"مقدمة "

245 18 8
                                    



"في إحدى المرات كنت نائمة في سرير مريح و وثير أحتضن "تيدي" بكل لطف , لقد كنت مسترخية , صغيرة , بريئة , هادئة , كما أنني كنت وحيدة..... بيد أنني لم أكن ".

في إحدى المرات كنت ألعب في حديقة واسعة خضراء شاسعة و لم يكن يفصلني عن المنزل سوى بضع درجات , كنت أجلس على سجادتي الحمراء و التي تحتوي على مربعات بيضاء واضعة السيد "تيدي " أمامي و بقربه صديقتي "ناتاشا " كذلك , إن ناتاشا تمتلك شعراً ذهبياً رائع ! , كما أنها ترتدي ثوباً جعلني أرغب بامتلاكها قبل أن أراها , وضعتُ إبريق الشاي الخزفي بين أصابعي و شعور بالهدوء يتملكني , صببت بعض الشاي لناتاشا و كذلك لتيدي قبل أن تبدأ محادثتنا المعتادة أثناء شُرب الشاي , فهذه حفلتنا المعتادة و التي تُقام كل أسبوع في يوم الثلاثاء لأناقش بعض الأمور مع صديقيّ ,

"عزيزي سيد تيدي , هل أعجبك الشاي ؟ "

~الراوي :

أمسكتْ برأس تيدي و قامت بتحريكه ليومئ بموافقته ثم نقلت ذات السؤال لناتاشا قبل أن تفتح تلك العلبة الصغيرة و تستخرج قطع سكر لامعة , مربعة الشكل و تضع في كل كأس قطعة ما عدا كأس تيدي فهو يُحب الشاي بقطعتي سكر لا واحدة ,

أمسكت بكأسها كي ترفعه ناحيتها و ترتشف منه رشفة صغيرة ثم نظرت لتيدي بحدة و حزن مستفسرة

"تيدي ... هــ...هل تظن أن أبي و أمي يحبانني ؟ "

نظرت له منتظرة جوابه بلهفة كبيرة إلا أنه استمر بالنظر إليها دون أي حراك , فعلى أي حال هو لا يزال دمية لا أكثر ولا أقل , عقدت حاجبيها ونفخت خديها بلطف امتزج بغضب بريء قائلة

"لا عليك ! , فهذا كان سؤال مفخخ يا عزيزي , ولم يكن عليك أن تجاوب عليه , كنت أتأكد فقط من شيء ما ... "

-"عزيزتي أميليا ماذا تفعلين ؟ , السيدة تناديك حبيبتي "

التفتت الصغيرة أميليا نحو مصدر الصوت الرزين والحاني لكن تشوبه بعض الاهتزازات الضعيفة لتدل على هرم صاحبتها و عُتُلّها في العمر ,و مما أيّد ذلك كانت خصلاتها البيضاء الناصعة التي تراصفت بعناية حتى كوّنت كعكة منصرمة و منمّقة خلف رأسها .

فهمست الصغيرة في نفسها

-"يا ترى , ما الذي تريده ماما مني ؟ ".

التفتت نحو كلٍ من "تيدي" و "ناتاشا " لتكمل هامسة وسبابتها أمام شفتيها المتوردتين الصغيرتين :

"هشش ... لا تخبرا أحداً بما قلته لكما من أسرار , ولا حتى السيد برونو ! " .

أميليا | Ameliaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن