كانت عيناه تفيض حباً كلما رئي بسمتها تتزين علي شفتيها وهي تتمايل بخفه بين بنات عمها ،عقد ذراعيه امام صدره ووقف بوقاره ومع تحريك قدماً تسبق قدماً كانت هذه وقفته الفاتنه فتتلاقي عيناه بها ، فأبتسمت له وكأنها تشكره علي كل شئ يفعله معها ، لتقترب منه ريم راكضة بخفه قائله : عمو فارس ، عمو فارس مش هتيجي تلعب معانا
فيهبط فارس لمستواها عابثاً بخصلات شعرها بحنان قائلا : عمو فارس عنده شغل كتير ياريم هيروح يخلصه ويرجعلكم اتبسطوا انتوا
فتعقد ريم ذراعيها بطفوله قائله : بس انت وعدتيني انك هتركبني علي الحصان الابيض معاك ، وكده بندق هيزعل مني عشان كدبت عليه ، يرضيك ريم تكدب علي بندق ويزعل منها ، انت مش حلو ياعمو فارس ولما اكبر مش هتجوز واحد شبهك خالص
فيضحك فارس بشده علي عفوية هذه الطفله مُتذكراً اليوم الذي عزم فيه ان يكره جميع النساء حتي لو كانت طفله ولكن الان اصبح يتمتع بالحديث اليهن وهو يري ان مثلما اصابعك لا تشبه بعضها فأيضا الناس هكذا
فارس بحنان وهو ينظر في ساعته : طب لو عمو فارس قال لريم انه هيتأخر ساعه واحده وبس وراجع علطول ، ريم هتزعل برضوه هي وبندق ، بس مين بندق ده ؟؟
فتبتسم ريم بشقاوه قائله : الحصان الابيض بتاعك انا سميته بندق ، حلو مش كده
فيضمها فارس اليه قائلا : انتي وهنا بحسكم نسخه واحده
فتهمس ريم في احد أذنيه ، حتي ينظر فارس اليها بتعجب قائلا : هي قالتلك كده
فتحرك ريم رأسها بالأيجاب ، ليبتسم فارس لها مودعاً ايها قبل ان يترجل داخل سيارته السوداء الفارهه
.................................................. ................
وقفت امامه سميه وهي تفرك في ايديها بأرتباك حتي قالت بصوت يكاد ان يسمع : انا اسفه
ليظل هشام متطلعا الي اللوحات التي امامه ، فتنظر اليه سميه بألم حابسة دموعها قبل ان تنصرف وتتركه ،فيرفع هشام بوجهه ناظراً اليها بعمق قائلا : محصلش حاجه يابشمهندسه ، اتفضلي علي مكتبك
فتظل سميه واقفه في مكانها قليلا .. قبل ان تتفوه قائله : بابا وماما بيسلموا عليك ، وبيقولولك هما منسوكاش ومن زمان كان نفسهم يشفوك
فيبتسم هشام بحنين ، حتي يقترب منها بأعين لامعه ، لتغرق هي في بحور عيناه السوداء واهدابه الطويله التي تُزينها
هشام : اول حاجه هعملها ان شاء الله لما انزل القاهره ، هروح اشوفهم
فتبتسم سميه بسعادة قائله : بس انا برضوه مش فاهمه حاجه عن قصتك مع بابا وماما
فيتطلع اليها هشام للحظات قبل ان يقول : معروف وانا نفسي أرده ليهم ، تفتكري المعروف بيتنسي !!
فتتأمله سميه قليلا ، قبل ان تبتسم شفتاها ، لينظر اليها هشام بنفس الابتسامه قائلا : يلا علي شغلك يابشمهندسه
.................................................. ................
ظلت طويلاً تتأملها ، ولكن نظرة الحزن في عينيها لم تتغير، فأقتربت منها هنا بعدما تركت ريم تلهو بمفردها عابثه بين الاشجار كما تمنت يوماً
لتقول هنا بصوت حاني : اتغيرتي اووي يانور ، ليه الحزن بقي مسيطر عليكي كده
فأخفضت نور برأسها أرضا باكيه : الحزن بقي اساس حياتي ، حاسه اني بكبر سنين في كل يوم بيمر من عمري
فأبتسمت هنا قائله : وليه نكبر مع الحزن ، واحنا في أيدينا نلغيه
فضحكت نور بشده قائله : وانتي قدرتي تلغي حزنك
لتتلاقي اعينهم قبل ان تبتعد هنا بوجهها قائله : لاء ملغتهوش بس ربنا عوضني بحاجات تانيه في حياتي ، عشان كده قدرت انسي بس عارفه انا اتعلمت ايه
لتنظر اليها نور بغرابه حتي تقول هنا ضاحكه : اتعلمت ان الحياه مهما كان طعمها بيجي وقت وبتديكي الي نفسك فيه ، بس يوم ما بتحس انك كنتي راضيه وقلبك واثق ان فيه فرحه هتيجي ليكي
فتبتسم نور متطلعه حولها متأمله المزرعه قائله : فاكره لما كنا بنيجي هنا انا وريم نجيب توت ونرخم علي عمي ابراهيم ، وسلمي تيجي تزعق لينا بس اول ما نشدها معانا ، تتحول وتبقي زينا وتفضل تتفرج وتضحك علي الي بنعمله ، وانتي كنتي تفضلي قاعده قدام البحيره واحنا نجيلك جري ونحكيلك علي كل حاجه عملناها ، انا بقي كل ما بفتكر ذكرياتنا ديه الي بسببه اتفرقنا وضحكنا الي كان بوجودنا مع بعض انتهي بكرهه اوي ، بحسه انه مش أب ، الحزن والفرح بقوا عندي شبه بعض .. لتغمض نور عيناها قليلا قائله من بين دموعها : هو الي حولني من انسانه بتحلم بكل حاجه جميله لأنسانه مبقتش بتفكر في حاجه غير امتا الدور هيجي عليها عشان تتباع
فتأتي اليهم ريم راكضه بفرح غير عابئه بأي شئ قائله : عمو ابراهيم وقع وهو بيجبلي التوت ، عمو ابراهيم ده مش شاطر في حاجه خالص
ليسمعوا صوت ابراهيم من خلفهم قائلا بتعب : بتضحكي عليا ياريم بدل ما تساعديني ، ده انا حتي راجل عجوز
فتقف ريم امامه وهي تضع بيدها الصغيره علي وسطيها قائله : ياراجل ياعجوز مناخيرك قد الجوز
فتبتسم نور رغماً عنها ، حتي تضحك بقوه ، ناظرة الي هنا التي دمعت عيناها قائله : ريم عيب كده
فتقف ريم بجانب ابراهيم ممسكه بأحد ايديه قائله بطفوله : قولهم ملهومش دعوه انا وانت احرار ، مش انا المدرسه بتاعتك وانت التلميذ
فيضحك ابراهيم بطيبه ناظرا الي هنا بأحترام : مش محتاجه حاجه مني ياست هانم
فتقترب منه هنا قائله : هانم مين ياعم ابراهيم ، انا زي بنتك قولي ياهنا
فينظر ابراهيم اليها قائلا : لاء مينفعش انتي مرات البيه بتاعنا
فتبتسم هنا قائلة بعشم : هانم وبيه مين ياعم ابراهيم ، احنا هنا كلنا واحد وزي بعض ، ومحدش فينا لا اعلي ولا احسن من التاني
فتلمع عين ابراهيم فرحا قائلا :ربنا يخليكي يابنتي ، ويديم عليكي السعاده
.................................................. ...........
وقفت تنظر الي معالم وجهه الجامده التي لا تعلن الا علي الشر ، ليقول منصور بصوت جامد : يعني ثريا بتضرب سلمي وبتشغلها خدامه طول فترة غيابي ، انطقي يافاطمه
لتحرك فاطمه رأسها بالأيجاب وقد نسي هو تماما بأنها لا تتحدث ، حتي هبطت دموعها خوفاً منه
ليقول لها منصور بأسف : متزعليش مني يافاطمه مش قصدي اشخط فيكي
فتقترب منه فاطمه وتلمس احد ايديه رابطة عليها بحنان ، فيبتسم منصور قائلا : انتي طيبه اوي يافاطمه ، يارتني كنت اتجوزتك انتي وبس يابنت عمي
فتحادثه هي بلغة الاشاره ، حتي يقول منصور : متخافيش من ثريا ، انا هعرف اقهرها ازاي ، نوع ثريا ده مبيجيش معاه غير القهره عشان تدوق شويه من الي بتعمله في الناس
وينهض من جانبها قائلا : تصبحي علي خير
فتسير خلفه هي بدموع ، ناظرة اليه بنظرة لوم قد فهمها ليقول : صدقيني هحاول اعدل بينكم ، وعارف اني ظلمك انتي بس منصور بجد هيحاول يتغير ، الدنيا مش بتدوم لحد والله اعلم عمري هينتهي امتا ؟؟
فتلقي فاطمه بنفسها بين احضانه وكأنها تريد ان تخبره بأنها لا تريده ان يتركها ، فيضمها اليه منصور ويربط علي كتفيها بحنان
.................................................. ..............
ظل ينظر اليها حسام طويلا وهو لا يصدق ان من امامه الان هي جوليا ، جوليا التي كانت تسحرهم بجمالها وفتنتها ، فأقترب منها بخطي بسيطه وهو يراها تتطلع الي احد المجلات وبيدها كوب من العصير ولكن ملامح التعب والأرهاق قد سيطرت عليها ، فينظر الي بطنها المنتفخه قليلا قائلا بهدوء : جوليا
فتنهض جوليا سريعا من امامه ممسكة بحقيبتها ، وقبل ان تخطو خطوة زائده كانت يد حسام تجذبها
حسام : انتي خايفه مني ليه ياجوليا
فتسقط جوليا بكامل جسدها الذي اصبح نحيلا من الحمل قائله ببكاء : متقولش لحد انك شوفتني واني حامل ياحسام ، اوعي تقول لهشام حاجه عني
فيتطلع اليها حسام ببلاهي قائلا : اوعي تقولي ان الي في بطنك ده من هشام
فتظل تحرك له رأسها بالأيجاب ، حتي يقول حسام : وهو عارف بكده ياجوليا
فتضع جوليا بيدها علي بطنها بأعين حالمه : لاء هشام ميعرفش حاجه عن ورد ، انا هسميها ورد عشان مامت هشام كان اسمها ورد حلو أسم ورد ياحسام صح
فينظر اليها حسام بأشفاق ، فحديثها هذا لا يدل سوا علي امرأه قد مزقها الحنين والشوق ولكن بقلب عاجز
فيقول بعدم لمعت عيناه بالدموع : حلو ياجوليا
فتبتسم جوليا أبتسامه حزينه قائله : مش هتقول لهشام صح
فيتأملها حسام قليلا قبل ان يقول : بس من حق هشام يعرف ، متخافيش من هشام ، هشام مش هيتخلي عنك ولا عن بنته
فتظل تحرك رأسها ببكاء هستيري : محمود لو عرف هيفضحني قدامه وهيوريه كل الفيديوهات الي كانت بينا ، جوليا وحشه ولو رجعت لهشام هيكرها بسبب ماضيها ، ارجوك ياحسام اوعدني
فترتسم أبتسامة بسيطة علي شفتي حسام ، قبل ان يقول : اوعدك ياجوليا
فتسقط دموع جوليا لتمسحها قائلة بحنين : هشام كويس صح
ويبقي سؤالنا علي من نحب هو الألم الذي يمزقنا حينما نشتاق
.................................................. .................
لمسات يديه الحانيه ورائحة عطره كانت تكفيها بأن تذوب معه في عالم العشق ، فيهبط بمستوي اذنيها قائلاً بهمس : لسا برضوه زعلانه مني ياهنا
فتظل واقفه كما هي لا تتحرك ، حتي يزيد فارس من قبضة ضمته علي خصرها النحيل : كنت فاكر انك هتتبسطي بالخبر ده قبل ما نسافر
فتلتف اليه هنا سريعا قائله بأعين حزينه : نسافر ، لاء انا عايزه افضل عايشه في المزرعه ، انت متعرفش انا ونور وريم كنا ازاي مبسوطين واحنا مع بعض النهارده ، ربنا يخليك يافارس خليني اعيش هنا
فيبتسم فارس علي نبرة حديثها ، ويداعب انفها الصغير بأنامله قائلا : والشغل والجامعه هنعمل ايه فيهم ، يرضيكي شركة جوزك تخسر
فتخفض هنا رأسها بعبوث قائله : خلي هشام هو الي يمسك الشغل
فيحتضنها فارس بقوه مقبلا عنقها : انتي عايزه فارس يفضل جنبك علطول ..قولي كده بقي ياطفلتي
فترفع هنا بوجهها قليلا ، قائله وهي تتأمل عيناه اللامعه :موافق صح نفضل هنا ، قول اه يافارس
فيضحك فارس بشده علي تصرفها الطفولي : اوعدك اننا ديما هنيجي هنا علطول ، عشان كمان أرضك
فتتطلع اليه هنا بضيق قائله : انا مش هاخد حاجه انت مشتريها ليا بفلوسك ، انا مش عايزه فلوس ولا عايزه ارض انا عايزاك انت وبس
فيحتضنها فارس بشده وهو يقول بعشق : عارف ياهنا انك بتحبي فارس وبس ، بس الارض ديه من حقك وانا اشتريت نصيب باباكي من عمك ، عشان تفضل ليكي ذكري طول عمرك
فتخرج هنا من بين احضانه قائله : انت ليه اشتريتها بعد ما اتنزلت عنها
فيبتسم فارس وهو يتأملها قائلا : عشان حبيبي غالي عندي اوي ، وكمان ده مهرك ياهانم
فتقترب منه هنا ..وتنظر الي ضائلة حجمها بالنسبه له فترفع بأطراف اصابع قدميها حتي تصل الي كتفيه وتقبله علي احد خديه وبصوت هادئ : ربنا يخليك ليا
.................................................. .............
وقف هشام يتأملها من بعيد وهي تلهو مع بعض الأطفال في ذلك الحفل البسيط الذي أقامه أحد المهندسين من أجل مولوده الأول ، فيقترب منه ذلك المهندس مرحباً به هو وزوجته في بيتهم ، وعندما وجد ذلك المهندس الذي يُدعي هاني أقترب منها ، لم يعرف لماذا قد تملك الغضب منه ، فظلت نظرات أعينه تتابعهم بغضب ، حتي ألتقت عيناه بأعينها فأشاحتها سميه بعيدا تاركه هذا الحفل بأكمله ، فيجذبها هشام بقوه من ذراعيها وبصوت جامد : رايحه فين ؟؟
سميه بضيق : عايزه اروح المسكن ،وجودي أكتر من كده ملهوش داعي
فيضغط هشام بقوة علي أسنانه حتي تصدر صوتاً : انتي مش واخده بالك ان الوقت اتأخر ، وان زمايلك لسا موجدين أستني لما تروحوا كلكم زي ما جيتوا سوا
فتغضب سميه مثل الاطفال قائله : انا مش صغيره عشان اخاف أمشي لوحدي ، انا عارفه طريقي كويس يابشمهندس ، عن أذنك
ليجذب هشام ذراعها ثانياً الذي قد أفلته قائلا بضيق : صوتك ميعلاش سامعه ، ويلا قدامي علي عربيتي هوصلك
سميه بسخريه : لاء شكرا اووي ، ابقي وصل أنسه سهيله مش أنا لأحسن تزعل
فيضحك هشام بقوه واضعاً بكلتا يديه في جيوب سرواله وبأبتسامه ذات معني : ومين قال أني مش هوصل أنسه سهيله معانا
ليسمعوا صوت هذه الفتاه من خلفهم راكضة اليهم وبصوت حاني لهشام : أتأخرت عليك يا بشمهندس ، سوري معلش
ثم ألقت ببصرها علي سميه الواقفه تستشيط أمامهم غضباً قائله ببرود : عن أذنك يابشمهندسه بقي
فيبتسم هشام علي منظرها المشتعل من الغضب قائلا : يلا ياسميه عشان اوصلك
وبدون أن تشعر وجدت سميه نفسها تتقدمهم بغرور ،حتي وقفت أمام السياره عاقدة ذراعيها بضيق وهي تراهم قادمين نحوها والأبتسامة تزين شفتيهم من كثرة الضحك
.................................................. ..............
كان طوال طريق سفرهم يمسح دموعها محتضنها بقوه قائلا : خلاص بقي ياهنا ، انا وعدتك كل ما يبقي عندنا أجازه هنيجي المزرعه ، ونور وريم بيتي ديما مفتوحلهم سوا في المزرعه او القاهره ، وخليتك تروحي تزوري سلمي ايه تاني أعمله عشان أرضيكي
فتبتعد هنا عن أحضانه ، متأمله ملامحه التي تتحول من الجمود الي اللين معاها قائله بصوت باكي : فارس ، أنا عايزه أسألك عن حاجه
فيبتسم فارس قائلا وهو ينظر في المرئه لسائقه بأن يهدء من سرعة السياره قليلا : حبيبي يسأل وانا عليا أجاوب ، أسألي ياطفلتي
هنا بخجل وهي تخفض برأسها أرضا : هو أنت ممكن تتجوز عليا او تتطلقني لو خلفتلك بنات بس
فيضحك فارس بشده علي حديثها ناظراً اليها بعمق قائلا بهدوء : لما نوصل بيتنا ياحببتي هبقي أجاوبك علي سؤالك الغريب ده
فتتطلع هنا اليه بغضب عاقدة ساعديها ، ولكن عندما رأته ينظر اليها بجديه صمتت وألتفت بكامل بجسدها تتابع الطريق كما تعودت وهي شارده في أجابته التي ظنت من صمته بأنه يفكر ماذا سيفعل إذا انجبت له بنات فقط ؟؟
.................................................. ...............
ظلت نظرات أمال ويوسف تتفحصها وهم يضحكون علي تصرفاتها
لتنظر اليهم نيره بغضب : بتضحكوا عليا ، ثم بدأت دموعها في الهطول قائله : انا مش عارفه أهتم بأبني ياعمتو ، انا ام فاشله
فتضحك أمال بشده مقتربه منها : يابنتي ما يوسف جبلك داده سيبيها تهتم بيه
فتتأمل نيره زوجها قائله : لاء أنا محدش هيربي أبني غيري
فيضحك يوسف قائلا : وبتبصيلي كده ليه ، والله أنا ابوه كمان .. أنتي هتحرميني من أبني كمان يانيره ياجباره
فتدمع عين نيره قائله : ايوه ، مش أنت قولتلي انك هتتجوز عليا الي أسمها روز ديه
فيقترب منها يوسف مداعبا وجنتيها قائلا : ما أنتي الي أستفزتيني ، كل شويه روز ليه جات معاك الاجتماع ده ، روز ايه الي جابها تزورني ، روز مش عارفه ايه ، هقولك علي حاجه انا فعلا قربت اتخنق يانيره
فتسمع حديثه الغاضب منها وتزداد دموعها في الهطول متذكره حديث عمتها معها ، مقتربه منه حتي قالت بصوت يتخلله النعومه : انا بعمل كده عشان بغير عليك اوي يايوسف ، انت متعرفش انا بحبك اد ايه ، وبدأت تخفف من ضيق رابطة عنقه بيديها فقالت : انت كل حياتي ودنيتي ياحبيبي
فأبتسم يوسف ابتسامة واسعه واقترب منها ليقبلها علي شفتيها قائلا بهمس : ياريت تفضلي مدلعاني كده يانيره
وكادت شفتيهم ان تتلامس ، فأبتعدت عنه نيره بدلع قائله : عمتو يايوسف
فأبتعد يوسف بغضب قائلا : عمتك خرجت من زمان ياهانم ، ديما بتقطعي اللحظات الرومانسيه البسيطه الي بينا
وتركها وهو يكاد ينفجر من الغيظ فعاد ثانية قائلا : انا هسيبك الفتره ديه عشان عارف انه مينفعش ، وانك تعبانه بس عارفه يانيره لو مرجعتيش تدلعيني من تاني ، هتجوز عليكي روز ماشي
وذهب امام مرء عيناها لتضحك وهي تعلم تمام بأن غضب زوجها هذا من حبه لها ، عازمة بأن تتغير من اجله لكي تمنحه الحب غير مفكره في المقابل او أن البدايه يجب ان تكون منه اولاً
.................................................. ...............
ظل محمود يتأملها وهي نائمه بجواره ليتنهد بعمق وهو يشعل سيجارته بشرود ، فيتنفس دخانها وهو يتذكر الوجع الذي ملئ قلبه عندما صُدم في اول حب له ، فيعاود النظر الي نسرين النائمه بجواره قائلا بسخريه داخليه : عنده حق حسام يطلقك ، وعنده حق فارس ينسي أيناس ويتجوز هنا ، بس أنا برضوه عندي حق أرجع أنتقم صحيح أيناس باعتني واتجوزته بس هو السبب هو الي حبها واقربها منه هو الي سرق حبي
ليتخذ العقل دوره قائلا : بس هي لو كانت بتحبك مافيش قوي في الدنيا كلها كانت هتقدر تفرقكم ، هي الي باعت وهو اشتري ومن حقه
فيضع محمود بكلتا أيديه علي أذنيه وهو يشعر بالدوار من كل ذكرياته ولكن تبقي حقيقه واحده لا يعلمها هو كيف ماتت أيناس ؟ .. هل ماسمعه حقيقه وانها خائنه ام كل هذا كذب وان الخيانه الوحيده التي اشتركوا بها هي وهو ( هذا الزواج )
.................................................. ..............
ضحك فارس بشده عندما وجدها تتجه ناحية غرفتها ، فوقف عاقداً ساعديه ناظراً لتصرفها قائلا : انتي رايحه فين ياحببتي ، اوضتنا مش هنا
فنظرت اليه هنا قليلا قائلة بعفويه : رايحه اوضتي مش هي من الأتجاه ده ، يلا تصبح علي خير يافارس
فيضع بيده علي شعره الاسود الغزير ويظل يعبث بخلاصته حتي يقول بتنهد : صبرني يارب ، يابنتي انتي ناسيه انك مراتي ، فينظر اليها بخبث قائلا : طب والي حصل بينا ياهنا في المزرعه نسيتيه
فتخفض هنا بوجهها أرضا فيقول فارس : صحيح مقضينها بيجامات أطفال وميكي موس ، بس والله انا صابر وساكت
فظلت تفرك بأيديها بقوة حتي أحمرت وجنيتها فأقترب منها فارس محتضناً وجهها بكفيه قائلا بحنان : احلي حاجه فيكي ياهنا ، انك خام اووي ، بس مش مشكله انا ياحببتي هعلمك كل حاجه لحد ما تبقي امرأه ناضجه
فتبتعد عنه هنا قائله : انت قليل الادب يافارس ، ومش هدخل اوضتك ومش هنام معاك تاني ابقي نام لوحدك ومش بخاف انا علي فكره ، في المزرعه كنت بتضحك عليا بصوت الشجر وتقولي في عفاريت ، اما هنا فأنا متعوده
فيظل يقترب منها فارس بخطوات هادئه ، فتبتعد هي عنه بنفس الخطي حتي ألتصق جسدها بالحائط ناظرة حولها فتجد ذراعيه هي وحدها من تحيطها فتبتلع ريقها قائله : فارس انت هتعمل ايه
فيبتسم فارس بخبث وبصوت هامس : في زوجه محترمه تقول لزوجها انت قليل الادب ياهنا
فتتوتر هنا من قربه هذا ، لتجد ذلك الحديث يراود فكرها فتقول : انت مجاوبتنيش علي سؤالي ،هو انت ممكن تعمل زي منصور !
فيتنهد فارس حاضناً أيها بحنان : لو هتجبيلي بنات شبهك كده وزيك ياطفلتي ، انا موافق هو حد يطول يبقي عنده 6 بنات بأمهم ، ثم ينظر لها بعمق : ياسلام عليك يافارس ده انت هتدلع دلع ، وهتتشل شلل وهتموت ناقص عمر ياسلام
وبدون ان تشعر وجدت هنا نفسها تضحك حتي جلست علي الارض وهي تضع بيدها علي بطنها قائله بألم من كثرة الضحك : انا ليه حاسه اني بعذبك وهعذبك يافارس
فيجلس بجانبها سانداً بظهره علي الحائط قائلا بتنهد : بلي بتعمليه فيا ياهنا ، المشكله مهما بتعملي بكون مبسوط وبحس أني اسعد راجل في الدنيا ، شقلبتي حياتي كلها وبرضوه راضي بأي حاجه منك .. ثم نظره لها بحب فأقتربت هي منه واضعة برأسها علي صدرهه كي تنعم بدفئ رائحته فضمها اليه فارس قائلا : لو زمان كانوا قالولي انه هيجي وقت هتعشق حد بجنون وهتنسي معاه كبريائك ومش هتكون غير العاشق الي مش فاهم هو ازاي كده ، كنت أتريقت عليهم
فترفع هنا بوجهها قليلا فيعود لضمها فارس ثانية، ويقربها من نبضات قلبه قائلا بحب : فعلا الـــحـــبـــــ أنك من ســكــاتـ تدي ...من غير مقابل مستنيه ... تنسي العيوب او حتي ماتشوفهاش!!
تــعـــشـــق وتنسي أنتـــ عـــاشـــق ليه ؟!