أمي

85 8 16
                                    

;;;;;;;;;;;;"""""""""""""";;;;;;;;;;;;;;

{{عبدالله}}

خرج الطبيب من غرفتها وعلى وجهه نفس الملامح المعتادة، دخلت أنا ورأيتها مثل الأميرات لابل أجمل فكل جميلات العالم لو اجتمعن لن يصلن أبدا لمستوى جمالها فأمي لايمكن أن يشبهها أحد، كانت تغمض عينيها وعندما سمعت صوت باب الغرفة يفتح فتحت عينيها ونظرت نحوي ثم ابتسمت، لا أدري لماذا ولكنني حينها تذكرت أبيات شعر كنت قد قرأتها سابقا وفجأة وجدت نفسي أحفظها فهممت بقولها دون شعور::::

~~واللي خلق سبع وخلقنا من الطين~~
~~إني أعيش العمر مكسب رضاها~~

~~تجلس وسط قلبي ومسكنها العين~~
~~أم الحنان... (أمي)...عساني فداها~~

سحبت كرسيا ووضعته قرب سريرها وجلست ﻷمسك بكفها الذي بدى ضعيفا جدا ونحيلا
مقارنة بماكان عليه في الماضي...يدي قاما بتغطية كفها بالكامل أبتسمت لها قائلا::::
كيف حال جميلتي؟

ضحكت بخفه على الرغم من ألمها&جميلتك
بخير[سكتت لبرهه ثم أردفت]هي تعتذر ﻷقلاقك عليها&

أسرعت باحتضانها وانهرت باكيا صرت ضعيفا في الآونه الأخيرة لدرجة بكاءي المستمر أمامها وكأن المزيد من الألم هو ماينقصها....ولكن لاتلوموني أرجوكم فهذا أمر لم أعد أحتمل المزيد.....

خرجنا من المشفى في صباح اليوم التالي
كنت ممسكا بيدها بقوة خوفا من أن أفقدها
،وصلنا للبيت لتفاجئني كعادتها وهي تتجه للمطبخ&ماذا يحب أميري أن يتناول على الفطور؟

دنوت منها بخطى سريعه ووقفت أمامها ﻷقول بقلق::::أنتي لستي على مايرام بعد لتدخلي للمطبخ ثم أنك خرجت لتوك من المشفى لذا......:::::::

قاطعتني بوضعها ﻷصبعها السبابة على فمي لتقول&أششش كل شئ تحت السيطرة&

رددت عليها سريعا:::كل شئ تحت السيطرة عداي أنا لاأستطيع إيقاف نفسي عن منعك لذا أرجوك أمي لاتفعلي شيئا ودعينا نشتري
من الخارج اليوم:::::

&لقد تاخرت على دوامك ولاوقت للذهاب ﻷي مكان لذا سأصنع شيئا خفيفا على الأقل
لن يؤخرك عن دوامك حبيبي&

قالت كلماتها تلك والأبتسامه لم تفارق ثغرها الجميل ، آآآآه ياأمي ليتني أموت مئة مرة فداك.....كم يقتلني حزنك
فكرت مليا وأخبرتها بقراري الذي قررته منذ ليلة البارحة::::أمي أنا اليوم لن....::::::

وهاهي تقاطعني مجددا لتقول&أنا بخير صدقني أذهب للدوام ولاتبالي ستتأخر على هذه الحال وكما تعلم أنا لن أفرط أبدا بجولتي اليومية مع أميري&
بعد غمزة مرحه ولتني ظهرها متجة نحو المطبخ بعناد......شعرت وكأنها ستختفي من أمامي ولن أراها مجددا ركضت نحوها ﻷحتضنها من الخلف....أمسكت هي بدورها بذراعاي الذان كانا يحاوطان بجسدها الهزيل من كل جانب لتحني رأسها لتقبلهما بحب

زاد ألحاحها علي يوما بعد يوم بموضوع الزواج والذي بات مجرد التفكير فيه يسبب لي شعورا مزعجا جدا أما هي ففي كل مرة تمدح فيها فتاة ما لتتطلب مني خطبتها
، في الآونه الآخيرة لم تتحدث عن أي شئ عدا هذا الموضوع....كنت أنظر للأمر بعدم اهتمام كي لاتعيدها فقد صار الأمر يؤرقني ولايدعني أرتاح.....في هذه اللحظة كلانا كان ينظر للأفق البعيد وسارح بخيالة متسائلا عن المستقبل المظلم الذي سيأتي

أنهارت مجددا قبل شهر تقريبا من الآن وهي حاليا في المشفى وستبقى حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا....تلك كانت كلمات الطبيب التي ماتزال ترن ويرجع صداها لزوايا قلبي الفارغ فهل النهاية قريبة حقا؟؟!! لاأريد تصديق هذا أعلم بأنه القدر ولكن........
تاهت الكلمات مني فعلا شعور الضعف والعجز بات يتكرر ويزورني يوميا ليغلغل في داخلي
لماذا أنا ضعيف لهذه الدرجة؟، كنت جالسا بقربها كعادتي أتأمل ملامحها وأتخيل كونها ميته بالفعل لتنهمر دموعي مجددا ، أستفاقت من نومها لتنظر نحوي لتقول&اه
هاأنت ذا تبكي مجددا.....آسفه عبدالله ﻷنني أبكيك يوميا وأجعلك تتألم انا حقا آسفه عبودي♡&

أرتفعت شهقاتي عاليا لأتحدث بعدها بالكاد
محاولا صنع ابتسامه::::لاتنادني عبودي:::

في الماضي وعندما كنت في سنتي الآخيرة في الثانوية صرت أكره مناداة والداي لي بعبودي وبت أكره دلالهما المبالغ فيه لي
وكنت أصرخ دوما...لاتناديانني بعبودي....
طالب في الثانوية ووالداه يناديانه بعبودي
شعرت بأني مختلف عن بقية الصبيه الذين هم مثلي.......كان لهما الفضل الكبير بعد الله في ذهابي للجامعة في العاصمة...وعند عودتي بعدة أيام توفي والدي بعدها بفترة حصل ﻷمي ماحصل ومايزال يحصل للآن لتبدأ معاناتي....أكثر شئ كنت متأسفا بشأنه هو أن والدي مات قبل أن يشاهدني وأنا معلم كما كان يحلم مات وأنا مازلت عبودي المدلل في قلبه.....قطعت أمي وعدا على نفسها أمامي أن لاتناديني بعبودي أبدا فأنا صرت عبدالله المعلم الذي لطالما حلما برؤيته

ضحكت بصعوبة بالغة أمامها لتفاجئني مجددا بطلبها العودة للبيت فقد أشتاقت له كثيرا وقد ملت الإقامه هنا في هذا المكان العفن أخبرنا الطبيب والذي بدوره وافق ولكن بصعوبة.....وياليتني لم أفعل ياليتني
لم أوافقها في قرارها، كنت أظن أن هذا سيجعلها تتحسن وتعود كالسابق سعيدة وتضحك ولكن شآءت الأقدار غير ذلك ليكون منزلنا مكان النهاية.........

















--------------------------------------

رأيكم....أراكم في الفصل القادم والأخير
سلام....

حلوة اللبن (أمي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن