يُحكى أن مستشاراً لأمير بخاري 'صدر چهان' تم اتهامه وفر هارباً بحياته، لكن عشقه أعاده راكعاً، يطلب العفو أو الموت الجميل بيد معشوقه.
يقول:
«أقتلوني اقتلوني ياثقات... إن في موتي حياة في حياة
يامنير الخد ياروح التقى... اجتذب روحي وجد لي باللقا
لي حبيب حبه يشوي الحشى... لو يشا يمشي على خدي مشا»1العاشق المسكين أنهكه العشق، وأحرقه الفراق عشر سنوات، حتى استوى وجُن، ولم يعد قادراً على البقاء بعيداً. تلك السكين التي أخذ الأمير يشحذها طيلة هذه السنوات، بدت له حينها أكثر قداسة من عمره الذي لاذ به منها. كيف لا وهي سكين معشوقه، كيف لا وهي يد المحبوب تلك التي ستغرسها في صدره المُلْتاع.
عاد العاشق المجنون إلى بخاري، وأسقطته ريح أرضه التي افتقدها مغشياً عليه....بالله ماذا قد تفعل بذاك المسكين رؤية الحبيب؟!.
«...لقد هربتَ من البلاد بمائة حيلة، فهل جاء بك البلهُ إلى هنا أم الأجل؟!»2
يقول أهل المدينة ناصحين.
«انهض قبل أن يُكتشـَف أمرك...لا تمكث هنا...اهرب»3لكن العاشق مسلوب الإرادة، لا مبالياً، أجابهم قائلاً:
«إنني مستسق يجذبني الماء، مع علمي بأن الماء يقتلني.
ولا يوجد مصاب بالاستسقاء يهرب من الماء، ولو قتله مائة مرة وأفناه.....وإنني أغلي طوال الليل كالقدر، وطوال النهار أتشرب الدم كالرمال.
وإنني إن ندمت على شيء، فإنما ندمي على أنني دبرت وهربت من مراد غضبه.
فقل له: سق غضبك على روحي الثملة، إنه عيد الأضحى، والعاشق أضحيته... »4ذاك العاشق الذي سقط مغشياً عليه حين عاد لوطنه، سقط حين لمح وجه محبوبه حتى ظنوه قد مات. لكن دموع معشوقه قد أعادته إلى الحياة من جديد...
-(1/2/3/4) اقتباسات من المثنوي/ الجزء الثالث| للشيخ جلال الدين الرومي.
ملحوظة 1: يحكى أن جلال الدين كان متيماً في هوى صاحبه شمس الدين التبريزي.
ملحوظة 2: لا تؤخذ كلمات الرومي بظاهرها.
أنت تقرأ
أرضٌ الـإله
Sonstigesجميعٌنا مجهولون في درب الصٌدف. .رسائل إلى نفسي لعلها تهتدي إلى واقع الأمور تنويه: الكتاب بما فيه من أفكار لايعني أحداً سواي. لذا فضلاً، إذا شعرت بالسوء/ الإهانة/ التقزز/ الإستياء. لا تخبرني بذلك...فقط أخرج من الكتاب ببساطة، واحظرني في طريقك. وشكراً.