مقدمه

44.8K 512 16
                                    

ووسط بركان من الألم ودموعاً قد تحجرت مُنذ زمن ، ظلت كلمه واحده تضوي بين أعماقه .. ليفيق علي دموع أبنته وهي تقول :مكنش ينفع ذ وجهها المغطي بالدموع قائله : أسامحك علي أيه يابابا ... ومين الي يسامح مين !
محمود بألم : لاء يابنتي انتي الي لازم تسامحيني ،كان لازم ده يحصل أنا الي أفتكرت أن الذنوب ممكن تتغفر من غير ما الحق يترد لصحابه ، نسيت أن الدنيا بتصفي حسابتهاا قبل الرحيل ، حتي لو الحساب طال ..
لتقترب هنا منه قائله : بابا أنت كويس!
ليأتي صوته من الخلف وهو يتطلع اليهم بألم قائلا: هنا صدقيني انا بحبك ، كان لازم اعمل كده عشان انتي بتاعتي انا وبس ياهنا ، ويقترب منها أمجد بحب وعيناه مليئه بالدموع : سامحيني ياحببتي !
لتتطلع هي اليه بدموعها قائله : صدقني مش هنقدر نكمل مع بعض ياأمجد ، غلطتك صعبه اوي واكبر من اني اتحملهاا وانسي ... واظن الشهرين الي اتفقنا عليهم خلصوا خلاص ولازم ننفصل بهدوء
ليرفع بذراعيه ويضعهاا بحب علي كتفيهاا قائلا : الي بيحب بيسامح ، وعارف انك بتحبيني بس انا بغبائي ضيعتك .. أديني فرصه واحده ياهنا
لتظل تنظر في بحور عينيه التي طالما عشقتها من أول يوم قد رئته فيه .... في ذلك السبق ، حتي تشيح بوجهها سريعاً
ليتأملهاا هو في ألم : يعني مافيش امل ياهنا ..
لتظل هي صامتهاا بين صراع عقلهاا وقلبها ، حتي يُذكرهاا عقلهاا بكل شئ ، ويبكي القلب الماً كُلما تذكر سبب تلك الزيجه
ليتنهد بألم قائلا : أنا مسافر ياهنا ، بس تأكدي ان هيفضل عندي أمل اننا نرجع لبعض من تاني ...
ويلتف لكي يرحل ، تاركا قلبه وكيانه معها .. لتسقط دمعه من عيناه قد ظل يخفيهاا دائما تحت قناع الصرامه
لتسرع هي في خطاهاا .. حتي تقف أمام أحدي الشرف ويظل نظرهاا عالقا به ، ليتطلع اليها بألم مودعا أيها
وتبقي نظرات عيناهم هي من توحي بكل شئ
ويظل أباها يتأملها بشرود حتي يتنهد بحسره قائلا : سامحيه ياهنا ، سامحيه .. أمجد عمل كده عشان ده ذنب، وخلص فيكي أنتي وكأن الزمن رجع من تاني عشان ياخد حقها من غير ما تبقي هي موجوده دلوقتي...الشخص الي المفروض أنك تكرهيه ومتسامحهوش هو انا مش أمجد ..
لتقف بتسأل أمام والدهاا : انت يابابا الي بتقول كده
ليتطلع اليهاا محمود وهو يضع بيده علي خصلات شعرِه التي ابيضت من الشيب ، ويشرد في زمن قد عاد الان ليجبر الماضي بأن يعود بذكرياته
لتبدء من هناا قصتنا .......... رياح الألم ونسمات الحب


رياح الحب ونسمات الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن