الجزء الثالث

13.1K 426 50
                                    


حدث ما أردته فالفعل، فبعد عودتنا من الميتم قمت بشراء كل لوازم الرضيع المسمى عثمان وحاجياته الضرورية، من ملابس و زجاجات الحليب وحليب الرضع، ولم أنسى الحفاضات بالتأكيد.

سار كل شيء على أحسن مايرام، واليوم ها نحن ذا قد أصبحنا ثلاث في شقتنا هذه. أنا سعيد جدًا رغم أن خطوتنا هذه لم تلقى الترحيب من معظم أقاربنا، لا أعلم لما كانوا يتخوفون حيال الأمر ولكني ومنى لم نعر كلامهم ذاك أي اهتمام يذكر، خاصةً أنا.

جهزت زجاجة حليب لعثمان وأطعمته قبل أن يخلد للنّوم، وبما أنه مايزال في شهوره الأولى فقد أقنعت منى بأن ينام في غرفتنا لفترة من الزمن، وهكذا سيكون قريبًا منا أكثر وسيسهُل علينا الإهتمام به في الليل في حال هو استيقظ.

كنت أهز المهد حيث ينام عثمان وأبتسم بخفة من ظرافته، غارق في النوم بشفتين منفرجتين وخدوده الموردة، شعره البني الناعم وأنفه الصغير جدًا كحبة الكرز. أمّا عن منى فقد كانت تمسك بجهازها اللوحي حيث تستلقي على السرير، ترمقني من أنٍ لأن تحت نظارتيها الطبية.

سألتني بنبرة نعسة وهي تضع جهازها على المنضدة بجانب السرير:

_ألن تنام الأن أم ماذا؟ الرضيع قد نام وعليك النوم أيضًا حتى تستطيع الإستيقاظ في حال استيقظ هو لاحقًا.

وافقتها في كلامها بإيماءة من رأسي، تقدمت نحو السرير وأنا أشعر بالنوم و كأنني لم أنم لأيام. سأنام الليلة بسلام بعد تحقق أول جزء من خطتي..أجل سأنام بعمق، ذلك ما اعتقدته حينها...

***

_خالد ! ستصبح أبًا! أنا حامل بطفلنا!

هذا ماقالته منى وهي تحدق بي بسعادة غامرة، أخذتها في حضني وأنا غير مصدق لما سمعته، هل سأصبح أبًا فعلًا الأن؟ فجأة سمعت صوت بكاء طفلٍ بالأرجاء، تبعه اختفاء منى من أمامي، لكن بكاء الطفل مازال يصل لمسامعي حتى الأن، وكذلك صياح منى بي:

_خالد أفق الطفل يبكي، ألا تسمع صياحه؟

متجاهلًا تلك الأصوات الخارجية ابتسمت بيني وبين نفسي وأنا أعايش حلمي ذلك، كان أمامي طفل يحبو وهو يبتسم لي ابتسامة بريئة، حاولت تقليده والنزول لمستواه حتى أحبو أنا أيضًا معه. اتخذت وضعيته ولم أكد أتحرك إنشًا واحدًا حتى كنت قد شعرت بركلة لا أدري من أين أتت دفعت بي للسقوط خارج السرير!!

شهقت بقوة وأنا أحاول فتح عيناي، مشدوه وغير مستوعب بعد لما يحدث هنا. كانت منى تغلق أذناها بكلتا يديها وهي في مكانها على السرير والطفل يبكي بأعلى صوته، لحظات هي حتى عادت ذاكرتي للعمل لأتيقن أن الطفل بالفعل موجود في الغرفة وفي بيتي.

نهضت عن الأرض متجهًا نحوه بسرعة، حملته بين يدي لأحدق بمنى التي قالت منبهة لي:

_حفاضته تبدو ممتلئة عن أخرها ويجب تغييرها، ثم يجب إطعامه ليعود للنوم ببساطة حبيبي.

أريد طفلًا ! (نوفيلا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن