5 - كُن جيداً

1.6K 176 6
                                    

.........

الساعة السادِسة والنِصف صباحاً مِن يوم الإثنين ...

كان الوضع هادِئاً ككل صباح , أقِف مُتكاسِلاً بعد أن أستيقظت لأمسح على عيني, ومن ثم أغطي فمي أثر تثاؤبي ..

من العادة أستيقِظ دون تنبيهات أو أي شيء , فروتيني اليومي الذي أعتدت عليه مِنذ سنتين قد حُفِرت عاداته في مبادئي ...

هذا رُبما قد يكُن ممل, لكنه مُريح بالنسبة لي, نعم أرغب بتغييره في السنه المُقبِله كما تحدثتُ سابِقاً,

يرن هاتفي مُعلِناً وصول رِسالة, ٲتجاهَلُها لٲذهَب ٳلۑ تجاه المِرحاض,

لكِن مُواصلة الرنين يدُل علۑ تكثيف الرسائل , مما جعلني ٲلتقِط هاتِفي بِفَظول لٲتٲكد ما سر هذا, ٲهي رسائل ٲم ٳتصال وقد غَيرت نغمة هاتفي ولم ٲعلم بذلك !!! ,

هاهو الٲن يَحتَل كَف يدي والتنبيهات تَدُل ٲنها رسائل قادِمة مِن والِدي! ,

وكٲنه يرسِل كُل كلمة بِمُفرَدِها , وهذا ما فعِل, ماهذا إنه يُذَكِرَني بأعمال المُراهقين!

: أهلا بِك

: لا تنس

: أمر

: المَوعِد

: انا أثِق بِك

: كُن جيداً ...

ماهذا, وكأنه يُحدِث طفلاً لا ناضِج! , أوه بهذه اللحظة تأكَدتُ بأنني ما زِلت طِفلاً بِنَظَرِه, يجب أن أعيش بجوارة كي يعلم بأنني أصبحت لا أحتاج لهذا! !!

تُداعِب أطراف أناملي شعري المُتناثر حول ناصيتي , ومِن ثَم أرم بهاتفي على سريري وأتوجه للمرحاض . لن أرد إلا عِندما أخرُج .. , لرُبما برودة المياة ستكسر التشوش الذي يحاول أن يستحل دماغي ومبادئي ويجعلني أتصرف بِصبيانية ..





.....

- أهلاً بِك أنسة تشوي ...
صدح صوتي أمام المرآة لأقوم ببروڤة تجعلني أكثر رسمية, وأبدو قبيحاً أيضاً ...

- أوه سيهون إنك تتصرف بحماقة, لو يراك أحد مرضاك لن يعاودوا المواعيد أبداً , سيظنون بأنك مُختل ..

- ضميري العزيز إنني أريد أن أبدو قبيحاً كي لا تُعجب بي وتوقعني بفخها,

- إنها تواعِد أحَدَهُم, ألا تعتبر أن تفكيرك أحمق.

- لا هذا مُحال فأنا وسيم ... وربما تُعجب بي ..

- إنها تملك من عَبِث بقلبها ... كما هو حالك, فلو كانت جميلة هل ستُعجَب بِها,

-لا ....

- إذا لا داع للحماقة وكُن عاقِلاً وحَسب ...

أهز رأسي بِعُنف فتتطاير قطرات المياة مِن خُصلات شَعري المُبَلل , لأنفي بقية المُحادثة الغَبية .. لرُبما مِن الحماقة أن أفكر كذلك بالفِعل .. تشه ..

إن ملابسي اليوم جَميعها قد تم كيها وتنظيفها فالإختيار سيكون صعباً لتعدد الإختيارات , لأن إدارة هذه العمارة جيدة وهُناك مَن يُكلف بتنظِيف شِقَتي مُقابِل مَبلغ مالي نهاية الشهر,

أنظُر لساعت يدي وإذا هي الثامِنة

أذهب لأختار جِنز فاتِح, وكَنزة رمادية ذات نقوش بيضاء ...

أكمل إرتداء ملابسي,
وأذهب بسرعه لأرُش مِن عطري المُعتاد ما يكفي , نعم لم أغير ماركته ورائحته مُنذ سنتين! , كما أقول دائماً إن الروتين ممل لكنه مُريح ,

ومِن ثَم أخُذ مِحفَظَتي ومِفتاح سيارتي مِن الكُمادينو وأتوجه إلى الخارِج ,

أرتدي حذائي ذا الجِلد الأسود بِنظام وسرعة كبيرة نوعاً ما ,

كي أصِل إلى المشفى ففترة دوامي ستكون بالصباح في هذا اليوم رُغم دوامي بالأمس صباحاً , كي أذهب بالليل للموعد .. يالحماقة القدر , شاب في السابع والعشرون يُرغم على موعِد مُدبر مع فتاة لا يعرف سوى والدها وأخيها ! ,

أصبحتُ مُتَذَمِراً , مُتذمرا جداً للدرجة التي لم أعُد أطيق بِها نفسي مِن تَذَمُري

......يتبع .......

انا لا أعلم ❃I DON'T KNOW // OH.S مُكتَمِلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن