3

256 35 12
                                    


مــر شهــر ونصـف على رحيل علي
كـانت هـذه الايام هي الاجمل في حياة علي والاصعب على احباءه
اذ انهم يعيشون في خوف دائم
اما علي قد اخذ شوق اللقاء يفتك به
فلقد اصبح يحسد الشهداء ويتمنى ان يكون شهيداً مثلهم
روحه عشقت ذلك العالم ولم تبقى موجوده هنا

لكن اليوم مختلف انها ليلة الجمعه الاخيره من شهر رمضان لهذا العام
فرش علي سجادته وراح يبكي

ياحبيب من لاحبيب له
اما أن موعد اللقاء اقسم انني جئت لساحات التحليق طالباً العروج اليك
اذاً لما لم اوسم للأن بشرف الشهاده؟
اولست اهلاً لها؟
ربااااه خذ بي اليك

بعدما انهى مناجاته شعر بانشراح صدره
وبسعاده غامره ملأت كيانه
علم بأن الله سيستجيب له هذه المره
سيرتحل حقاً الى حيث معشوقه
لقد شعر بأنه اخيراً يستطيع التحليق لعشق الخالق وأن الليله هي ليلته الاخيره في هذه الدنيا

قطع حبل افكاره صوت هاتفه وهو يرن
واسم فاطمه توسط شاشة الهاتف
ابتسم بحزن على هذه المخلوقه التي لم ترى منه سوى التعب والفراق
فقرر اخيراً ان يخبرها بما يجول في خاطره

علي :السلام عليكم:

      
فاطمه :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كيف حالك لما لاترد على اتصالتي لقد اقلقتني عليك كثيراً  اهكذا تفعل بي ! 

   
علي :انا اسف جداً منكِ ولكن اسمعيني جيداً يافاطمه وارجو منك ان تنتبهي لكلماتي جيداً
فليس لدي متسع من الوقت

فاطمه :  مالامر انت تقلقني تحدث ياعلي انا اسمعك؟

        
علي :قبل مايقارب الشهرين من الان عقد قراننا وواعدتك ان يكون موعد زواجنا بعد اسبوعين
اليس كذلک ؟

  فاطمه :نعم هو كذلك ولكن ...

  
علي :ولكن الفتوى صدرت والتحقت انا بصفوف الحشد الشعبي وتركتكِ تنـتظرين عـودتي

فاطمه : اجل ومازلت انتظر للان لأنني اعلم كل العلم بأنك لن تخلف وعدك وان الجهاد حق والدفاع عن المقدسات حق

  
علي: والموت ايضاً حق والشهاده لي حق

فاطمه: علي  !

علي :انا الان على وشك الرحيل الى العالم
الاخر سارتحل الى جوار حبيبي ومولاي
الحسين شهيداً وهذا وعد الله لي ❤

فاطمه : وماذا عني وماذا عن هذا الانتظار هل ساكون ارمله قبل ان اكون زوجه ؟

علي: لن تكوني ارمله ابداً انتِ ليس عليك ان تنتظري من الان انتِ حره تستطيعين ان تعيشي حياتك فانتِ مازلتِ شابه جميله خلوقه يسعى اليكِ الاف الشباب عيشي حياتك وانسي انني كنت يوماً زوجك اوخاطبك

    فاطمه: تمهل تمهل هل تقول لي بأنك تريد ان تطلقني الان ! تريد ان تحرمني شرف بأن اكون زوجة الشهيد تريد ان تقع في الارض شهيداً بين الاف الحور العين وانا هنا! لاوالله انا لن ارضا لك هذا انا لن اقبل بهذا مستعده ان اقضي عمري وانا انتظر لقياك في الجنان هناك سيتم حفل زفافنا في جنان الله وحينها ساثبت لك بأنني استحق ان اكون زوجتك عندما
افي بوعدي لك ولكن انت ايضاً  عليك ان تعدني بشيئ

علي :طوبى لي بكِ يافاطمه ثقي بأن اجرك عند مولاتكِ فاطم ♡ اطلبي وانا سأنفذ

  فاطمه:عدني بأنك ايضاً ستنتظر لقياي وانك لن تتزوج غيري في الجنان وستنتظرني وتشفع لي هناك ...

علي :لكِ ذلك اقسم لكِ بأنني سانتظرك ولن استبدلكِ بالاف من الحور العين الى اللقاء مـوعدنا في الجنه

فاطمه : اجرك عند مولاتي فاطم

علي: في رعاية صاحب الزمان
 
  …………………………………………
اخذ علي مكان منعزل على رفقائه
وجلـس علي احدا الصخـور واخرج قلماً وخمس اوراق وراح يكتب عدة رسائل
تقدم له صديقه مهدي وضربه على كتفه
وهو يقول

"وتكتب الرسائل ايضاً ايها العاشق
  مابك ولما تكتب الرسائل اولا تملك هاتفاً؟"

.علي وهو يبتسم" اما بالنسبة للعشق نعم انا عاشق
عشقت كما لم يعشق انسان من قبل
وها انا اليوم اخيراً على موعد مع معشوقي اما بالنسبة للرسائل انها وصيتي ايها العزيز فهل تكتب الوصيه في الهاتف؟ "

فور نطق علي لتلك الكلمات غامت عيون مهدي بسحابة ممطره واسرع لأحتضان علي وهو يشد عليه بقوه
اجل فعلي بالنسبه لمهدي هو الصديق الملائكي الذي ارسله الله له ليؤنس غربته ويريه طريق العشق الالهي
ربما لم يلتقه الا قبل شهر واحد
الا ان من يراهما معاً يجزم بأن رفقتهما
قديمه جداً
فهذه هي الصداقه التي تخلو من المصالح والمجامله انها صداقة الخلود ❤

علي : "اهدء يامهدي هون على نفسك
مانحن الا ضيوف في هذه الدنيا ياصديقي العزيز نحن لم نخلق لهذا العالم بل خلقنا لعالم اطهر وانقى بكثير خلقنا لعالم ملكوتي نستطيع ان نعيش فيه الى الابد ونعبد الله كما شئنا
اريدك ان تشد على قلبك وتكون صلباً ياايها العزيز فاليوم هو يومي الاخير ها هنا ومنذ الحظه التي سالتحق بها الى جوار ربي ستكون انت الشخص الذي يشد من عزيمة المقاتلين ويرفع معنوياتهم "

اومئ مهدي برأسه وقام مع علي ماسكين ً الاسلحه فلقد اطلق الكفره رصاصاً كثيفاً معلنين بدء يوم طويل
مزينناً بخلود شهداء كثر من بينهم
الشهيد علي

الجندي العاشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن