إلى هذه اللحظة كل شيء جميل

130 19 17
                                    

☆ البداية ☆


سأروي لكم قصتي، بتفاصيلها المهمة وكيف كنت وماذا أصبحت..
أعرفكم على نفسي أولاً، إسمي مـــاريا طبيبة نفسية وعمري ٣٦ ربيعاً، كنت أعيش مع أختي الكبرى لوريــن التي كانت كــوالدتي بل كانت كالعائلة بالنسبة لي..
ذات يوم، إختفت أختي عن الوجود كلياً! إلى أين ذهبت لا أعرف؟
تركت لي رسالة لأنها ستكون بخير، رغم أنني حزنت بادئ الأمر..
إلا أنني حاولت أن أكون سعيدة، على الأقل هي بخير وهذا مايهمني..
غياب أختي عني كان أمر مختلف، لأنها كانت تعطي لحياتي معنى آخر! لكن بنفس الوقت كان هنالك من يشاركني حياتي بأدق تفاصيلها،
الحلوة والمرة، الحزينة قبل السعيدة، يشاركني فرحتي وبكائي..
مريضي في السابق ثم صديقي ثم حبيبي وزوجي حاليــاً بيتـــر..

يوماً ما فتحت عيني بملل لأجد الساعة أمامي، فظليت أحدق بها بضعة دقائق لأنني إستيقظت قبل أن يشتغل المنبه! إنها الــ ٨ إلا ٥ دقائق صباحاً، أغلقت المنبه كي لا يسبب فوضى بالبيت..
ثم فعلت ما أفعله يومياً، ألتفت يميناً فأجده يغط بنوم عميق!
أستيقظ بعجلة، فأغسل وجهي وأبدل ثيابي إستعداد للعمل، ثم أذهب لأقبله على جبينه كي يكون يومي سعيد..
تقبيل بيتـــر قبل ذهابي للعمل إحدى طقوسي المهمة والتي ولا يمكنني التخلي عنها، فأنا أستمد قوتي من بقاءه معي ووجوده بجانبي..
مازلت أحبه كما أحببته أول مرة!
سأعترف، بالبداية كنت لا أحب رؤيته!
يعني عندما كان يأتي إلى المستشفى للعلاج وماشابه، كنت أنزعج من وجوده!
كان يعاني من أمراض نفسية، وكان مدمناً بشكل كبير على الكحول..
زميلتي في العمل جينيفـــر كانت تهرب إذا أتى على الأغلب إنها تتجنب المرضى إذا كانوا ذكوراً هذا ما إعتقدته! فأضطر أنا بصفتي (دكتورة) أن أستمع له وأقوم بتوجيهه ونصحه وماشابه!

مع مرور الأيام، فهمت شخصيته وأحببته! حتى إنني عشقته!
إنه يشبهني على الرغم من إختلافنا! نحن نكمل بعضنا البعض..
رجل عاقل، كان يستجيب للعلاج بشكل رائع!
أصبحنا أصدقاء فجأة! على الأغلب صداقتنا لم تكن صدفة..
كلانا كنا لا نرغب بمفارقة بعض، فإختلقنا أمر الصداقة!
ولأن مشاعرنا كانت صادقة، لم تدوم صداقتنا طويلاً فأصبحنا حبيبين..
كان بقربي وقت ضعفي، في اليوم الذي تركتني به أختي لم يبتعد عن ولا لحظة!
إنه رجل، شهم وقوي! إنه بطلي الخارق، أحبه جداً..
بعد أن تعالج بشكل نهائي من الإدمان، عاد لعمله الذي تركه منذ سنوات..
عاد مدرب رياضياً، يتبع نظام غذائي صحي ولا يشرب كثيراً كما قبل!
هنالك عدة أمور جعلتني أحبه! جمال روحه وطيبة قلبه، رجولته وشهامته، صوته الخشن ولحيته الجميلة، مفتول العضلات، وسيم بعض الشيء، وجوده له هيبة وغيابه يتضح على الفور..
تزوجنا قبل شهر ونصف بعد أن كنا على علاقة لمدة ثلاث سنوات.

وأنا في طريقي للعيادة، بالمناسبة؛ لقد فتحت عيادة خاصة بي قبل سنة تشاركني بها صديقتي جينيفـــر، كما تعرفون في السابق كنا نعمل بمستشفى كبيرة..
في الحقيقة هي من إقترح هذه الفكرة، وأيدني بها وكان داعم لي بيتـــر ..

الــ ٨:٣٠ ، في المكتب..
أجلس على الكرسي خاصتي أحتسي كوب القهوة وأنا أضيع وقتي في قراءة الأخبار المملة كي لا أنتظر المرضى وكأنني مهووسة بهم!
لا جديد، أخبار سياسية، فضائح المشاهير، أخبار البورصة، عاطلين يبحثون عن عمل.. و، و، و، إلخ...
حاولت أن أخرج مبكراً اليوم، فاليوم مهم بالنسبة لعائلة بيتـــر!
لدينا زيارة للكنيسة، العمة نيكـــول تفعل هذا سنوياً وهذا شيء مهم ولا يمكن لأي أحد يعيش في ذلك المنزل أن يترك هذه العادة!
حتى الخادمة كارمـــن و جيـــادا زوجة تياغـــو مجبورتان على الحضور..
مع أن إحداهما يهودية والأخرى تعبد الكواكب!
وأنا كوني فرداً من العائلة يجب أن أذهب معهم على الرغم أنني ليست متشددة بهذه الأمور!

آرائكم بالبداية؟

هل تستحــق؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن