أحيانآ تصيبنا سرعة مرور الايام بالدوار، نتعجب من سرعتها ونخشى منها

3.1K 8 9
                                    

"احيانآ تصيبنا سرعة مرور الايام بالدوار, نتعجب من سرعتها ونخشي منها كثيرآ –فتمسك بالذكريات- لأنها الشئ الوحيد الذي سيجعلك تتماسك منا من يختار ان يقتل الجزء الذي يذكره بماضي يؤلمه ومنا من يختار ان يجعله جزء مقدس ويعيش من اجله ولاكن دعونا نتفق ان في كلتا الحالتين لا مفر من الألم فقط كلآ منا يختار الطريقه التي يراها في نظره اقل المآ
"


هدوء تام في غرفة مظلمة والشمس تبعث نورها برقة طفلة من فتحة صغيرة من شباك كبير وسريرعليه يوسف خالد فى نوم عميق.
كثيرمنا يتعلق بالنوم وكأنه المنفذ الوحيد الذي نأخد به انفاسنا..فكرة ان روحك تصبح حره وحدها تستحق ان يحب يقطع صوت الهدوء التام رنة هاتفه او بمعني ادق صوت المنبه  كسر الهدوء يمد يده لكي يوقفه بكل كسل.
قام من علي سريره ونظر في مرأته علي شعره المبعثر كشجرة هبت عليها رياح وبضحكة ساخرة
-هذا لايشبه شكل انسان
-ولاحظ ظهور شعرة لونها ابيض وسط شعره الاسود وبدأت ظهور بعض التجاعيد  شعر بعمره الذى مر وكيف فجأة اصبح عمره اربعون عام تذكر ذكرياته مع مريم واول مرة رأها فيها واول ضحكة منها شعر منها انها انارت اليه حياته مثل ما انارت وجهها تذكرمريم بكل ما فيها وتذكر كيف ان قصتهم كانت شبه مستحيلة
-يااه كم العمر مر بسرعة كيف يعقل ان اكون مررت بكل هذا هل يعقل انا الأن قد تقدمت بالعمر هكذا كلآ منا عندما يصل لهذا العمر يبدأ بسؤال نفسه ما الذي حققه؛ بالنسبة الي ان سألت نفسي ذلك السؤال سيتلخص كل الذي حققته بكلمة واحدة هي مريم
ثم قام بغسل وجهه وذهب يجلس علي السرير وهوا يبتسم ويقول
-مريم هي استيقظي ياحبيبتي ستتأخرين هكذا
-عشر دقائق يا حبيبي وسأنهض
-لايوجد شئ اسمه عشر دقائق؛ العشر دقائق الذن تريدين ان تنامي بهم هم نفس العشر دقائق الذين ستتأخرين بهم هي انهضي
-حاضر
-حاضر ومازلتي تكملي نومك! هي ياعزيزتي ماذا قولنا عن المجد؟
وهي تدعك عيناها وتنهض من نومها
-لاينتظر كسول
–برافو يا قلبي
-ههههههههه برافو تكلمنى كأنني طفلة صغيرة
-الم اخبرك انكي مهما كبرتى ستظلين اجمل طفلة عندي؟
-حسنآ ياسيدي انا سأقوم بتغيير ملابسي وانت تجعلني اتأخر هكذا
-ههههههههه هل اصبحت هكذا اذآّ!عامة ياسيدتي انا سأكون افضل منكي وسأنزل واحضر لكي عصير المانجا الذي تحبيه حتي تنتهي
-حسنآ شكرآ مقدمآ
نزل من علي الدرج ودخل الي المطبخ وبدأ بتحضير العصير وشرد في ذكرياته....
قبل عشرين عام
في حارة صغيرة وبيت اصغر كان يوسف هناك شاب صغير يرى الحياة صعبة مثله مثل اي شاب في عمره كبر وجد نفسه في وسط اسرة صغيرة وحيد والديه كان شخصية مكافحة يعتمد عليها او بمعني اصح لم يعرف كلمة استهتار مثل ما يحدث دائمآ في حالة وجود ابن وحيد والده كان موظف صغير وكان مثله مثل غيره من الموظفين ينتهي راتبه قبل نصف الشهر وكان هذا من اكبر الدوافع التى جعلت يوسف يعتمد علي نفسه منذ ان كان في العاشرة من عمره او اصغر بدأ ينزل يعمل من اجل ان يساعد نفسه و يقلل عبأه عن والده اصبح رجل يعتمد عليه كان من تلقاء نفسه يبتعد عن اي شخصية يمكن تجعله يتراجع خطوة كان دائمآ عيسي والده يشرح له الصح من الخطأ, وان ربه يراه في كل وقت وان طوال ما يرضي ربه لا يوجد شئ يمكن ان يأذيه علمه ان الانتظام في صلاته حب في الجنة قبل ان يكون خوف من النار علمه ان كل من يتقدم خطوة تجاه الخير حياته تصبح افضل و يعود اليه الخير بخير  اكبر و ان ربه يقف دائمآ مع عبده بقدرمايبتعد عبده عن ما يغضب الله حتي كبر و اصبح عشرين عام كان يذهب في الصباح الي جامعته وعندما يعود يذهب لعمله مع عم سمير الكهربائي بعدها يذهب ليستلم عمله الليلي في الصيدلية التي امام بيته ومع كل خطوة كان يخطيها دعوه من والدته بأن يحفظه الله.
الساعه الخامسة فجرآ  وبعد يوم طويل وشاق  يوسف ذاهب الي منزله يفتح الباب  بهدوء حتي لا يوقظ والده الذي سيستيقظ بعد ساعة ليذهب الى عمله وفجأه سمع صوت
-سوف اقوم بتحضير الطعام لك حتي تنتهي من صلاة الفجر
- بسم الله الرحمن الرحيم ماذا يحدث يا امي لقد قمتي بفزعي لما تجلسين في الظلام هكذا؟ 
- سلامتك لقد قمت بصلاة الفجروانتظرك كي احضر لك الطعام
-الم اخبركي من قبل لاتنتظريني ونامي انتي وانا ان كنت اريد تناول الطعام سأستطيع ان احضره الي نفسي
-انت تقول ماتريد وانا افعل ما اريد وتستمع الي ما اقول انا التي والدتك ليس انت
-امي انا اريد راحتك
-وانا ارتاح عندما افعل هذا لاتتدخل فيما لايعينك
-هههههههه حسنآ انا لن ارد عليكي عندما يأتي زوجك سأقوم بالرد عليه رجل الي رجل
-مادخلك بزوجها الأن وماذا تريد
-ارأيتي قمتي بأيقاظ الحج انظر ياحج طلقها وسأجعلك تتزوج فتاة مثل القمر ودعنا نتخلص منها
-تتخلص من من اتريد ان يطلقني والدك لأني احضر لك الطعام
-انتظري انتي ياخديجه اطلق من يا ابني انت هل هي عشرة يوم! بيننا عشرة خمسه وعشرين عام عرفني افقط علي التي مثل القمر الشرع يحللي اربعة يا غبي
-ههههههها هذا والدي الذي اعرفه
-لا انتو اتفقتم معآ اذآ سيرتفع ضغطي انا سأدخل احضرالطعام افضل من ان اصا بشلل بسببكم
-انا سأذهب لأنام تناولي انتي وابي
-لا تناول الطعام ثم اذهب لتنام
-لا انا لن اذهب الي الكلية غدآ وبصراحة جائع نوم
-اتركيه يفعل مايريد ياخديجة, تصبح علي خير يابني
-وانت من اهل الخير يا حج
قالها ودخل غرفته وفتح موقع الفيس بوك وجد رساله وتوقع من صاحبها كالعادة بالتأكيد  فاطمه ابنة خالته صديقة طفولته كانو اكثر من مجرد ابناء خالة كانو اكثر بكثير تشاركو معآ كل تفاصيل حياتهم احلامهم ضحكاتهم لعبهم كل شئ فاطمه كانت بالنسبة الي يوسف اخته وصديقته جايز كان لديه نقص في هذا الجزء لاكن يوسف بالنسبة الي فاطمه لم يكن هكذا مطلقآ رغم انها تحاول ان تثبت لنفسها عكس هذا الا انها كانت دائمآ تفشل حتي قررت ان تتحدي نفسها وتوافق علي زواجها من محمد جارها .
قام يوسف بفتح الرسالة واخذا يتحدثان
-هل عدت الي المنزل ام لم تعد بعد
-عدت
-ماتلك الطريقة التي تتحدث بها!
-بصراحة غاضب منكي
-لماذا!
-لأنك قمتي بتغيير اسم صفحتك من اسم عظيم الي اسم سخيف لايليق بكي
- كل هذا من اجل صفحة! حسنآ سأغير الاسم بعد شهران اعدك
- لأنها شئ مستفز ولستي وحدك من يفعل هذا بل العديد من الناس تكون اسمائهم تحمل وقار وشموخ ويغيروها الي تلك الاسماء السخيفة مثل اسمك فاطمه هل هناك عاقل يترك هذا الاسم ويفضل توتا!
- يكفي يا يوسف لقد اقتنعت
- حسنآ سأضطر تحمل هذا الاسم لشهران رغم انني كنت انوي ان لا اتحدث معكي حتي تعيديه
- ولما تحدثت ايها المهم ذو الشأن العظيم؟
- لم اتحدث انتي من تحدثتي
- ولماذا قمت بالرد؟
- ان وجدت شخص غيرك يحدثني ماكنت لأقوم بالرد
- انت حقآ مستفز
- هل الذي يقول الصراحة لديكم يصبح مستفز!
-هناك فرق بين الصراحة والوقاحة
-وقاحة بصراحة افضل من غزل بكذب اليس كذلك ام ماذا تري انتي؟
-ارى ان  تصمت
- حسنآ اخبريني الأن ماذا تفعلين في تلك الساعة؟ هل هناك فتاة تفتح في هذا الوقت! الساعة الأن الخامسة فجرآ لا اعلم كيف يتركك محمد هكذا لابد ان اشرح له واقوم بنصحه اجعليه يتصل بي
-ماذا تشرح له!
-كيف يجعل حياتك جحيم
-لن ارد عليك
-هههههه افضل
-الن تنام؟ ام لست متعب اليوم؟
-لا متعب جدآ سوف انام,وانتي الن تنامي؟ لدينا غدآ محاضرة مبكرآ
-لا لن احضرها
-لا يجب ان تحضري
-لماذا؟!
-انا لن احضر, اشعر بإرهاق فأنا منذ ايام لااجد وقت للنوم وبما ان لدينا محاضرة واحدة في الغد سأستغل الفرصة وارتاح وانتي احضري واشرحي لي
-حسنآ يايوسف اذهب للنوم الأن
-هذا ماسوف يحدث بالفعل
يقاطع حديثهم صوت اشعار قام مريم بالنشر في مجموعة مريض نفسي رأي يوسف الاشعار وقال الي نفسه
-لقد مللت تللك الفتاة المعقدة من المؤكد انها قامت بنشر منشور تلعن به الحياة والناس وتتحدث عن الوحدة وتجعل المرء يكره حياته اكثر مما هوا يكرهها
ومرة اخرى يفتح امامه صندوق الرسائل ليجد ان فاطمه قد ارسلت اليه رسالة
-لما انت مازلت مستيقظ هيا اذهب لتنام
--كنت سأنام الأن تصبحي علي قرد, سلام
-ههههههه سلام
-فاطمه تعرفين الفتاة التي اسمها مريم التي في مجموعة مريض نفسي؟
-ماذا بها؟!
-لقد مللت منها كل منشوراتها تصيب بالأكتئاب
-انا خرجت منه ولاكن انت منضم الي مجموعة اسمها مريض نفسي ماذا كنت تتوقع ان تجد!
-وهل انا انضممت لأغيرجو! من اجل ان اصبح دكتور نفسي يادكتورة فاطمه يجب ان اتعامل معهم ولاكن علي مايبدو انهم من سيأثرو علي وسأصبح اول حالة تعالجيها
-هههههههه حسنآ, سأذهب للنوم الأن تصبح علي خير
-وانتي من اهله
كان يستعد ان يغلق صفحته ويذهب للنوم ولاكن اخذه فضوله ان يرى ما قامت بنشره كانت مريم بالنسبة اليه مجرد صفحة في مجموعة قام بالأنضمام اليها لأنه يدرس علم نفس وكان يريد اختبار قدرته علي التعامل مع من بالمجموعة وهذه كل علاقته بها وكان عضو متابع في صمت لم يتفاعل معهم او يشعرهم بوجوده مطلقآ كان يشاهدهم من بعيد يرى الفتاة التي تركها حبيبها وهي تلعن كل الرجال يرى الشاب التي ماتت حبيبته في حادث وماتت معها روحه يرى الشخص الذي يحب ان يظهر كم هوا مختلف فمال الي الألحاد واقتنع انه لا توجد اديان سماوية يرى الذي يدخل يتقمص دور المريض حتي يتعرف علي فتايات والذى يدخل ينصح غيره لنفس السبب والتي تتقمص انها مريضه نفسية حتي تحصل علي الاهتمام وهذه التي تقع في العادة ضحية انواع الفتيان الذي هدفهم الحديث مع انثي فقط واخيرآ مريم الوحيده الي كانت مجهولة بالنسبة اليه وكل ما يعلمه عنها انها شخصية تكره الحياة كان يكره مريم كره عجيب هو نفسه لم يعلم سببه ربما لأنها هي الوحيدة الي كانت تجعله يستيقظ من دور الشاب الأيجابي الذي لا يوجد شئ يمكنه ان يضعفه ولو قليلآ الذي يتقبل كل الامور بأيجابية كانت توقظ فيه دائمآ الجزء الضعيف الذي بداخله و الذي يحرص دائمآ علي تجاهله الشخص الذى سببه الوحيد علي بقاءه في الحياة انه يخشي من ان يغضب ربه ان تركها بفعل نفسه.
واخيرآ قرر ان يفتح منشور مريم وبدأ يقرأ
"لقد مللت من الحياة..وقررت ان اتركها..انا قررت ان انتحر"
كا رد فعل اي شخص يرى شخص قرر ان يفارق الحياة فكر كيف يحاول ان يوقفها وقرر يتحدث معها ولأول مره يتحدث مع شخصية وهمية من وجهة نظره,قام بأرسال رسالة اليها
من جهة اخري مريم علي وشك اغلاق صفحتها ودموعها شلالات وعلي سريرها مجموعة ادوية وتقرر ان تنهي حياتها ظهر اليها طلب مراسلة وبدأت تقرأه
-مريم من فضلك هل يمكنك ان تجيبي, انا اعلم ان الحياة صعبة لاكن بالتأكيد يوجد فيها اشياء تستحق ان تعاش انا لا اغازل ولاتوجد اي نية سيئة في عقلي فقط لايمكنني ان اترك فتاة صغيرة مثلك تفعل هذا وتقرر ترك الحياة من اجل سبب انا اثق انه سخيف ولايستحق فأنتي اكبر مشكلة يمكن ان تواجهك هوا ان ينكسر ظفرك
شاهدت الرساله وكان صاحبها يوسف كانت ستغلق لاكن استفزها حديثه وقررت ان ترد وتعرفه حدوده, وعلي الجانب الأخر يوسف ينتظر علي اعصابه ان تجيبه واخيرآ تم قبول طلبك من قبل مريم وجار الكتابه
-وماذا تعلم انت عني كي تقول هذا! ان تكون تراني تافهة هكذا فهذا لايدل سوى علي تفاهتك انت
-انا اذآ لقد نجحت
-في ماذا نجحت انا لا افهم؟
-كنت احاول ان استفزك حتي تجيبي
-ولما تفعل هذا!
-مجرد واحد ارسله الله كي يوقفك عن ما تودين فعله
-لايمكن لأي شخص ان يوقفني اشكرك علي محاولتك ولاكن قم بها مع شخص غيري شخص مازالت توجد بداخله روح
-ولاكن هذا لايرضي ربك, اتريدين ان تفارقي الحياة وانتي تغضبيه منكي؟!
-ولا يرضي الله مايحدث معي
-اي كان مايحدث فالله لايحمل نفس فوق طاقتها انتي من المفترض ان تكوني واثقة من هذا
-ولاكن طاقتي قد فرغت
-امنحي الي نفسك فرصة اخرى, دائمآ بعد الكرب يأتي نور
قرأت الرسالة وبدأت تفكر في مايقوله وصمتت ومن الجانب الاخر عرف انه اوصلها لمرحلة التردد فقرر يرسل لها رسالة اخرى كي يستغل ترددها هذا
-اذا كنتي مترددة الأن هذا يعني ان الله يخبركي ان تقومي بالتفكير في حديثي وهذا يعني انني بالفعل شخص قد ارسله الله اليكي كي لاتستسلمي الأن قبل ان تحصلي علي مكافئة صبرك علي الكرب
رأت رسالته وبعد صمت حوالي دقيقة ردت
-حديثك مقنع
-مقنع لأنه صحيح
-جائز
-ليس جائز بل اكيد, هل من الممكن ان اسألك سؤال؟
-اتفضل
-ماذا بكي؟ ان كنتي لاتريدين ان تخبريني فلابأس انافقط اريد ان اساعدك
-والدي مريض وحالته تسوءيوم بعديوم ويمكن ان يفارق الحياة وافقده في اي لحظة
-انا والدي بخير ووالدتي ايضآ ولاكن يمكن ان افقدهم في اي لحظة
-لما تقول هذ؟!
-لأن هذا عمر ولن يحصل احد عن شئ سوى ماكتبه الله له؛ يمكن ان يعيش والدك المريض هذا اكقر من والدي ومني فهي لاتحسب هكذا مطلقآ
-اقنعتني بحديثك
-يسعدني انكي اقتنعتي بما قلت
-انا سوف اذهب للنوم لأن لدي درس بعد ساعتين, بعد اذنك
-هل مازلتي مصممة علي الاستسلام؟
-لا انا حقآ اقتنعت بحديثك
-حسنآ هذا شئ يسعدني جدآ
- شكرآ ليك
- العفو لا شكر علي واجب
-من المفترض ان تقول العفو اولا شكر علي واجب ولاكن الاثنان معآ هذا لايمكن
- ههههههه لم اكن اتوقع انكي تمزحين مثلنا مطلقآ
-لماذا هل تتحدث مع الساحرة الشريرة! ما الغريب في هذا؟!
- لا الساحرة الشريرة كانت تضحك انتي لا
-هههههه لهذه الدرجة
- واكثر ايضآ انا عمري ماقرأت لكي منشور لايوجد به كائبة
-تقصد انني كائيبة اذآ
- اجل هذا ما اقصد بالضبط
- صريح انت
- جدآ
- هههههههه حسنآ تصبح علي خير
- وانتي من اهل الخير
يوسف قام بأغلاق صفحته وذهب للنوم مباشرة من الارهاق دون تفكير في اي شئ  ومريم ظلت تفكر في ما ستفعله وفي كلمة يوسف"شخص ارسله الله لكي" حتي ذهبت في النوم حديثه معها منحها راحة عجيبة هي نفسها تعجبت كيف من دقيقة كانت مقررة ان  تنتحر والأن  قررت ان تنام حتي تنتبه في درس ثاني يوم.
بعد مرور ساعتين
استيقظت فاطمه من نومها وانتهت من تحضير نفسها ثم سمعت رنة هاتفها وجدته محمد
-الو محمد
-صباح الخير ياتوتا
-صباح النور
-هل نزلتي ام لا
-كنت نازلة الأن
-غريبة انا اقف في المكان الذي ينتظرك فيه يوسف دائمآ ولاكن هوا لايقف! علي مايبدو انه قد تأخر انتظري ان يأتي اولآ ثم انزلي
-يوسف لن يذهب الي الجامعة اليوم
-حسنآ لاتذهبي انتي ايضآ
-لا يمكن ان لا اذهب
- لماذا؟!
-لدي محاضرة مهمة
-حسنآ انزلي سأقوم بتوصيلك انا 
-لا يوجد داعي ان تتأخر عن عملك اذهب انت وانا سأذهب وحدي لن يحدث لي شئ
-انا لا اقوم بأخذ رأيكي فقط اعرفكي انني انتظرك
-حسنآ سأنزل الأن
وعلي جانب اخر يرن هاتف مريم ربما للمرة الخامسة عشر واخيرآ استيقظت لتجيب فتسمع صوت فتاة يملئها الغضب
-الو يا مريم اين انتي؟
-من ؟
-من! ماذا بكي يا مريم هل اصابك الزهايمر؟! انا تحت منزلك الأن هي انزلي سنتأخر علي الدرس
-درس! اه نادين انتظري لقد تأخرت في النوم دقيقتان سأنزل
واسرعت مريم و ذهب كلاهما مسرعين ثم بعد مرور ساعتين وبعد انتهاء الدرس نادين ومريم في الطريق الي منازلهم وفي حالة صمت تام كسرته نادين بقولها
-ماذا بكي يامريم ؟
-لا شئ مرهقة قليلآ
-حسنآ
-نادين
-نعم!
-لقد حدث شئ غريب معي بالأمس
-كنت اعلم ان هناك شئ, ماذا حدث اخبريني؟!
ثم بدأت مريم تروي كل ما حدث بالتفصيل لنادين ونادين تستمع دون ان تنطق بكلمة حتي انتهت مريم وسألت نادين عن رأيها فقالت لها نادين
-انا ارى انه شخص وجد فرصة ان يتحدث معكي وانتي سمحتي له بهذا وهذا خطأ لم يكن من المفترض ان تقبلي طلبه من البداية وتمنحيه الفرصة بأن يشتتك
-ولاكن انا اشعر بغير هذا فهوا لم يحاول ان يعرف عني شئ ولم يسألني عن نفسي مطلقآ وكان يتضح انه بالفعل يريد ان يساعدني
-جائز ان تكون هذه طريقة جديدة للضحك علي عقول الفتيات
-معكي حق
ثم عاد الصمت من جديد حتي ذهب كلآ منهما في طريقه وعادت مريم الي منزلها من جديد ولاكن بقى عقلها مشوش للغاية.
استيقظ يوسف و خرج للجلوس مع والدته 
-صباح الخير يا امي
-صباح النور سأذهب احضر لك الافطار
-هل وجهي مكتوب عليه طعام؟ حقآ لما يذكرك وجهي دائمآ للطعام
-هههههههه الن تتوقف عن السخرية
-لا اعتقد انني سأتوقف, سأذهب لأحضر الافطار الي نفسي
-حسنآ الطعام في الثلاجة
-حقآ! كنت اعتقد انه في خزانة الملابس
-هههههههه لا في الثلاجة
-حسنآ اشكرك علي المعلومة
قالها وذهب باتجاه المطبخ ثم سمع جرس الباب فذهب ليفتحه فوجدها فاطمه وبأسلوب مزاح تدركه هي تمام قال لها وهوا يضع يداه علي باب المنزل
-هل اشتقتي الي بتلك السرعة؟ ما الذي اتيى بكي الي منزلنا
-من الذي سيشتاق لك من الاساس ابتعد عن الطريق فأنا قادمة لكي ارى خالتي ليس لك شأن
لتقول والدته من الداخل 
-من علي الباب يا يوسف؟
-حشرة يا امي
-حشرة في عيناك ابتعد هكذا انا فاطمه يا خالتي
قالتها لترد عليها خديجه 
-ادخلي يا حبيبتي
ومازال يوسف يضع يداه علي باب المنزل لتقول فاطمه له
-ابتعد من وجهي الم تقل انك ستقضي اليوم في النوم ما الذي ايقظك
-حسنآ سأجعلك تدخلين فقط من اجل خالتك فقط
ودخلت فاطمه وهي تستشيط غضب بينما يوسف يضحك بصوت عال ودخل خلف فاطمه الي حيث تجلس والدته ليرى والدته وهي تقبل فاطمه وتقول
-كيف حالك يا ابنتي؟
-بخيروالحمد الله
لينظر لهم بسخرية ويقول
-ظلو انتم تحبون في بعضكم هكذا وسأذهب انا لأحضر الافطار واعود
لتجيه فاطمه بلغة برود تصتنعها لكي تقوم باستفزازه
-حماتي تحبني حضر لي طعام معك
-الن تتوقفي عن تسولك هذا مطلقآ؟
-تسول! انا في منزل خالتي ياهذا
فقالت خديجه وهي تضحك علي تصرفاتهم معآ 
-حضر لها طعام معك يايوسف وتوقف عن استفزازها
-حسنآ من اجلك فقط يا امي
قالها يوسف و ذهب مرة اخرى الي المطبخ وبقيت فاطمه مع والدته كانت فاطمه مقربه جدآ الى والدة يوسف لأن والدتها توفت في حادث وهي عمرها خمس سنوات فأصبحت والدة يوسف هي والدتها و ربما اكثر جلسو وتحدثو حتي انتهي يوسف من اعداد الطعام
-تفضلي يا استاذة فاطمه تناولي الطعام معي
-شكرآ يا استاذ يوسف بس ولاكن اين كوب الشاي الخاص بي
-ومن متى وانتي تشربين الشاي؟
-اذآ اتعد الي نفسك الشاي وانا لا!
-لأنكي لا تشربين شاي من الاساس
-هذا ليس مبرر بل ان تعد الي نفسك شاي وانا اسمه بخل
-الصبر يا الله
وبعد ان تناولو الطعام ولم ينقطع نقاشهم وعنادهم معآ ولو للحظة قالت فاطمه وهي تقوم بحك كفيها ببعضهم البعض
-الحمدلله
-انتظري انتظري اين تذهبين؟
-لقد شبعت سأغسل يدي
-لا لن تفعلي هذا انتظري انتي سأغسل يدي انا واذهب الي عمي سمير وانتي اغسلي يداكي بعدي ونظفي الاطباق وقومي بتسجيل محاضرة اليوم في الفتر الخاص بي وبعد ذلك اذهبي او اجلسي مع امي او افعلي ماتحبين
-الا تريد ان اقوم بتنظيف ملابسك؟
-لا لقد قمت بغسلها لوكنتي قد اتيتي بالأمس كنت سأجعلك تفعلين هذا لابأس في المرة القادمة اغسليهم انتي
-اذهب يايوسف الأن قبل ان تذهب الي عمك سمير بعين واحدة
- هههههه حسنآ يا بطه
وبعدها ذهب يوسف ليبدأ يومه الشاق وفي نفس الوقت كانت مازالت مريم تفكر فيما حدث بالأمس وفاطمه كانت تقوم بما طلبه منها يوسف.
بعد مرور حوالي تسع ساعات
انتهي يوسف من عمله مع عم سمير وذهب الي الصيدلية التي يعمل بها ثم اخرج دفتر التحضير الخاص به وبدأ بقراءة محاضراته حتي مل حوالى الساعة الواحدة صباحآ  ففتح صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة به وذهب وارسل رسالة الي فاطمه ولكنها لم تجب.
ثم تذكر مريم وقرر ان يرسل لها رساله ليتأكد انها بخير وانه بالفعل ساعدها
-مريم
علي عكس ما توقع ردت علي رسالته بسرعه شديدة وهذا ادهشه بشدة
-نعم!
-كيف حالك الأن؟
-بخير
-دائمآ يارب
كانت مريم سعيده بسؤاله ولاكنها لا تدري لماذا ثم تذكرت حديثها مع نادين وما قالته بخصوص يوسف فأرسلت له رسالة
-ان كنت تظن انك تقوم بخداعي فأنت مخطأ
-ماذا تقصدين بأقوم بخداعك؟!
-اقصد حديثك بأنك شخص قد ارسله الله لي ومن المفترض انك تظن انني غبية وسأقتنع بحديث الروايات هذا اذهب واخدع به فتاة غيري فأمثالك كثيرون والذي تبحث عنه غير موجود هنا
-انا اشكر حضرتك جدآ يا استاذة مريم ولن اوضح لكي او اقسم ان نيتي لم تكن هكذا وانا لست فارغ لمثل هذه التفاهات وان كان حديث حضرتك صحيح فبالتأكيد لست بائس للدرجة التي تجعلني اتحدث مع فتاة تكره الحياة فتجعلني اكره نفسي كان من الافضل ان ابحث عن شخص ملئ بروح تخرجني من مللي او ما شابه لاتجعلني اكره الحياة لايوجد عاقل سيدفن نفسه ويتحدث معكي وبالنسبة الي حديث الروايات كما سميتيه فمعظم الروايات يكون مصدرها الواقع وكل كاتب يتحدث في روايته عن نفسه او عن حالة رأها في الواقع وبالنسبة لشخص ارسله الله لكي فنحن جميعآ اسباب في حياة بعض يرسلنا الله في وقت معين لسبب معين نحن انفسنا لاندركه
ثم اغلق المحادثة وكله ندم لأنه فكر ان يحدثها البداية وانه تعرف علي شخصية وهمية وبحديثها مست كرامته التي هي بالنسبة له اغلي ما يملك وجد رسالة من فاطمه في نفس هذا الوقت
-نعم يا يوسف كان محمد يتحدث معي علي الهاتف سامحني علي تأخيري
-لا يهمك
-ماذا كنت تريد؟
-لا شئ
-ماذا بك؟!
كانت فاطمه اكثر شخص في هذه الحياة يشعر بيوسف ربما اكثر من والدته نفسها وكانت هي الوحيده ايضآ التي يظهر امامها ذلك الجانب الضعيف الهش بداخله
-تتذكرين البنت التي اسمها مريم؟
-مريم من هل هي معنا في الجامعة؟
-لا التي اخبرتك عنها بالأمس بأنها كائيبة
-اجل تذكرتها, ماذا بها؟
بدأ يروى لها كل ما حدث بأدق تفاصيله وكم هوا نادم الأن علي ما فعل ولم يكن من المفترض ان يتحدث معها من البداية وانتظرت فاطمه حتي انتهى ثم سألته
-كم عمرها؟
-لا اعلم ولاكن في ماذا ستفرق؟
-مجرد فضول لأن اسلوبها اسلوب طفولى
-فيما ستفرق يا فاطمه ؟المهم انها جرحت كرامتي
-يوسف انت تتحدث مع فتاة والدها مريض وكانت تفكر ان تنتحر ومن المكن مش ان يكون والدها ليس السبب الوحيد ثم انت بنفسك كنت تقول كائيبة ولاتحب رؤية منشوراتها لذا لايوجد داعي ان تأخذ علي تصرفاتها من الاساس وماقمت بفعله انت كان صحيح لقد قمت بمساعدة فتاة كانت ستقضي علي حياتها اياك ان تندم علي هذا وهي من الممكن غدآ او بعده او بعد سنوات تتذكر ما فعلته وتقدر لك ذلك وتفهم انها قد اخطأت في حقك
- ما كل هذا الكلام؟انتي تتحدثين كثيرآ جدآ
-هههههه الأن يوسف قد فاق
-اجل لم اصبح غاضب الأن
-حسنآ عليك ان تقدر ثمن مافعلته لك الأن لن اطلب مال كثيرآ فقط اعطيني ما لديك
-حسنآ سأقوم بحساب الثمن في الغد اما الأن فسأذهب للمنزل وانام, ماذا ستفعلين انتي؟
-سأنتظر الفجر واناام
-تصبحي علي قرد
- هههههه وانت من اهله
ثم اغلق كلاهما وحاول يوسف تخطي ما حدث وعدم التفكير فيه بينما كانت فاطمه في قمة سعادتها لأنها استطاعت ان تجعله بحال افضل بينما كان ضمير مريم يبدأ يؤنبها ولاكن تحاول الا تستمع له و تقنع نفسها ان ما فعلته كان صحيح دخل والد مريم فقطع حبل افكارها
-مازلتي مستيقظة؟
-جليا ابي تفضل
-لما انتي مستيقظة؟
-كنت اذاكر سأنام الأن, وانت لما مازلت مستيقظ؟
- كنت اشرب واردت ان اطمئن عليكي ,تصبحي علي خير يا حبيبتي
-وانت من اهل الخير
وابتمست له حتي تثبت له انها صدقت ما قال بشأن انه مستيقظ في هذا الوقت ولاكن بعد ان اغلق باب غرفتها حتي انهارت من البكاء لأنها تعلم انه لا يستطيع النوم من الألم الذي يشعر به كان والدها مريض بالكلي و يستعد لعمليات الغسيل في وقت قريب وكان كل الاطباء يدركون انه لا يستطيع ان يتحمل كثيرآ مريم شديدة التعلق بوالدها كان الاقرب لها, اسرة مريم كانت من الاسر المترابطه كثيرآ والدة ووالد يسود بينهم الحب فينقلونه الي الابناء لديها شقيق اصغر منها بعام واحد واخر اكبر منها بعامين وكانو من الأسر السعيدة التي لديها قناعة كبيرة بما لديها حتي مرض والدها اصبح يصعب علي الكل حتي علي والداها فكرة ان يرحل في اي وقت ظلت تبكي حتي نامت وانهي يوسف عمله ثم اغلق الصيدلية وذهب لمنزله وجد والدته كالعادة و دار بينهم نفس الحديث اليومي بشأن بقائها مستيقظه وذهب للنوم
وفي صباح اليوم التالي استيقظ يوسف وذهب ينتظر فاطمه في احد الشوارع القريب من منزلها حتي تأتي  وحضرت فاطمه
-اهلآ يايوسف هيا اعزمني علي الا فطار
-انا لا اعلم لما تتذكرون الطعام انتي وخالتك كلما رأيتموني
-ههههههههههه حسنآ سأكتفي بسندوتش واحد فقط
-لن يوجد افطار من الاساس هيا لنذهب
-حرام عليك لدينا ا ثلاث محاضرات
-ده شئ عادي جدآ ولاكن انتي غير معتادة الا علي الرافهية
-لن اجيبك
ثم ذهبو الى الجامعة  ولم يتوقفو ولو للحظة عن الحديث وبعد يوم ممل ملئ بالمحاضرات
-اخيرآ يا يوسف قد انتهت المحاضرات وسنذهب للمنزل
-لا سوف نذهب كي نفطر معآ
-لقد كنت اترجاك منذ ساعات ما الذي قد تغير
-الذي تغير هوا انكي توقفتي عن الترجي وانا لن افعل شئ انتي تريديه مطلقآ
-حسنآ لن اذهب معك اذهب بمفردك
-لا سوف تذهبين معي ان لم تذهبي من الذي سيدفع ثمن الطعام!
-انت تريد ان اعزمك اذآ
-لا انا سوف اعزمك وانتي ستحاسبي
- ههههه حسنآ هيا بنا
وذهبو من الجامعة الى احد المطاعم وقامو بشراء الطعام ثم التجول في الشوارع وهم يتحدثون حتي اتي معاد عمل يوسف فذهب يوصلها الى منزلها ثم ذهب الي عمله.
ومر اسبوع وكل شئ يسير في نفس الروتين مازال يوسف يعمل و يجتهد في دراسته يتذكر مريم و ما قالته من حين الي اخر ولاكنه يتجاهل الامر وفاطمه علي نفس حالها تحاول مساعدة يوسف والبقاء بجانبه قدر المستطاع حتي وان كانت متأكدة انه لن يشعر بها بينما محمد يسلك كل الطرق لكي يتقرب من فاطمه ولاكنها لم تهتم حتي بوجوده ومريم مازالت تفكر في ما حدث و ما قالته ليوسف وكيف كان رده عليها و ما كان يشعرها بالذنب اكثر انه لم يحاول ان يتحدث معها اوان يلفت نظرها نهائيآ وبعد تأنيب ضمير قررت ان تحدثه
-يوسف
مر يومين منذ ان ارسلت رسالتها ولاكن لم تأتي اجابة حتي فقدت الامل في انه سيجيب عليها كان في هذه اليومين مغرق بعمله وكان لديه اختبارات في كليته واخيرآ حدث عكس ما توقعت مريم واجابها
-نعم يا استاذة هل هناك شئ اخر قد نسيتي ان تقوليه؟
- لا, كيف حالك؟
-هل من المفترض انكي متوقعة مني ان ارد وكأن لم يحدث شئ! لقد قمت بالرد عليكي ولاكن هذا لا يعني انني احب ان نتحدث معك لذا من فضلك لا ترسلي شئ اخر الي
-انا اسفة كنت مشوشة  ولا اعرف كيف قلت هذا 
-هذا شئ يخصك لادخل لي به
-كنت متوقعة انك ستتقبل اعتذاري وانك ستقدر ان اناعندما عرفت انني قد ظلمتك واتيت كي اصلح خطأي لن يكون ذلك هوا اسلوبك ولاكن من الواضح انني كنت مخطأة
-وانتى كيف عرفتى انكي ظلمتيني؟! الست انا الذي امثالي كثيرون والذي اريده ليس لديكي لما تتحدثين معي مرة اخرى!
- تصرفك واجابتك اثبتولي انني  كنت مخطأة واتحدث معك لأنني لا احب ان اكون مخطأة في حق احد بالأخص ان كان هذا الشخص قد ساعدني في وقت كنت احتاج الي مساعدة
-هذا شئ عادي من الممكن ان اكون امثل عليكي كي اخدعك 
-لا اعتقد هذا
-لماذا؟!
-اشعر بهذا
-وكيف هذا ليس منطقي!
-عادي ليس كل شئ يجب تفسيره بمنطق احيانآ الاحساس يصبح عكس المنطق تمامآ ويكون الاحساس هوا الصحيح
-حسنآ انا قبلت اعتذارك حصل خير
-شكرآ
-العفو
-لا قل لاشكر علي واجب
-لا
-لقد اعتذرت
-وانا قبلته ماذا افعل اكثر من هذا
-رجع اسلوبك مثل ما كان
-وحضرتك تظنين ان كل شئ يحدث مثل ماتريدي!
-لا, انا من الاساس عمر ماحدث شئ مثلما اريد عامة لقد اعتذرت وستكون هذه المرة الاخيرة التي سأتحدث معك بها
-حسنآ وشكرآ علي اعتذارك
قالها ثم تذكر كم طريقتة قاسيه فعاد يبدأ معها حديث من جديد
-الن تقولي العفو؟
-العفو
-لا قولي لاشكر علي واجب
-هههههههههه العفو لا شكر علي واجب
-كيف حال والدك؟
-سيقوم بأجراء عملية من فضلك ادعو له
-بالشفاء
-يارب
ثم صمت كلآ منهم و لاكن كان بداخله شئ يريد ان يعرف عنها اكثر ربما كان فضول او ماشابه
- مريم كم عمرك؟
-١٨
-انتي صغيرة جدآ
-وانت كم عمرك؟
-٢٠
-حقآ كبيرآ جدآ
-هههههههههه اجل
-انا لدي شقيق  فى نفس عمرك
-انا ليس لدي اي اشقاء
-هذا صعب حقآ انا لا اتخيل شكل حياتي من دونهم
-ممكن يكون ليس لدي اي اشقاء وهذا شئ سئ حقآ ولاكن الله عوضني بأبنة خالتي اختي وصديقتي
-ربنا يحفظكم لبعضكم البعض
-يارب, ماذا تدرسين انتي؟
-انا في ثانية ثانوي وانت 
-انا ادرس علم نفس
-ممم لهذا السبب حديثك كبير
-هههههه ليس كبير او شئ
-مجموعك ام حلمك؟
-نعم!
-دخلت علم نفس لأن مجموعك ادخلك اياه ام لأنك تريده؟
-كان حلمي وانتي ما حلمك؟
-حلمي حلم عادي ليس من احلام القمة نفسي ان اصبح مدرسه
-مدرسه كاملة بفصولها وهكذا يعني
-ههههههه اجل وبتلاميذها  ايضآ
ثم استمرو بالحديث لساعات وساعات دون ان يشعرو بالوقت وبعد من ان انتهي حديثهم تعجبت مريم من ما فعلت وكيف كانت تجيب عن اسألته بكل تلقائيه من دون تفكير بل وتبادله اسألة ايضآ ومن انها كانت تشعر بالسعاده اثناء حديثهم تدرك ان ما فعلته كان خطأ وانه ليس من المفترض ان يحدث هذا ولاكنها سعيدة بفعل هذا ربما جذبها شعورها  بالسعاده اكثر من شعورها بالندم لأن السعادة كانت اكثر شئ تفتده في تلك الايام....
ايحدث ان تتحدث مع شخص لم تعرفه من قبل ولم يعرفك وتطمئن له وكأنه اقرب الناس اليك ايعقل ان تشعر بالسعادة من الاشئ فقط من حديثك معه حتي انك لا تعرف نبرة صوته او ملامحه او اي مايتعلق به هل ما يجعلها تشعربالسعادة هوا يوسف ام شعورها ان هناك من يهتم بها ولاكن مريم لم تفقد الاهتمام مطلقآ من اسرتها بل كانت مصدر اهتمام كبير للجميع سواء والداها او والداتها واشقائها ايضآ اذآ ما تفسير ما يحدث فمن المستحيل ان يكون هذا ما يسمي بالحب لأنه لابد ان يكون اعمق من مجرد محادثة سخيفة يمكن ان يكون احدى اطرافها كاذب او متصنع ربما هذا الاحساس الذي تشعر به هو نسيج لي افكارها لأنها بحاجة الي وجود شخص بجانبها تحتاج ذاك الشخص الذي تتحدث عنه كل الروايات والافلام الشخص الذي يدخل الي حياتك فجأة ليغيرها الي الأفضل او ربما لا تتغير ولاكنك تحبها فقط لأنه اصبح جزء منها الشخص الذي يجعلك تحب حتي الحزن لأنه يجعله بجانبك اكثر.
قررت مريم ان لا تفكر في شئ وتترك نفسها لتلك السعادة التي تشعر بها من دون تفكيرثم مرت الايام وتقربا كثيرآ علي عكس المعتاد من الاثنين اصبح يوم كل منهما يجري بصورة اسرع لم يعد يوسف يمل او يتعب من العمل مثلما كان كانت مريم تشاركه يومه بالكامل ومريم لم تعد تلك الكارهة للحياة اصبح يوسف يمثل لها سراج من امل وتحاول التمسك به كل يوم كان يتعلق كلآ منمها بالأخر بصورة اكبر حتي اصبح التعلق يصاحبه الخوف كان يروي يوسف كل ما يحدث لفاطمه رغم ان ذلك كان يؤلمها الا انها كانت سعيدة لرؤية السعاده التي في عينه عندما يحدثها عن مريم.
كانت مريم كلما تعلقت بيوسف يزداد خوفها من نهاية ما يحدث حتي قررت ان تروي ما حدث لصديقتها نادين لأنها لم تخبرها من قبل ما يحدث حتي لا تعطيها تلك النصائح التي تدركها تمامآ ولاكنها لاتريد تطبيقها وفقد شعورها بالسعادة ولاكن الخوف و القلق التي اصبحت تشعر به جعلها لا تجد حل اخر سوى اخبار نادين وطلب مساعدتها وبعد ان اخبرتها بكل ما حدث
-مريم انتي قد جننتي اليس كذلك؟
-لا اعلم لا اعلم شئ
-حسنآ افتحي صفحتك واعطيني هاتفك الأن
-لماذا؟
-استمعي الي انتي لاتعلمين شئ ولاكنني انا اعلم ما الذي من المفترض ان يحدث
ثم اخذت منها الهاتف و قامت بتغيير كلمة السر الخاصة بصفحة مريم حتي تمنعها من الحديث مع يوسف ولكي تساعدها ان تبتعد عنه ورغم محاولات مريم المتعددة من استعادة صفحتها الا انها انتهت بالفشل كانت مريم احيانآ تقول ان ما تفعله نادين صحيح ويجب ان يحدث ثم تعود وتفتقده وتحاول من جديد فتح صفحتها لم يخطر بعقلها عمل صفحة اخرى ربما لأنها كانت لا تعطي نفسها فرصة للتفكير في حل اخر كانت نادين تعتقد ان ابعاد مريم عن يوسف سيساعد مريم ويجعلها تنسي يوسف ألا ان البعد لم يفعل ألا انه ازادها اشتياق وجعلها تتأكد انه لا مفر وجعلها تستسلم لكل ما يحدث.
في تلك الفتره التي اختفت بها مريم, يوسف كاد ان يجن وفاطمه تحاول ان تهدأ من روعه ولاكنه لا يهدأ مطلقآ مثل طفل فقد امه
-كيف احببتها بتلك السرعة يايوسف!
-احببت من يافاطمه ماذا تقولين انتي!
-مريم يا يوسف
-مريم من وهل انا اعرف شكلها حتي او اي شئ عنها كي احبها توقفي عن هذه الساذجة يا فاطمه
-انت تحاول ان تنكر وتضحك علي نفسك
-ماذا تريديني ان افعل يافاطمه اطاوع نفسي علي ذلك الغباء!
-اذا كان الغباء سيجعلك سعيدآ هكذا فما المانع؟
-واذا طاوعت نفسي ماذا سيحدث من المؤكد انها ستعتقد انني اقوم بالتمثيل عليها وبالتأكيد هي ليست مجنونة لتحب شخص لا تعرف حتي نبرة صوته
-لا انت مخطأ
-تعتقدي! هل من الممكن ان تكون تبادلني نفس الشعور؟
-انا متأكدة من هذا, فاتحها في الموضوع يا يوسف ثم عرفها ان نيتك خير وتريد الزواج بها
-زواج! وهل انا اعرفها حتي؟
-اتضحك علي نفسك ام علي؟!
-وهل ان اجدها كي افعل ماتقوليه! لقد اخطفت ولا اجد لها طريق
-غدآ ستعود 
-اتمني هذا يا فاطمه
ثم ذهب كلآ منهما في طريقه فاطمه تستعجب نفسها وكيف تفعل هذا من اجله و تؤلم قلبها من اجل سعادته ويوسف يدعو الله ان تعود مريم لأنه يفتقدها بشدة وذهب الي عمله واثناء وجوده في الصيدلية رن هاتفه برقم مجهول اجاب بتأفف
-الو
ثم سمع صوت ملائكي
-الو يا يوسف انا مريم اسفة انني اتصل بك وانني اخدت رقمك من صفحتك من دون اذنك ولاكن اردت ان اطمئن عليك
-اسفة علي ماذا يا مريم انا اذا كنت انتظر منك اعتذار فمن اجل اختفائك من دون ان تخبريني كنت بدأت افقد الامل ان تعودي ثانية
-يعني فرقت يا يوسف ؟
-فرقتي اكتر من ما كنت اتصور, اين كنتي؟
-سأعرفك فيما بعد ولاكن كل ما استطيع قوله الأن انني لن اقوم بفتح صفحتي لفترة اخرى احرص علي نفسك
-هل هذا رقمك؟
-اجل يا يوسف ويمكنك ان تتصل في اي وقت تحب
-غريبة! رغم ان في البداية كنتي خائفة مني وتحسبين كل كلمة
-صدقني انا ايضآ استغرب نفسي ولا اعلم كيف افعل هذا
-هناك الكثير من الاشياء لانعرف اسبابها ولا نجد لها منطق ولاكن المهم ان نشعر براحة ونحن نفلها, اليس كذلك يا مريم ؟
-صحيح
-اتشعرين براحة يا مريم ؟
-ان قلت نعم سأكون كاذبة
-وان قولتي لأ؟
-سأكون ايضآ كاذبة
-خائفة مني؟
-لا, ومايخيفني انني لست خائفة منك
-كلامك عجيب وكله الغاز
-عندك حقا انا نفسي لا افهمني
-لايوجد شخص لايفهم نفسه, كل شخص يفهم جيدآ مايريد ولانه احيانآ يضطر ان يكذب علي نفسه ويقول العكس وهذا يحدث عندما يكون مايريده عكس منطقه الذي يحدده الي نفسه
قالها يوسف وساد الصمت لم تجد مريم اجابة اواقتنعت بما قال ولاكنها فضلت ان تهرب ولا تجيب  ثم كسرت الصمت بقولها
-يوسف انا مضطرة ان اغلق
-حسنآ ولاكن بشرط؛ توعدينني انكي ستتصلي بي ثانية لأنني لن استطيع ان اتصل بكي حتي تصبحي واثقة مما تريدين وتأكدي انني لن افعل شئ يجعلك غير مرتاحة ولو قليلآ
-وعد
ثم انتهت المكالمة ويوسف في غاية السعاده لسماع صوتها و مريم ازدادت حيرتها بالأخص بعد ان شعرت ان غيابها قد تأثر به يوسف.
في صباح اليوم التالي.......
مريم اخبرت نادين بما حدث فستسلمت نادين وقررت ان تبقي فقط بجانب مريم دون ان تفعل شئ تحاول به ابعادها به عن يوسف لأنها اقتنعت بأن لن ينجح شئ لذا فقط اختارت ان تبقي بجانب مريم حتي لا يصيبها مكروه.
انتهت محاضرات يوسف وفاطمه واثناء خروجهم من القاعة بدأ يوسف بالحديث وعينه لامعة من السعادة
-هيا ياتوتا لأنني سأعزمك علي الافطار
-توتا وعازمني هل ستقتلني ام ماذا!
-لا لاكن سعيد
-يارب دائمآ يا سيدي اذا كانت سعادتك في مصلحتي هكذا
-لا اياكي ان تعتادي علي هذا فأنا رجل مقبل علي الزواج واريد ان اكون نفسي وبعد اليوم سيكون الافطار عليكي
تحطمت فاطمه من الداخل وكأن كل كيانها قد سقط بالرغم انها كانت تنصحه بهذا الا ان تسمعها منه قد كسرها من الداخل و عجز لسانها عن الرد كانت تبذل ما بوسعها حتي لا تسقط منها دمعة ولاكن صمتها المفاجئ جعل يوسف يتعجب وقال لها
-مريم لماذا انتي صامتة؟!
-فاطمه يا يوسف
- نعم !
- اقول لك ان اسمي فاطمه ليس مريم من الواضح ان مريم قد اخذت عقلك مبروك يا سيدي اخيرآ سنرتاح منك
- لا انا احتاج الي مساعدتك انتي تعرفين اخاكي ان تعاملت بمفردي سأقوم بتخريب كل شئ, انا اريد ان ارى شكلها كيف اطلب صورتها؟!
-لا تطلب صورتها اطلب ان تقابلها
-لا استطيع ان اطلب صورتها وانتي تريدين ان اقابلها!
- اجل اخبرها بأنك تحبها ثم اطلب منها رؤيتها واخبرها ان تأخذ ولداتها معها في اي مكان عام ولن ترفض
-فكرة جيدة
ثم ابتسمت علي سبيل المجامةه وقالت
-انا لابد ان اذهب الأن لأن محمد قادم الي منزلنا ليتفق مع ابي علي بعض الاشياء ويجب ان امون موجودة
-حسنآ هيا سأوصلك
-لا اريد ان اذهب بمفردي سلام
قالتها وقبل ان تنتظر ان تسمع اجابته رحلت لم تكن تهتم مطلقآ برؤية محمد ولاكن وجدته السبب الوحيد التي تستطع الهروب عن طريقه رحلت محطمة تفكر فكم كانت غبية ان تكون معلقة الي هذا الحد وهي تعلم ان النهاية ستكون هكذا منذ البداية بالرغم من ان قلبها محطم الا انها كانت سعيدة من اجل سعادة يوسف و في المساء قررت ان تتصل به فأجابها يوسف
-الو يافاطمه ماذا كان بكي في الصباح؟
-شعرات ببعض الصداع فقط, المهم هل اخبرت مريم اما لم تخبرها بعد؟
-لم اخبرها بعد
-اين انت الأن؟
-في المنزل لقد خدت اجازة اليوم من الصيدلية لقد قلت انه يوم مميز
-اجل هوا فعلآ يوم مميز لهذا اتصلت بك, قم بجعل مريم تسمع اغنية انت تحبها رومنسية
-لماذا!
-ستظل تتذكرها طوال عمركم يمكن ان تحكي عنها الي احفادكم ايضآ,نفذ ما اقول انت فقط وقم بجعلها تسمع اغنية وعند المقطع الذي تحبه انت اوقف الاغنية واخبرها انك "ثم اخذت نفسآ عميق "انك تحبها
-حسنآ يا فيلسوفة زمانك
-لديك اغنية ام لا؟
-لا
-حسنآ اجعلها طب"في جوه قلبي حاجه مستخبية حماقي"
-لا اعرفها سأبحث عنها
-حسنآ انتظر سوف ارسلها لك واسمعها انت اولآ حتي ترى المقطع الذي ستحبه كي توقف الاغنية عنده
-لا سأسمعها معها كي تكون المرة الاولي معآ
-حسنآ مثل ماتحب
-حسنآ سوف اتصل بكي واحكي لكي ماحدث بعدما نغلق
-لا انامرهقة احكي لي لأنني سأرسل الاغنية لك وسأنام
-حسنآ
ثم اغلقت الهاتف وبدأت بالبحث عن الاغنية وهي في حالة رهيبة من البكاء كانت الاغنية التي تتمني ان تجعله يسمعها منها هي ذات يوم ولاكن ها هي الان ترسلها له كي يسمعها الي من يحب......
وصلت الاغنية الي يوسف ثم اتصل بمريم وهاهي تجيب
-الو يا يوسف كيف حالك
-انا بخير وانتي؟
-بخير
-اتصل بكي لأني اريد ان اسمعكي شئ
-ماهوا؟!
-اسمعي فقط
-حسنآ
ثم بدأ بتشغيل الاغنية بالرغم من انها سمعتها عشرات المرات ألا انها للمرة الاولى التي تسمعها بتلك الطريقة ويوسف يستمع الي كلمات الاغنية للمره الاولى وكان يسمع كل كلمة ويشعر بها حتي سمع مقطع "الناس في عيني حاجة وانت حاجه تانية عندك مشاعري حتي خدها واسألها انا صعب اعيش حياتي وانت لحظة بعيد"وقبل ان يوقف الاغنية ليقول لمريم ما يريد سمع صوت مريم و هذا جعله فقد كل تركيزه كانت مريم تنادي بأسمه
-يوسف
-نعم
- انا احبك
"فرحة لقايا بيك بتبقا زي العيد حبيتك يوم ما اتلاقينا لما حكينا اول كلام " واستمرت الاغنيهة و انتهت ويوسف لسانه عاجز عن الرد واخيرآ نطق
-كنت مقرر ان اوقف الاغنية في نفس الوقت الذي قلتي فيه يوسف كي اقول لكي نفس الشئ
-لاكن انا لم اكن اقرر شئ
-اعلم
وظلو يتحدثون طوال الليل حتي ميعاد جامعة يوسف وقبل ان يغلق الهاتف قال لها
-مريم هل يمكن ان اطلب منكي شئ من دون ان تفهميني خطأ؟
-اطلب
-اريد ان اقابلك
-اليوم مناسب؟
-حقآ موافقة! بهذه السرعة من دون ان احاول اقناعك
-هههههه اجل موافقة
-حسنآ متى تريدين ان نلتقي؟
-ان كان لديك وقت الساعة الخامسة, موافق؟
-اكيد موافق
واتفقو علي المكان ذهب يوسف الي فاطمه وظل يخبرها بما حدث وكيف تفاجئ من تصرف مريم وكم هو سعيد لأنها تفهمه من دون ان يبرر لها شئ وانها وافقت مباشرة علي ان تلتقي به وهذا يعني انها تثق به وفاطمه تستمع و بداخلها طفلة تبكي بحرقة علي شئ كانت تصمم انه لها رغم ان كل الامور تقول عكس هذا وبعد ان اوصل فاطمه الي منزلها ذهب ليشتري شئ لمريم انها المرة الاولى التي يلتقي بها ويريد ان تكون مميزة اصبح يريد ان يكون كل شئ مع مريم مميز يتذكره كلاهما لباقي عمرهم كان لا يعلم ماذا يشتري لها وكانت فاطمه لا تجيب علي هاتفها ظل يبحث ويبحث لساعات حتي وجد مايريد اخيرآ واشتري قلادة تحمل زهره في غاية الرقة مثلما يتخيل مريم ثم ذهب الي المكان الذي يجب ان ينتظر فيه مريم ثم اتصل بها واخبرها عن ما يرتدي و قالت انها في الطريق اليه ثم اغلق المكالمة واخرج من حقيبة ظهره مصحفه الذي لا يتحرك بدونه وقرر ان يقرأ فيه حتي تأتي اليه واخيرآ رأى امامه فتاة تحدق به بصدمة كبيره كانت جميلة للغاية قصيرة القامة ذات شعر اسود قصير وبشرة بيضاء ملامحها صغيرة فى غاية الرقة ووترتدي مثل ما اخبرته مريم فاستنتج انها هي ظلو يحدقون ببعضهم البعض بصدمة من دون ان يحاول ان يقترب احدهم من الاخر او ينطق بكلمة واحده كان من الصادم الي مريم ان تجد يوسف الشاب الذي عشقته و كانت تثق به ثقة كبيرة ونسجت احلام وقصورآ في خيالها معه يحمل مصحفآ بيده مثل ما كان صادم الي يوسف رؤية في عنق مريم قلادة بها صليب.
لم يخطر ببال احدهم من قبل ان يسأل الاخر عن ديانته او كان كلآ منهما لايهمه سوى الاخر فيوسف حتي الأن لايعلم ان اسم مريم ثلاثى هو مريم وائل بطرس و مريم لم يخطر ببالها ان يوسف اسمه الثلاثي هو يوسف عيسي محمد, جلسو معآ دون ان ينطقا بحرف والصمت سيد اللحظة في ذلك الوقت وكان كلاهما يعلم ان وجودهما معآ مستحيل وان هذه هي النهاية شرد يوسف يحدق بمريم وكأنه يسجل ملامحها في عقله فهو يعلم ان هذه المرة هي الاخيرة بينهم ومريم تقوم بحبس دموعها تحدث يوسف وقال
-انا اسف علي ماتشعرين به الأن
-لماذا تعتذر! لا انت ولا انا لنا ذنب في ماحدث
-لقد احببتك حقآ يامريم اريدك ان تثقي في هذا
-انت وانا نعلم ان الامر لن ينجح
-اعلم ولاكن لا اريد ان تكون المرة الوحيدة التي اراكي بها ان تذهبي وانتي حزينة وعابسة هكذا
-اتريد ان اكون سعيدة يايوسف! ارأيت الم اخبرك ان لاشئ يحدث مثلما اريد
-مريم انا سأعتبر ظهورك في حياتي اكبر نعمة منحني اياها الله وبعدي عنكي الفترة القادمة سيكون من اجل راحتك انتي وانا تحت امرك في اي وقت تحتاجي الي, انتي كنتي اجمل فترة بحياتي ولا اريد ان تنتهي بألم وقهر
-لاكن هي فعلآ ستنتهي بألأم وقهر يا يوسف, يكفي انك قلت انى كنت اجمل فترة واذاكنت انابالنسبة اليك فترة انت بالنسبة الي حياة
-بنسبهة الي سأظل اشكر الله في كل لحظة انه جعلني التقي بكي وسأظل ادعو من اجل سعادتك ولن انساكي ابدآ
-وبنسبة الي يا يوسف سأدعي كل يوم الله ان يرحمني من هذه الحياة, عن اذنك
-مريم رجاءآ انتظري
-نعم
-لا اريدك ان ترحلي هكذا
-وانا ايضآ لم اريد ان ارحل هكذا 
-مريم انا قلبي يؤلمني مثلك ويمكن اكثر انا المي عليكي وعلي ليس علي فقظ
-وانا اعلم ان لا انا ولا انت بأمكاننا ان نفعل شئ فهناك اشياء في الدنيا اكبر منا
-انا مستعد ان اقف امام الدنيا بأكملها ان كان هذا سيريحك
-مع احترامي يا يوسف ولاكن اهلي محال ان يوافقو ان ارتبط بك وانت بالتأكيد تفهم لماذا
-فاهم وعشان كده قولتلك لو ده هيريحك انا مش هعمل اي حاجه غير عشان راحتك قوليلي ايه يريحك؟
-مافيش حاجه هتريحني يا يوسف شكل مش مكتوبلي الاقي راحه
-مريم من فصلك بلاش الكلام ده ابوس ايدك بكره تنسيني احنا مش اول اتنين يسيبو بعض وكله بيكمل حياته عادي
-انت عارف زي ما انا عارفه ان احنا غيرهم يمكن بنسبة ليك انت عادي هتعرف تكمل لاكن انا كنت شايفة فيك سعادتي الوحيدة وانت عارف كده كويس
-لو في ايدي حاجه كنت عملتها
-لا انت ولا انا في ايدنا حاجه
-هتمشي يا مريم؟
-مافيش اختيار تاني يا يوسف
-طب ممكن طلب قبل ما تمشي
-ممكن
- ممكن تخلي بالك من مريم؟
-مافيش مريم عشان اخلي بالي منها
-لو مافيش مريم يبقا مافيش يوسف
-خلي بالك من نفسك
-هخلي بالي لو وعدتيني تخلي بالك من نفسك وماتخليش عين مريم تنزل اي دمعه علي اي حاجه توعديني ؟
-بوعدك يا يوسف
-شكرآ علي كل حاجه يامريم
-العفو
-لا قولي لا شكر علي واجب
قالها ودموعه تنزل رغمآ عنه فردت عليه ودموعها تغرق وجهها
-العفو لا شكر علي واجب
ثم رد عليها ببسمة يكسوها مرارة الدموع
-لأ الاتنين مع بعض ماينفعوش
-مش هنساك يا يوسف
قالتها ثم نظرت بعينه ثواني ورحلت شعر ان روحه تخرج معها لم يعطها القلاده لأنه لم يريد ان يؤلمها اكثر و يتمني ان تنساه سريعآ حتي لا يتألم قلبها رحلت مريم كجسد ولاكن بقيت روحها مع يوسف لم تتخيل ولو للحظة ان تكون النهاية هكذا ظلت تلعن نفسها كيف لم تسأله من قبل ولم تجد اجابة ذهبت الي منزل نادين وعندما فتحت لها الباب ارتمت بحضنها دون ان تتحدث بكلمة واحدة فقط ظلت تبكي في ذلك الوقت لم يعرف يوسف ماذا يفعل اتصل بفاطمه ولم يقل شئ سوي فاطمه انا احتاجك كان صوته كافي الا تسأله عن ما به فقط اسرعت وذهبت اليه ظل صامتآ وهي بجانبه لا تنطق بحرف حتي بدأ يبكي لم تستطع فعل شئ ولم تكن تفهم شئ فقط ظلت تبكي معه حتي هدأ واخبرها عن ما حدث ولم تقل شئ فقط ظلت تبكي قال يوسف
-انتي يا بنتي في ايه انتي بتعيطي ليه يا فاطمه
-عشان انت موجوع
-انا موجوع انتي مالك هي حشرية والسلام
-بطل تحاول تهزر وانت كده عشان هتتعب اكتر
-طب اعمل ايه يا فاطمه اعمل ايه
قالها ثم بدأ يبكي من جديد ثم قال لها تأخر الوقت وذهب يوصلها الي منزلها ثم ذهب الى منزله و لم يتحدث كلمة واحده مع والده او والدته فقط ذهب الى غرفته و تظاهر بالنوم.
استيقظ يوسف في صباح اليوم التالي ورغم ان نور الصباح كان يملئ الكون ألا ان جميع الانوار بداخله قد انطفئت يتألم لكلاهما معآ يعلم انها بحاجة اليه يعلم كم هي تتألم الأن ولاكن لا يستطيع ان يتقدم خطوه تجاهها وهذا يقتله فتح باب غرفته فسمع والدته وهي تتحدث ليس من عادته ان ينصت لكلام غير موجه اليه الا ان كلمة والدته قد لفتت نظره وكانت
- بلاش يوسف يعرف حاجة
- اعرف ايه يا امى
رد عليه والده بكل هدوء وأتزان كعادة والده لاينفعل بسهوله او يظهر مايشعر به كانت لديه قدرة كبيره على اخفاء ما بداخله
- مافيش حاجه انزل علي كليتك بس انت وهنتكلم بعدين عشان ماتتأخرش علي فاطمه
- ماشي انا هنزل عشان فعلآ متأخر علي فاطمه
-ماشي ربنا يوفقكم ..قالتها والدته ثم ابتسم اليها وذهب الي المكان المعتاد الذي ينتظر به فاطمه وجدها تقف هناك ثم اعتذر عن تأخره و ذهبو.
احترمت فاطمه المه وظلت صامتة كانت تعلم ان الحديث معه لن يفيده بشئ ولاكنها ظلت بجانبه وكان يعلم جيدآ سبب صمتها كما كان يثق بوجودها بجانبه..كانت فاطمه بالنسبة الى يوسف نعم الصديق والاخ والسند اليه لم يستطع الاستناد علي والديه ولاكنه كان يستطيع ان يستند علي فاطمه في بعض الاحيان كان يستمد قواه منها ولاكن بالرغم من كل هذا الا انه وضعها في مكان مميز في قلبه لم يصل اليه سواها علي الرغم من انه لم يكن في اي يوم المكان التي تمنت الحصول عليه.
استيقظت مريم من النوم بعدما كان يوم الامس بالنسبه اليها اسوء كابوس لم تتخيل رؤيته تذكرت ماحدث منذ ان رأت المصحف بيد يوسف الى ان ارتمت بحضن نادين الي ان اوصلتها نادين الى المنزل لم تكن تتخيل ان يحدث كل هذا كانت تتمني ان تجد من يوسف اتصال او رساله يخبرها بها انه سيفعل شيئآ من اجلها ولاكنها لم تجد بعد قليل سمعت باب غرفتها يدق وكان اخيها الاصغر
-ايوه عايز ايه ؟
-مستنينك علي الفطار يالا تعالي

احببت مريمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن