الحياة لا ترحم

فرح و وجع

و في ذلك اليوم رآها من وراء كومات الأوراق كانت تبكي فقد ذهب إليها و لم تستطع ساقيه التوقف فقد أحس أن السعادة و الابتسامة يجب أن ترتسما على و جه تلك الباكية وعندما إقترب منها لم ينبس بكلمت فقد رأى ورقته في يدها من شدة الفرح ضمها إلى صدره و هي لم تقم بأي فعل غير العبوس و سماع أنفسه المتألمت فقد أحست أن في داخله تكمن قصة وجع قد أخرجها في كلمتان " الحياة لا ترحم " سألته سآلا كانت تتمنى أن تسأله طوال سنتين "ما قصتهك أين يكمن وجع قلبك" لم يتكلم فقط عبر بأحرف من عينيه أنه كان ينتظر هذا السؤال من سنتين و من يجعله يخرج مافيه و لم ينتظر و لم يضع هذه الفرصة من يده وقال أنه يتيم الأبوان و ليس له إخوت فقط هو يحارب الزمان ليبقى على قيد الحياة ليس بمعنى أن ليس لديه ما يأكل فهو غني و لكن فقير الحنان لم يجد من يضمه إلى صدره و يقول له مابك و أنه اختار عنوان قصته التي كان سيكتبها عن حياته ولكنها ضاعت و لم يرد إعادة كتابتها و لكن ظل يبحث عنها لأنه أحس أنها ستجد له من سيعوضه و استمر الحديث و صارا كل يوم يتقابلا في نفس المكان و يبوح كل واحد فيهما للآخر بما يألمه فارتاح قلبهما من الأوجاع و أصبحت الإبتسامت أنيستهما و رفيقة طريق حبهما و تطورت العلاقة حتى أصبحت تيتما و أصبحا روحا واحدة و قلبا واحد يتألم نصف فيجد النصف الآخر يقغ بجانبه يجد من يفهمه يحس به و هذا ما يتمناه كل واحد منا و لكن لم تدم هذه الفرحة
ففي الآونة الأخيرة تذهب إلى المكان المعتاد لكنه لا يأتي لم تستطع التحمل و الآلام تزداد و مرة الأيام و لم يأتي قاومت البرد و المطر و الشمس والهواء و هي تنتضره حتى يأتي و يضع يده على كتفها و يقول لها" أتيت يا شمس سمائي أتيت يا مياه أرضي أتيت يا روح جسدي أتيت إليك كي إزيح عنك و عني هم الزمان و قهره أتيت إليك أنت و ليس غيرك يا شمعة أتتني في الضلام لتنير عتمت حياتي نعم أنت و ليس غيرك أحبك كما لم يحبك أحد أحبك يا زهرة ربيعي 💗 " تنتضر و تتمنى أن تسمع كلمة من فمه تريح بها ألم الفراق و حنين الأعماق و سمعت بموته بالمرض الخبيث "السرطان"لم تتحمل بعده عنها لم تتحمل فكرة عدم وجوده في حياتها كل دمعة تنزل من عينها من أجله تمسحها و تقول لن أسمح لأي شخص أو شيء أن يألمك ان كنت حيا أو مية مرت عليها يومان كأنهما قرنان لا تخرج من غرفتها لا تأكل لا تشرب و لا تتكلم كانت حالتها كأنها إنسان ميت و هو حي كانت أحيانا تقطع أنفسها و تقول ما دما لست بجانبي و لا تتنفس لن أتنفس و بعدها تستغفر و تدعوا له بالرحمة لا تكتمل جملة من فمها خالية من اسمه "...." وفي يوم و لم أنسى ذلك اليوم الذي دمرني و لم أعد على قيد الحياة بعده ذلك اليوم حين دخلت إلى غرفتها و وجدتها غارقة في دمائها سابحة في أعماق الموت آخذة روحي مع روحها واضعة بجانبها تلك الورقة و قد أضافت جملة لم و لن تمحى من ذاكرتي "الحياة لا ترحم و لكن هناك أمل" و ضلت هذه الفتاة عائشة على الأمل حتى قتلت نفسها فقط لأمل ملاقات حبيبها بعد موتها

الحياة غريبة تأخذ و تعطي تدمر و تبني وسيبق الأمل لأن الحياة تتكون من ألوان عدة و إن كنت لا تراها و لا ترى غير الأسود فتذكر دائما أن هناك أبيض في النصف الآخر
ويبقى الأمل👏🎶🎆