;;;;;;;;;;;;;;"""""""""""";;;;;;;;;;;;;;;;
عبدالله رجل عادي جدا من ناحية الشكل ولكنه من ناحية المضمون فهو مختلف تماما
عن بقية الرجال فعندما يسأله أحد((لماذا لاتتزوج صرت كبيرا في السن وقد لاتقبل فتاة بك....يجيب بكل هدوء وحرص: لاأحتاج ﻷمرأة أخرى في حياتي بوجود نبع الحنان أمي.....ثم إنه مجرد وجع رأس ومسؤولية لاداعي ﻷضافتها لحياتي قد تلهيني عن سعادتي وهي أمي طبعا))كل شئ في حياة عبدالله يدور حول أمه وحتى معظم كلامه يكون عنها......كانا يجلسان أمام التلفاز في مساء أحد الأيام وقد كان عبدالله يضع رأسه في حجر أمه
ويتأمل وجهها بينما هي ماتزال عيناها مسلطة على شاشة التلفاز.....رفع كفه نحو خدها وهمس لها لتبادله هي النظرات فيقول:::::لاأدري كيف سأعيش بدونك؟!أبتسمت له مجيبه&إذا تزوج ياعبدالله لتكون سعيدا بعدي فلطالما أردت رؤية أبناءك قبل أن توافيني المنيه ويقبض الله روحي ويأخذ أمانته&
تغيرت ملامحه ليعتدل بجلسته ويقول بنبرة يشوبها الحزن والألم الشديدين::::لاتقولي هذا أتوسل إليك فأنا لاأستطيع العيش من بعدك صدقيني لاتوجد إمرأة في العالم بأسره تستطيع تعويضي عنك::::
أمسكت رأسه بيديها الدافئتين وقالت&إذا كنت تحبني لهذه الدرجة فأنا لن أرحل ﻷي مكان بعد موتي بل سأضل راسخه في ذاكرتك للأبد، الحياة لن تتوقف بعدي&
كلماتها تلك لم تزده سوى على ألم وحزنا فوق حزن ليشعر حينها بأن جسده قد أصابه الشلل ولم يعد قادرا على الحراك
في اليوم التالي والذي كان يوم إجازة وأعني بهذا يوم السبت طبعا ذهب عبدالله مرافقا
لوالدته للمشفى من أجل الفحص الأسبوعي
ليرى الطبيب مدى تقدم مرض السرطان في
جسدها......المشكله في الأمر أن الطبيب نفسه قد فقد الأمل ولم تعد لديه أي ثقه بالعلاج فكيف بالمريضة نفسها؟؟؟؟!!!!----أعتذر منكم أشد الإعتذار لكوني لاأستطيع فعل شئ ولكن السرطان ينتقل ويتطور بسرعة فائقة لذا لاأظن أنه بقي لك الكثير من الوقت لتعيشيه سيدتي----
تلك الكلمات أنطلقت كالسهام الحاده لتنطلق من فم الطبيب ولتغرس بقسوة في قلب عبدالله الذي لم يعد يستطيع التحمل أكثر{{عبدالله}}
كنت في المدرسة وفي الصف تحديدا أتشاجر مع هؤلاء الفتية كلعادة وعلى الرغم من عودتي مرهقا ومتعبا جدا إلاأنني دائما ماأشعر بنشاط غريب لمجرد رؤيتي لوجهها الحنون الجميل الذي يبدو متعبا أكثر فأكثر يوما بعد يوم وبحكم كوننا في مجرد قرية لذا لاتوجد أدويه جيدة لعلاج أمي وفوق هذا وذاك لاأستطيع أخذها للمدينه ليس وكأني لاأستطيع ماديا فكل شئ رخيص من أجلها ولكن هي من ترفض الذهاب لترد علي دائما بنفس الجواب &دعني كما انا لاأريد الذهاب ﻷي مكان غريب فأنا أخاف لو أموت هناك لذا أريد الموت في بيتي وتحديدا في الغرفة التي جمعتني به..........
تذكرت والدي لبرهه فهو لم يكن بذلك الرجل الغريب بل على العكس عاش عاديا ومات كذلك فقد كان مجرد مزارع بسيط وأمي أي لايجيد القرأة ولاالكتابة كأمي تماما ولكنه كان يحفظ القرآن الكريم كاملا
وهو من علمني إياه......هو أيضا من طلب مني أن أكون معلما فهي أعظم مهنه في هذا الكون، ﻷفيد الجيل القادم ليكون ذا فائدة كبيرة للقرية وللبلد بأكملها....أمي تعلم جيدا مقدار حبي للتدريس وهي دوما تعطيني من النصائح الرائعة لتعامل أفضل مع الطلاب وهو تماما ماكانت تفعله معي وماربتني عليه...........كنت برفقتها كعادتنا نتجول في شوارع وأزقة القرية وإذا بي أرى ملامح حبيبتي تتبدل وفجأة وقعت أرضا مني شعرت حينها بقلبي يقتلع من مكانه ﻷحملها سريعا وأضعها في السيارة لأنطلق بعدها مسرعا نحو المشفى ودموعي تأبى التوقف عن الإنهمار....ﻷدعوا الله بهستيريه أن يحفظ أمي لي وأن لايأخذها الموت بعيدا عني فأنا قطعا لن أكون على مايرام أبدا دونها....
فهي الهواء الذي أتنفسه فكيف سأعيش لو انقطع عني عندها حتما سأصاب بالجنون♡♡♡
----------------------------------------
أنتهى الفصل أتمنى أن يكون جيدا
أراكم في الفصل القادم....سلام