وَصفة الحُب السِحرية - الجُزء #٢
**الموقِع:- الطَابِق الثالِث - صَف الدِفاع ضد السِحر الأسود.
"مرحبًا بِكُم!"إبتـدأ الأُستاذ الحَديث مُبتسِمًا، ثِغره كان متسِع..خصيلاتِه مُتدلية على جبينه المسحوب، وبرَغم تِلك النَدبة التي سطَعت بطول وجهه، إلَا وأنها لم تمحُ مسحة الوسامِة به.
"دَرس اليوم ممتِعًا للغاية بالحَقيقة، فاليَوم سنتعَلم كيف نقوم بتعويذة الباترونَس."
إنتَبه الكُل إليه والحَماس ينبُض بأعيُنهم؛ لِتظهر نظرة الرِضى بعيناه ويُخرج عصاه السِحرية مهيئًا وتابـع :"تعويذة الباترونَس تُعدّ من أكثر التعويذات تعقيدًا، لأنها تعتمِد على ذِكرى سعيدة، وقوية حتى يتمَكن مؤديها من إخراج حيوان الباترونَس الخاص بِه."
"أُراهِن بأن حيوانَ هايدن ستكون قُنفذًا أحمقًا."تَمتم أحد طُلاب سليذرين بصوتٍ مسموعٍ؛ لتبرُز قهقهةً قوية فيما بينهُم، وتنكمِش هى في مكانها بأنزعاجٍ.
"حسنٌ، سوف نبـدأ الآن بنُطق التعويذة.."أكمل المُعلِم محمِسًا، ووقَف بتهيئٍ مُشيرًا بعصاه إلى الفضاء، قبل أن يقول بصوتٍ قويٍ.."أكسبِكتو باترونام."
خرَج خيطًا رفيعًا باهتًا من طرَف عصاه راسِمًا ضوءً لطيفًا في الهَواءِ وشكَل عبره صورةً لذئـبٍ يعويٰ بلَا صوتٍ، نظَر إليه الجَميع بأنبهارٍ..قبل أن يبدأ يتفتت في الهواء مُختفيًا.
"يحتاج الآمر إلى المُمارسة، والتمسُك بذكرى سعيدة شديدة القوىٰ، وحينها يُمكِنكم إستكشاف الباترونَس خاصتكُم، مَن يودّ البـدأ؟"
رفَع أحد طُلاب جريفندور يـده؛ لينظُر إليه المُعلم ويبتسِم وهو يُشير إلين بالتقدُم؛ فتقدم الفَتى بوجهٍ خجولٍ وعصاه تمتدُ في الهواء، فأشار إليه الأخير مُشجِعًا.
"كما أخبرتُك، نيڤيل، ركِز وأنطُق بوضوح..أكسبِكتو باترونام."
تحمحم-نيڤيل-ولَوح بيده في الآفاق وهو يستحضِر نفسه بصعوبةٍ، وهتف بالتعويـذة عاليًا؛ فلَم يخرج سوى خيطًا بخاريًا في الهواء، سريعًا ما تلآشى.
"لا بأس، هِى لن تأتِ بالمَرة الأولى."واساه المُعلِم، ونيڤيل يعود إلى الخَلف متفاديًا تنمُرات طلَاب سليذرين اللاذِعة.
"لـمَ لا يتقدم أحدًا من سليذرين؟"إبتسم المُعلِم بجانبية، وهو يرى أحتيارهُم وهم يتبادلُون النظرات ويُخيرون بعضهُم بأيهم سيتقَدم؛ حتى فصَل الجِدال لـوي، وهو يتقدم بخطىٍ واثقة وإبتسامةً واسعة.
"لوي، أحسَنت."علَق المُعلِم، وهو يراه يُخرج عصاه من طيات رِداءه.
"ركِز بذكرى سعيدة للغَاية، هل أنت مُستعِد؟""لطالَما كنتُ مستعِد."أجابه لوي بغرورٍ، قبل أن يُلقي بنظرةٍ جانبية نحو سـام التي راقَبت الوضع بشردٍ..ونطَق بالتعويذة بصوتٍ واضحٍ؛ فقط ليتشكَل بخارًا ضبابيًا على هيئة طاووسًا، لم يبقَ كثيرًا حتى إختفى.