أمير الظلام

أنت صدفة جميلة غيرت حياتي الباردة

نهضت ايمي وبعد ان استحمت نزلت الى الصالة في الدور السفلي .. يبدو المنزل  هادئاً جداً..ولم تشعران هذا صباح زفافها .. كأنه يوم عادي .. اين هو جيمس .. كم هي مشتاقة اليه وسعيدة بزواجها منه ولكن هي تأمل اﻵن ان تتطور علاقتهما اكثر ولا يظلا مجرد صديقين .. شردت في افكارها وفوجئت بيدين تغطيان عينيها حاولت رفعهما عنها رفع يديه عنها بسرعة والتفتت نحوه .. حدقت في عينيه اللامعتين ..كانت نظرته معبرة بشكل جعلها تبتسم له تلقائيا" ..ولكن عندما طالت نظراته اخفضت عينيها ارضا" ، فقال وهو يمسك بيدها ويقبلها : حقا"اننا لن نسافر شهر العسل بسبب ضغوط عملي قي دار النشر ولكني اعدك اني سأعوضك عن ذلك فهيا نتناول افطارنا .. وبعدها نسافر في رحلة لمدة ثلاثة ايام
قالت ايمي ضاحكة : هكذا مباشرة .. ثم لم  تقل صباح الخير
جيمس : صباح السعادة قالها وهو يملأ عينه من عينيها
تورد وجهها وحينها قال : هيا لنأكل فلدينا مشوار طويل ومهم لمدة 72 ساعة .
خرج الاثنان في رحلة بالقطار الى مدينة قريبة معروفة وتنزها فيها وقضيا وقتا"ممتعا".. بعد انتهاء الثلاثة ايام عاد الاثنان الى المنزل  سعيدين ولم يكن ايا"منهما يرغب بانتهاء هذه الرحلة الجميلة القصيرة .
بعد عشرة ايام كانت ايمي جالسة على الاريكة تقرأ كتاباً ولكن عقلها لم يستوعب منه الكثير فقد كانت تشعر بملل شديد فألقت الكتاب ع المنضدة أمامها وسارت في المنزل بهدوء وسأم .. وحين وصلت بقدميها الى الجناح الغربي توقفت قليلا"وفكرت (لماذا لايريدني جيمس ان ارى هذا المكان..ترى ماذا يوجد هنا ولا يرغب بأن اراه.. سارت قليلا"ثم توقفت قائلة": حسنا".. مايضير لو دخلت .. سألقي نظرة فقط ع هذا المكان المجهول !)
وسارت في المنزل بهدوء وسأم .. وحين وصلت بقدميها الى الجناح الغربي توقفت قليلا"وفكرت (لماذا لايريدني جيمس ان ارى هذا المكان..ترى ماذا يوجد هنا ولا يرغب بأن اراه.. سارت قليلا"ثم توقفت قائلة": حسنا".. مايضير لو دخلت .. سألقي نظرة فقط ع هذا المكان المجهول !.. جيمس ليس هنا وقد خرج منذ مايقارب الساعة ..فقط سألقي نظرة) ... سارت نحو الباب وامسكت مقبض الباب وفتحته ببطء  ظهرت امامها غرفة واسعة بسرير كبير جميلة ومزينة بشكل يدعو للدهشة وكأن هناك مناسبة آتية .. وكان هناك غرفتين أخرتين وحمام .. لكن ما صدمها وشل تفكيرها لدقائق ..وجود عدة صور بقياسات مختلفة وبعضها كبير لإمرأة جميلة .. جميلة للغاية وشابة ..شعرت بقلبها ينفطر.. تقدمت وامسكت بالصورة الموضوعة ع الطاولة بجانب السرير وتطلعت اليها بتأمل (ترى من هذه ؟) اعادتها الى مكانها ثم نظرت الى الصورة الكبيرة ع الحائط فوق السرير (لابد ان هذه المرأة مهمة لدى جيمس)
-ماذا تفعلين هنا ؟!!!
التفتت بحدة للخلف فوجدت جيمس ينظر لها والغضب يقدح من عينيه شهقت بصوت خافت .. تقدم منها ببطء فابتلعت ريقها خوفا"من نظرة عينيه امسك بذراعها فجأة وقال بحدة :سألتك ماالذي تفعلينه هنا ؟
ايمي : امم .. انا ..اسفة
جيمس : لايهمني ان اعتذرتي .. سألتك لما.. انتي ..هنا ؟
تمالكت ايمي نفسها وقالت : لا ادري .. تملكني الفضول ..لأرى هذا المكان
جيمس : وأعجبك ؟
ايمي : ....
جيمس
جيمس : ولماذا تريدين رؤية هذا المكان ؟
صمتت ايمي فقال بانفعال : اجيبي.
ارتجفت ايمي ولكنها تكلمت بصوت ثابت رغم اضطرابها : لأنك سمحت  لي برؤية كل الاماكن في بيتك ماعدا هذا المكان .
جيمس : لهذا السبب إذن .. سحبها من ذراعها خارج الغرفة ودخلا الى غرفة اخرى مجاورة واغلق الباب خلفهما.
سحبها من ذراعها خارج الغرفة ودخل الى غرفة اخرى مجاورة واغلق الباب خلفهما .. كانت الغرفة مظلمة  بقي الاثنان في الظلمة لعدة ثواني كأن جيمس كان يتعمد اخافتها..ولكنه ضغظ ع مصباح الكهرباء فانتشر النور في الغرفة .. لكن ما ان تطلعت نحو جيمس حتى احست ان العتمة اهون من نظرة عينيه المخيفة ..كان مايزال ممسكا" بذراعها وقال بغضب : فضول ..فضول  سئمت فضولك وتدخلك في امور لاتخصك ..كونك زوجتي لايعني ان تحشري انفك فيما لايعنيك ..انت تعلمين انني حذرتك من البداية ان لاتدخلي ذلك المكان .
رغم كلامه الذي جرحها قالت : ان احطت شيئا" بسرية تامة .. في المنزل الذي اعيش فيه والذي اصبح منزلي الآن كوني زوجتك ..فلا تلمني ان حاولت اشباع فضولي .. مع هذا انا آسفة جدا" ..واعدك الا المس شيئا" ليس لي .
نظر اليها بتجهم وخرج .. لم يذهب لغرفته بل خرج من البيت ،فقد سمعت صوت اغلاق الباب الخارجي ،تركت الغرفة وخرجت هي ايضا".
لم تذهب الى غرفتها كانت تشعر بالاختناق فخرجت للحديقة تستنشق هواء"نقيا" يخرج اﻷلم والحزن من نفسها.. (لم يهتم بأنها رأت صور امرأة اخرى وعرفت ان في حياته اخرى لكنه اهتم وانفعل فقط لأنها اخترقت خصوصيته)ورغم ألمها الكبير لم تبكي ..لاتريد ان تفقد قوتها وتنهار ..
انشغلت بالطبيعة الجميلة .. و صوت العصافير الجميلة .. مرت نصف ساعة وهي في هذا المكان حتى هدأت نفسها بعض الشيء ثم دخلت المنزل وحاولت شغل وقتها بأي شيء حتى لاتفكر طوال الوقت ....فأخذت تعد طبقا" للعشاء رغم قلة شهيتها وبعد ان انتهت جالت في فكرها صورة جيمس (اين هو)
وبعد 3ساعات وكثير من القلق والافكار المشوشة التي جالت ببال ايمي مابين حين وآخر..فتح الباب ..قاومت ايمي رغبتها بالركض اليه .. مرت لحظات نفذ فيها صبرها وهي تتوقع ان يأتي ..
كانت تقف في غرفتها ..حتى سمعت صوته يقول : ايمي .. حاولت ان لاتلتفت اليه مباشرة لكنه اقترب منها واحاط كتفيها بيديه فانتفضت.. أدارها اليه ورفع يديه عنها وقال ووجهه مقطبا": ايمي ..مابك .. اريد ان اكلمك .. اجلسي ، جلست ع السرير وجلس الى جانبها قائلا": ايمي .. أنا آسف جدا" لمعاملتي القاسية معك ..هناك الكثير مما لاتعرفينه .. تلك المرأة في الصور كانت .. زوجتي ..
التفتت اليه بدهشة وقد تحقق ظنها فقال : نعم كانت زوجتي .. عشنا معا" لمدة اربع سنوات ..كانت جميلة رائعة طيبة ومرحة تزوجنا صغارا"..احبتني بجنون وكنا نعيش بسعادة لولا شيء واحد ينقصنا وهو اﻷولاد .. كانت لاتنجب لكني لم اشعرها يوما" بأني اريد ابنا" ورغم اني لم احبها بتلك العاطفة المشبوبة الا اني كنت احب فيها اشياء كثيرة ومعجب بهاوقنعت بحياتي معها لجمال شخصيتها ..وكنت احاول اسعادها بكل طريقة لأنها كانت تستحق وتفعل ذلك لي بالمقابل حتى جاء ذاك اليوم الذي غير حياتنا كليا".. خرجنا في نزهة بالسيارة وأثناء سيرنا اصطدمت بنا سيارة مما أدى بنا الى حادث أليم ..تابع بصوت متألم : ..ماتت ع إثره جينا.. وأنا اصبت بكسور ورضوض .. بقيت في حالة نفسية سيئة لمدة طويلة وكان آخر يوم لنا معا"كان يوم  عيد ميلادها وقد احتفلنا في تلك الغرفة التي رأيتها وبالتأكيد لاحظتي انها مزينة بشكل ملفت بعد ان احتفلنا وقد كان مقررا" ان تحضر صديقتها المقربة وتحتفل معنا لكنها لم تأتي اكلنا من الكيكة التي اعدتها هي وخرجنا .. بعد ذلك اليوم تركت الغرفة كماهي وامرت الخادمات بأن لايغيرن شيئا" فيها أردتها ان تبقى كماهي كآخر مرة كانت هي فيها ان تبقى آثارها فيها ..عطرها ..صوتها ..ضحكاتها .. ابتسامتها الأخيرة ..كل يوم كنت اجلس في الغرفة لساعات
استمريت ع هذه الحال عدة شهور وفي يوم شعرت اني مختنق بشدة وفكرت بأن علي حقا" الخروج من الحالة التي اعيشها..والا فاني قد اصاب بمرض نفسي شديد .. وأول شيء فعلته هو اني توقفت عن دخول الجناح الغربي اقفلت الباب بالمفتاح وكنت ادخله مرات قليلة .. واليوم دخلت الغرفة ونسيت اقفالها بالمفتاح وكان ذلك من حسن حظك..فدخلتها..كان شيئا"صعبا"ان اترك مااعتدت عليه  ولكنني ارتحت مع مرور اﻷيام مرت 3سنين منذ توفيت جينا.. لم انسها ..انما كنت انحيها عن عقلي وعن حياتي بقوة في كثير من اﻷحيان .. مرت اﻷيام وانا امضي في حياتي تعرفت ع نساء لكن لم تكن هناك امرأة مميزة ..حتى ظهرت انت .. كنت بالنسبة لي طفلة جميلة خائفة وبحاجة للحماية .. في البداية اردت رعايتك وحمايتك حتى من نفسك فقد احسست انك شقية ومغامرة ورغم رقتك لايمكن ان ترضين بحياة بسيطة اوحتى حياتك الصعبة في الدار واول دليل ع ذلك هروبك.. وشيئا"فشيئا" ..بدأت تسلليين الى عقلي .. تتغلغلين في اعماقي .. ان احب ..هوشعور مزيج من اللذة والاضطراب والخوف .. فلم اكن مصدقا" اني يمكن ان احبك .. فأنت بالنسبة لي ماكنت في البداية سوى مراهقة جميلة تحتاج الى شخص يشعرها باﻷمان ..كما اني كنت اعتقد انك صغيرة بالنسبة لي فأنا اكبرك بتسع سنوات .. مع مرور شهر لم يكن هناك مجال للشك انني في وقعت في حبك .. وكنت اشعر انك تميلين لي ..
قاطعته بحدة : ولكنني احبك ايها الاحمق  ضحك وتابع : عرفت هذا منذ ايام..ربما المرأة التي أتت من الدار اقامت جلبة وسببت لنا بعض الضيق الا ان مجيئها كان دافعا"اكبر لأتزوجك فأنا كنت افكر باﻷمر منذ فترة وعندما أتت رأيت ان هذه حجة اقوى ﻷطلب منك الزواج .. عندما تزوجنا أردت ان اعطي لنا مهلة من الوقت .. فقد كنت ارى اننا لسنا مهيئين لأشياء كثيرة ..
واننا نحتاج ان نعرف بعضنا اكثر فالحب وحده لايكفي..بقي ان اخبرك ان خروجي كل ليلة في وقت معين .. لأنني اصطاد المتسكعين في ظلمة الليل الذين يؤذون غيرهم واقوم بتأديبهم جيدا"..واساعد من يحتاج  للمساعدة
ايمي : كل ذلك وانت متخفي ؟
جيمس:نعم
ايمي : الم يعرف احد أبدا"..هويتك؟
جيمس مبتسما":أبدا"..ماعداك
ايمي : انت بطل حقا"..بطلي
  ابتسم جيمس قائلا": ما اريدك ان تعرفيه.. ان جينا ستبقى ذكرى عالقة في ذاكرتي لأنها كانت شيئا"جميلا"في حياتي والانسان لاينسى الاشخاص الذين احبوه واحبهم وكان لهم أثر قوي في حياته ..لكنك انت حب حياتي اﻷول لذا فأنت مختلفة وكوني مطمئنة ان قلبي لك وحدك .
وقد عاهدت نفسي منذ احببتك ان اعوضك قدر ما استطيع عن حياتك السابقة وان اجعلك تكملين دراستك واحقق لك كل ماتتمنينه.. ابتسمت ايمي وقالت : اوه جيمس انت شخص رائع
جيمس :شكرا" ايمي انت تستحقين ذلك.. بقي ان تعرفي شيئا" واحدا  اننا تحريت عن نسبك واصلك وقد استغرقني ذلك وقتا"طويلا" ..لكن في النهاية فأنت ابنة اشخاص شرفاء فأبواك متزوجان ولكنهما .. ماتا في حادث قطار ولم يعثر الناس ع احد من اهلك فذهبوا بك الى الدار
قالت ايمي بعينين دامعتين : بقدر ما احزنني كيف توفيا ابواي ..بقدر ماأنا سعيدة بهذا الخبر.
امسك جيمس بيديها مواسيا" وقال : الحياة هكذا ايمي ..فرح وسعادة.. وحزن ..لكن اﻷقدار تختلف من شخص ﻵخر.. وإلهي عوضني بك ..وانت سعادتي الكبرى.
وقالت مبتسمة : وعوضني بك .. احبك جيمس.
تمت بحمد  الله

احب ان اقرأ آرائكم .. هذه اول رواية اضعها هنا .