*White Christmas*

1.1K 74 29
                                    

.
.
.

لا تسير الحياة كما نتوقعها على الإطلاق، لا بد من المنعطفات واللقاءات غير المتوقعة، بضع من خيبات الأمل، الكثير من السقوط وضحكات مباغتة السعادة!

إنها ذلك اللغز العصي على الفهم، أحيانًا أتخيل الحياة كشقراء جميلة جالسة أمام كرة بلوريَّة، تارة تشاهدنا نصنع أغبياء من انفسنا وتارة تتدخل في اللحظة المناسبة لقلب كل الموازين، لجعلنا ندرك أمورًا لمْ نفهمها كما يجب رغم وضوحها الشديد.

كان يومًا من تلك الأيام التي نفهم ما حدث فيه بطريقة عكسيَّة...فقط بعد أن نعيشه بالكامل..
ندف الثلج يتساقط بغزارة من السماء، رائِحة الكعك المحلى وأشجار الصنوبر تتراقص وقد سكنت الحركة الصاخبة في الشارع تمامًا، جميع الحشود التي كانت تملأ المكان قبل قليل اتجهت نحو منازلها لتستمتع بعشاء العيد ورفقة الأحباء، أما أنا فكنت واقفًا امام سيارتي أطبع على الهاتف وعلى وجهي ابتسامة مشاغبة، فليس هنالك ما هو أكثر متعة من تعكير مزاج رفيقي العزيز ويل خصوصًا في ليلة عيد الميلاد، أرسلت له تهنئة مبهرجة مع وجهٍ غامز:
"بما أني أعلم أنك أعزب بائس ولا أحد سيرسل لك سواي لهذا قررت أن أجبر بخاطرك، عيد سعيد! استمتع بفلمك الممل!" وأرفقتها بعدة قلوب حمراء متعمدًا إغاظته.

ظهرت علامة الطباعة في أعلى التطبيق، وبدا أنه يكتب في رد طويل لكنه سرعان ما قام بمسحه واكتفى بـ : فلتمت!

قهقهت باستمتاع متخيلًا التعابير غير المباليَّة باديةً على وجهه بينما هممت بإخراج مفاتيح سيارتي العزيزة لوسيانا من جيبي، لطالما كنت أظن أن للحياة حِسًا فكاهيًا ساخرًا يمتعني بإستمرار ولكني لم أتخيل يومًا أن تكون نهايتي من أجل إمتاعها.

اقترب مني رجلان ببطء، أحدهما ضخم الجثة والآخر كان هزيلًا كالقلم، قطبت حاجبي وأنا أنظر ناحيتهما باستغراب وأحاول أن أستوعب أمرًا غايَّة في الوضوح، فلقد كان الرجل الهزيل يشهر مسدسًا ذو كاتم صوت تجاهي وعلى وجهه ابتسامة مقيتة، لا أدري لماذا لكني لمْ أتحرك من مكاني قيد أنملة وراقبت كلمات ويل تكتسي الواقع بطريقة ساخرة، وقفت كالمشاهد أتابع ما يحدث لي من منظور شخصٍ ثالث!

لحظة واحدة كانت تفصلني من النهايَّة حين امتدت يدٌ من اللا مكان ونكزت كتف الرجل ذو المعطف الداكن عدة مرات، استدار بغضب ناحية مالكها ليطلق صرخة مدوية جعلتني أجفل، فقد قام ذلك الظل للتو برش مسحوق فلفل حار في عينيه، صرخ الرجل الآخر وهم بمهاجمة الغريب لأسمع صوتًا مألوفًا، ارتطام قضيب حديدي بجمجمة بشريَّة.

ظللت واقفًا في مكاني مشدوهًا، انظر للرجلين يتأوهان ألمًا وهما على الأرض!

How she ruined his lifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن