نقطة اللاعودة ...ضعف و حنين

27 2 0
                                    

في ليلة جميلة هادئة...كنت قد التقيتك... و في ليلة واحدة... احببتك... لست بذلك الجمال الباهر الذي لطالما وددته.. و لست طويلا و لا جميل العقل ،متفتح الفكر كما حلمتك.. لكنني لم ادرك ما الشيء الملعون الذي جعلك تبدو مختلفا في نظري... قريبا الي روحي ... تطورت علاقتنا... و تطورت ملامساتنا... و كثرت قبلاتنا... و كثرت معها خطايانا ...كلما اطلنا الغرام... كلما غصنا في الرذيلة... تخوفت من نفسي... من رغبتي الشديدة بك... و الذي اخافني اكثر كان قلبي... خافقي الذي يخفق بسرعة خيالية و انا في رفقتك... اختبرت مشاعر لم اقراها سوي في الروايات التي ادمنتها قبلك... مشاعر لم ادرك انها تنبثق في واقع حي ...بل في واقعي انا... كنت كتلك الشعلة الملتهبة.. تنخر عظامي حتى النخاع... كنت كالكفر الحلو اللذيذ... كل ما اذنبت معك اكثر... كلما تملكتني النشوة... لكنني نجحت في كبتها... نجحت في تمثيل دور الباردة جنسيا... رغم انني كنت اشتعل نارا وامضة... اشعلتها لمساتك المدروسة في داخلي... رغم ان جل ما قمنا به كانت قبلات و احضان بريئة ...لم تكن بالسوء الذي جعلتني أقلق حوله... كنت ضائعة بين ربي و ديني... و بين نفسي و كرامتي ..و انت... اعترف ان الخوف اكل عقلي... و الضمير اشعل خاطري... و الذنب تاكل قلبي... فهربت.. اجل هربت منك... من بين براثنك... رغم انني كنت احبك.. لكنني كنت احب الهي و نفسي اكثر... تحكمك المبالغ... و نزواتك التي لا تنتهي... خشيت ان افقد نفسي... دون ان اشعر... كنت كما الخطيئة و ما الذها من خطيئة... لكنني لم استطيع مساعدة نفسي لفترة طويلة... تمكنت سريعا من جمع شتات نفسي... و اخذت المبادرة في الابتعاد عنك... و فعلت... لن اقول انني نادمة... لانني لست كذلك حقيقة... بل فخورة بنفسي كوني استطعت ترشيح عقلي لاتخاذ السبيل بدلا عن قلب محب اعمي .. لكنني احيانا اتعب من القوة و تجاهل مشاعري... التي بدات تزول علي اية حال... يتذكرني الحنين من آونة لاخري...فاعود لمشاهدة صورك و ربما سماع صوتك...  فاكاد ابعث لك رسالة.. تحت مسمي لحظة ضعف انزلقت من  قوتي في غفلة غير مقصودة... لكن اصابع ترفض الانصياغ لقلب بليد... فاعود لتذكر لحظاتنا الجميلة ... تلك التي ربما جمعتنا يوما... و ابتسم... ابتسم رغم قساوتك معي ان ذاك... ابتسم رغم عيوبك و تناقضاتك الكثيرة .. رغم كذبك و سذاجتي... رغم كل الدموع التي ذرفتها  قاتمة في رفقتك... رغم كل اللحظات التي جعلتني في حالة انهيار عصبي تام و بكاء هستيري كطفل صغير فقد والديه... ابتسم علي كل انكسار انكسرته بسببك... كل الالم الذي اغتالني في قربك.. كل الحب الذي شعرته في حضنك... و لرائحتك التي عشقتها منذ البداية... و لصوتك الرنان الذي غرقت هياما به... و للمسة يدك التي تاسر روحي في قفص عائم لا مجال له في النجاة... كنت كنقطة بداية تفتقر للنهاية...كنقطة اللاعودة... كنت خطيئتي التي احببتها بكل تفاصيلها.. و التي واصلت اقترافها رغم عوصها و ثقلها... كنت كذنب جميل احببت ارتكابه مرارا وتكرارا..

بعثرة الكلمات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن