موعد مع القدر

1.1K 11 2
                                    


كانت تمشي بخطوات سريعة ، من يراها يحسب أن لديها موعدا مهما لا تريد التأخر عنه ، لكنه لو يعرف الحقيقة فقط سيتفاجأ حتما.

كانت تمشي من دون هدف ، لا تعلم إلى أين هي ذاهبة و اي طريق تختار.

ضائعة هي شوارع هذه المدينة الكبيرة ، التفت إلى السماء لترى سحبا كثيفة قد تجمعت و شكلت سقفا رماديا عتما يفصل بينها و بين النجوم.

يبدو انها ستمطر، قالت في نفسها و توقفت عن المشي لتحضر مظلتها الحمراء من حقيبة يدها الكبيرة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يبدو انها ستمطر، قالت في نفسها و توقفت عن المشي لتحضر مظلتها الحمراء من حقيبة يدها الكبيرة

و ما إن فتحت الحقيبة حتى اصطدم بها أحد المشاة المسرعين فسقط كل ما كان بداخلها على الأرض ، انحنت مسرعة لتجمع شتات حياتها المبعثرة على الارض ، شعرت بقطرة ماء على جبينها فرفعت رأسها إلى السماء لترى أنها لم تمطر بعد ، مسحت دموعها و رفعت حقيبتها و قبل أن تخطو خطوة واحدة اذا بها تراه، آخر إنسان توقعت رؤيته هناك و الآن .

فتحت عينيها بتعجب كيف بعد كل هذه الفترة، كم مر على آخر مرة رأته، أكثر من سنة، لا تزال تتذكر فراقهما البارد ، لم يقل احدهما كلمة واحدة و لا حتى وداعا ، افترقا مثلما التقيا كغريبين لا يعرف أحدهما الاخر، شعرت بدقات قلبها تتسارع بعد كل هذا الوقت و بعد أن عملت جاهدة لتمحي كل صورة له بذاكرتها رغم أن ذلك كان صعبا بل اشبه بالمستحيل ، كيف تنسى انسانا كنت تشعر انكما خلقتما لتكملا بعضكما البعض ، كان مثل ذلك الفستان الذي ترتديه و تشعر أنه صمم خصيصا لك، يناسبك و يلائمك في كل شيء بل يجعلك تبدو أحسن و اجمل.

كيف لك ان تنسى شخصا مثل هذا و تنسى كل الاحلام التي تمنيت عيشها معه ، لكن نفس القدر الذي شاء ان يأخذ كل منكما طريقه ، جمعكما الان بأغرب الصدف.

نظرت اليه لتجده يبتسم لها ، فتح مظلته و اقترب منها قبل ان تبللها الامطار التي بدأت بالتساقط، سألها و الابتسامة لم تفارق وجهه بعد: هل تحتاجين إلى مساعدة؟

موعد مع القدر #destinyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن