حقيقة الامر كنت مترددا ، الى حين ظهرت تلك الفتاة ، لم اتعرف عليها الا بعدما تمعنت في عينها لانها ارتدت حجاب ، و بدت أجمل من الماضي... الآن لم يبق لي مكان في هذا القسم ، لم أعلم سبب تشوقي للرحيل بعدما كنت مترددا... هل الفتاة هي السبب ؟ المساعد التربوي ينادي اسمي ، وداعا يا ايتها العلوم البشعة ، و مرحبا باللغات...
ايام و اعتدت على زملائي ، صدقني لن تجد مثلهم ، هم مزيج من الطيبة و الشقاوة و خفة الدم و والوفاء ... ذات يوم و انا طالب لغات الان ، و متفوق في اول فصل دراسي ، يناير 2017 ، بدأت أبحث عن حساب موقع تواصل تلك الفتاة الشقراء ، و نظرا لاهتمامي المفرط ، فقد تم اخبارها باني اريد ان اكون معها في علاقة عاطفية... تبا لكم ايهما العرب ، و رغم كل شيء لم اتحصل على ما اردته ...
نعم ربما قد اكون وقعت في حب نوميديا....
فبراير 2017 ، و بينما انا بمزاج سيء على الساعة 8 صباحا ، صاعد في الدرج ، شعرت ب شخص دفعني ، بقمة المزاج السيء درت بهدف ضربه ، الا و كانت المفاجأة أن صاحبة العينين العسليتين هي من دفعتني عن دون قصد ، و بصوت رقيق : " عذرا ! آسفة " ، ... لا عليك ، غيرك كان سيتلقى غضبا شديدا ، اشكري الله على كونك نقطة ضعفي... مجرد صدفة عادية و كل شيء عاد كما كان...
ذهبت لأسأل صديقتها عن طرافة الموقف ، لكنها فاجئتني بعبارة : " لقد أخبرتني بكل شيء " ... لما قامت بإخبارها ؟ السبب الذي دفعني للبحث عن حسابها من جديد ...
كان لدي اصدقاء كسبتهم من ذلك القسم السابق ، وقد دعوني للدردشة معهم في مجموعة ، لاحظت العديد من الفتيات ، قمت بارسال طلبات صداقة لهم ، و في يوم الاربعاء 14 فبراير 2017 ، ما يصادق عيد الحب ، رأيتها مع شاب... شعرت بقليل من الغيرة مما جعلني مستاء و فاقد للأمل... عندما عدت للبيت وجدت انه تم قبول الصداقة من طرف حساب فتاة ، و كعادتي افتح الدردشة ، مرحبا ، كيف الحال ، من انت ؟ أنا نوميديا.... استغرقت 20 دقيقة لاتأكد انني اتحدث معها نظرا لعدم تصديقي ذلك ، و كانت كما ترقعتها ، محبة للون الزهري ، غامضة في البداية ، لديها حس فكاهي خفيف ، و رقة عواطف ... في تلك الليلة اعترفت بكل شيء ، بحبي و اعجابي ، و كان الجواب سلبيا ، لا يمكن ان نكون مع بعضنا و عليك ان تنساني ، ايام كثيرة و نفس الموضوع ، كان هناك شيء مفقود و قد كسبته عن طريق مواقف و مغامرات معها ، انها الثقة ... لكني كنت فاسدا في شيء ، الافراط في الاهتمام... مما جعلها تتجاهلني بعض المرات .
سنة مرت ، و انا في حب مع فتاة احلامي ، و مواقف لاتنسى...
في صيف 2017 قمت بتحضير هدية لعيد ميلادها ، عبارة عن رسم لملامحها ، و قد اعجبتها ، شعرت اني اسعد انسان في العالم ، ذات مرة كنت مع عائلتي في مقهى لشراء المثلجات ، فاذا بها و رايتها. ... شوق يدفعني لأراها ، ثلاثة اشهر كثيرة بالنسبة لشخص تعتبرين سعادته ... شهور و تاتي مرحلة تشاجرنا ...
جميع المشاجرات لم تكن قاسية مقابل عبارة واحدة ، " انا مرتبطة " ، تخيل انك كنت تحارب لمدة سنة لتكسب ثقة فتاة أحلامك ، و الان هي مرتبطة.... كما أن مجتمعنا العاطفي لديه اغراض جديدة ، ك طلب الصداقة ، و عكسها الحظر من قائمة الاصدقاء ، بما يصطلح باللغة الفرنسية ب Blocage ... لن يكفي الحزن و لا البكاء ، لاسيما البكاء منعزلا في غرفتك ، و تتذكر كل ما فعلته لأجلها ، اسبوع مر ، ولازال الحزن و الكآبة يغمرانني ، جربت أن أكرهها بشتى الطرق ، ارتبطت مع فتاة بغرض النسيان من دون مشاعر ... و لم يكن ذلك مفيدا ، بل أنبني ضميري ...
ساحرة القلوب ، كل يوم تمر بجانبي ، و انا اليها مشتاق ، و كما قيل أن الحب من طرف واحد يخلق أساطير في الرومانسية... قد تبينت صحة ذلك ، تخيل انك تحاول تغيير نفسك من اجل فتاة ، و انك تصارحها بكل شيء ، أشياء حتى أصدقائك الشبان ولا يعلموها ، و هم يحاولون خلق صورة سيئة لها في ذهنك، و أنت رافض لذلك ...
خلقت لأحب هذه الفتاة و كان ذلك لا إراديا ، سواء كانت لاتبادلني الشعور ام انها تجهله ، لغز لحد الان له حل لفظي لديها بعبارة " مكانك عندي سبق و أن أخبرتك " ...
عدنا نتحدث من جديد ، بدا الأمر بالممل... كل جاتب يتحدث عن حبيبه ليجرب غيرة الآخر ، و قامت بفتح حساب Instagram المختص في الصور ، تفاجئت لكونها فضلتني في رخصة التمعن في صورها ، ذلك ما جعلني أستسلم للغرام ، ابتسامة تبشر بالخير و اللطف ، و عيون تحكي ألف قصة ، كانت عيناها عميقتان جدا لدرجة أني غرقت في حبها من أول نظرة....
مدة طويلة و مواقف كثيره ربما جعلتها تعترف أنها معجبة و أنني أكثر من مجرد صديق ، جعلني أتشجع لطلب منها أن تشاركني رحلة إلى نهر الحب ، لكنني ظللت وحدي في القارب ، و نفس العبارة " نحن قريبان من بعضنا و لكن بحدود ، و حاول النسيان و اغلق الموضوع من فضلك " ،
أنت تقرأ
نضال رجل
Romansaرواية مقتبسة عن قصة واقعية ، الراوي كتبها و هو يعيش تلك القصة و كل صغيرة و كبيرة تم تدوينها ، غرار عن بعض الخصوصيات ، ممل جعله يستبدلها بعبارات اخرى ... عزيزي القارئ قبل القراءة عليك أن تدمج عقلك بالواقع ... نرجو أن تستمع