الفصل الرابع
انتابتها نوبة من الهلع العصبي معتقدة أنه سينال منها ويعتدي عليها رغمًا عنها، خاصة أن فارق القوى الجسمانية يُحسب لصالحه، فشحنت قواها الغاضبة لتدفعه عنها، أخذت تحرك معصميها بأقصى طاقتها لتحررهما منه حتى خارت مقاومتها معه، أحس بفزعها الكبير فامتص انتفاضتها ببراعة مرددًا بثبات:
-اهدئي، لن أفعل بكِ شيئًا!
ورغم أن كلماته كانت مطمئنة لها، إلا أنها استمرت في الحركة والتشنج علها تنجح، نهض عنها لكنه لم يحررها، وأوقفها على قدميها قائلاً بصرامة:
-سنعود للمنزل الآن
ردت بعصبية:
-دعني أذهب
أجابها بجمود وهو يدفعها أمامه:
-ليس الآن!
لم يفلت رسغيها من قبضتيه وأجبرها على السير معه حتى عادا إلى المنزل، كانت في حالة يرثى لها، فقد تلطخ ثوبها وجسدها بالوحل الملتصق بالعشب الرطب، أجلسها على الأريكة قائلاً:
-انتظري هنا، ورجاءً لا تكرري محاولة الهرب، فأنا ليس لدي ما أفعله سوى مراقبتك!
زفرت بصوت مسموع مديرة وجهها في الاتجاه الأخر ومتمتمة بكلمات مبهمة لكنها غاضبة، توجه للمطبخ ليحضر لها وعاءً يحوي ماءً نظيفًا وبعض المناشف الجافة، دنا منها مرددًا بهدوء:
-هل تسمحي لي؟
نظرت في اتجاهه بغرابة وهي تسأله بتجهم:
-ماذا تريد؟
أشار لها بعينيه قائلاً:
-جرحك بحاجة للعناية
أخفضت أنظارها لتحدق في ركبتيها لتجدهما قد تأذتا بفعل الارتطام العنيف مما سبب لها بعض الجروح النازفة، أزعجها أنه كان محدقًا بها، فسحبت ثوبها القصير نحو ركبتيها رافضة بضيق:
-لا أريد!
لم يصغِ إليها بل جثى على ركبته أمامها واضعًا الوعاء إلى جواره، ثم أمسك بالمنشفة النظيفة بيد، وبالأخرى ثبت ركبتيها قائلاً بجدية:
-أنتِ بحاجة للعناية!
لم تستطع مقاومته فنظراته كانت موحية بالشدة، فتجنبت الجدال معه وتركته ينظف جروحها، شعر برجفة بشرتها وهو يزيل أثار الدماء الجافة عن جرحها، تنفس بعمق وهو يقول بتريث كمحاولة جادة منه لبث الطمأنينة لنفسها المرتعدة منه:
-اسمعي نيكول، أنا لست شخصًا سيئًا، اعطني الفرصة لأوضح لكِ
سألته بصوت مختنق وهي تهز رأسها بيأس:
أنت تقرأ
✅ذو الوشم ©️ - كاملة
Romansaنشرت في احتفالية عام 2018 على الفيس بوك النوع قصة قصيرة، رومانسية غربية أكشن التقى بها في حفل تخرجها، لكنه أفسد عليها فرحتها، وفي لحظة مفاجأة بات حارسها الشخصي، ترى هل ستقبل ذلك أم يتأزم الوضع بينهما؟ #منال #منال_سالم