اختاه موتي

147 12 4
                                    

اعتدت في كل يوم استمع لكلام والدي عن مكانة المرأة في بيتها، وأن مصيرها الحتمي هو الزواج، فلم التعليم؟!

لذا كنت على خلاف دائم معه، وفي كل مرة أراد تزويجي كانت جدتي تقف له بالمرصاد وتمنعه، حتى درست الطب، حينها رحلت جدتي عن الدنيا. حاول والدي تزويجي لكن في هذه المراة كان لإخوتي التسعه دور مهم في ثنيه عن قراره.

كان دائما ما يردد المرأة عورة لا يحق لها إظهار مفاتنها أمام الغرباء، ولا أن تجادل الرجل لانها ناقصة عقل ودين، كما إن الرجال قوامون على النساء، ولا يحق لها الخروج من منزلها كي لا تثير فتنة الرجال ويحدث ما لا يحمد عقباه و...

في كل مرة اعالج فيها الحالات المرضية التي تجلب الى المشفى اسأل نفسي ماذا سيكون مصيري لو لم تكن جدتي على قيد الحياة؟

انتحار طفلة بعمر العشر سنوات لانها لم تحتمل العيش مع زوجها!
تعنيف اخرى بعمر الثالثة عشرة لأنها لم تعطِ زوجها حقوقه الزوجية!

وآخرها كان قبل ساعتين، أجريتٌ عملية استئصال الرحم لطفلة عمرها تسع سنوات والمفاجأة أنها ابنة أحد رجال الدين الذين لطالما دعوا ألى الزواج المبكر للبنات لأجل الستر!

أكملت العملية الجراحية الخاصة بإبنة الشيخ، عدلت حجابي وغسلت يدي ووجهي، لأخرج من صالة العمليات أراه متكئاً على الحائط، وفور رؤيته لي أدار ظهره وبدأ بتحريك سبحته الكهرمانية ويردد كلاما يستغفر فيه ربه!

فضفضةWhere stories live. Discover now