كانت تسير في طريقها المعتاد بمزاجها الصباحي العكر المعتاد تستمع لموسيقاها المعتادة وتنظر نحو المباني التي اعتادت النظر نحوها كل صباح اعتيادي لعين!!!!
كل شيء في حياتها أصبح معتاد،
لا جديد ....حياتها تفتقد الألوان والبهجة ،أصبحت جامدة متكررة باهتة.
بلفظ آخر أصبحت حياة اعتيادية!
رفعت عينيها نحو السماء الرمادية علها تجد هناك خلاص ما ،'شخص ما رجاءا حرر قيودي؛ أنا أختنق'
ولكن لا رد غير السحب التي قررت أن تتحرك فجأة لتقوم أشعة الشمس باختراقها بقوة و حدة مؤذية لعيون المسكينة التي لم تطلب سوى المساعدة!!!!
ولكن أشعة الشمس لم ترحم حدقتيها المرهقتين أرقًا ،
لم تشفق علي روحها النازفة ،
لم تعطف علي قلبها الوحيد.تراجعت للخلف تحاول الابتعاد قدر الإمكان، تحاول الهروب حتي لكن الشمس كانت تلاحقها وكأنها تصر علي صهر ما تبقي من قلبها وحرق ما بقي من روحها!
تراجعت للخلف....
تراجعت ولكن وكأن الشمس أقسمت علي امتلاك عينيها!!!
هي تهرب وتتراجع ولكن عينيها تأبي أن تبتعد عن الشمس القاسية.
وبينما هي في معركتها الخاصة تحاول إنقاذ ما تبقي هناك من روحها لم تدرك إنها بالفعل أصبحت في منتصف مسار السيارات الغاضبة التي تطلق أبواقها كوحوش كاسرة حانقة....
"هل فقدتي عقلك بحق السماء؟!!!"
صرخ بها وهو يهزها من كتفيها بعنف.هي لا تعي ما يحدث هنا ...
هي لم تدرك حتي إنها كانت في خطر محدق وأنه هو لتوه خاطر بحياته ليصل لها ويوصلها للأمان.
كل ما كانت تدركه أن زميلها في الدراسة والذي تكرهه بقدر كرهها لأشعة الشمس كان يصرخ في وجهها ببعض الكلمات التي عجز دماغها عن ترجمتها أو استيعابها بينما كامل جسده كان يرتعش !!! ، وها هو الآن يجرها خلفه مثل طفلة صغيرة مُعاقبة.
"هل يمكنك ترك يدي الآن؟!"
سألت بهدوء ولكنها تعلم أنه سمعها وجيدًا أيضا ولكن يبدو أنه قرر تجاهلها..."أترك يدي الآن!!!"
صرخت بحدة وهي تحاول تخليص كفها من بين قبضتيه بقوةليلتف نحوها بعيون تقسم إنها رأت إشتعال حدقتيها قبل أن يصرخ بها هو
"لما حتي تعودي وتلقي بنفسك في طريق آخر أو ربما من جسر ما !!!"
أنت تقرأ
حتى نلتقي،مجددًا
Short Storyفي يوم إحمرار القمر والشمس،وكان القمر بعيدًا. أنتِ وأنا لم يعد يمكننا أن نكون معًا؛ بعد ليالي لا نهاية لها وعدد لا يحصي من النجوم، حتي اليوم الذي نلتقي فيه مجددًا.