"قُل وداعًا لها ، إنه وداعكَ الأخير الذي بمقدرتكَ قوله لها ، كيونغسو!".
ترددت كلمات الطبيب في أُذنيّ كيونغسو المُستلقي على سريره لا يستطيع النوم أو التفكير فيه حتّى .
مُحدقًا في سقف الغُرفة بلا حراك أخذ يستعيد كُل ما قِيل في المُكالمة التي أجراها بالأمس ، و التي قام بها ليطمئن على آيلين في المشفى ، و إذا به يسمع طبيبها يُعلمه بوفاتها قبل ما يُقارب الساعتين من المكالمة .
و منذ وقوع ذاكَ الخبَر على مسامعه و هو جالسٌ في غُرفته لا يُبارح سريره و لن يجرؤ حتى على أن يخطو خارج المنزل و قد أصبحَ وحيدًا مُشتتًا في هذا العالَم الموحِش .
لقد حاول كثيرًا تصديق الأمر ، لكِن ينتهي به المطاف إلى تخيُّلها تقف أمامه فيحاول إمساكها .
لكنها ليسَت سوى طيفًا يُحلق في ذاكرته .
جلسَ على السرير و هو يُحدّق في أرجاء الغُرفة الحالكة السواد و الخالية من الأصوات ، عدا صوتها الذي يتردد حوله ، أشبَه بالحُلم الذي تلاشى تمامًا لحظة خروج روحها مِن جسدها .
فجأة أصبحَ يائسًا ، تارةً يُخيَّل إليه أنها حيَّةٌ هُناك تبتسم ، و تارةً يُصدّق بموتها .
لم يعُد يعلم ما الذي يتوجّب عليه فعله الآن و في هذه اللحظة ، تفاجأ بذاته التي أصبحَت خاليةً مِن المشاعر و الأهداف!
لقد أصبحتُ أسيرًا لألحانكِ النقية التي تتخلل أُذناي ، هل حقًا ذهبتِ و تركتني؟
فكّر قليلًا ثم استقام بدون وعيٍ منه ، كأنها تتحكّم به ، و ألحانها تحُثّه على التقدُّم .
وصل للبيانو الخاصّ به من بين الظلام و جلس على مقعده بينما يتحسس مفاتيح البيانو بيديه الباردتين ، و لوهلة تذكّر كيف قابلَ آيليـن لأول مرة كأنه قابلها بالأمس .
و موتها أصبحَ كذبةً بالنسبة له ، تمامًا ككذبة سانتا كلوز التي صدّقها لفترة و كذّبها لاحقًا .
لكِن هل يُعقل أنه سيعود لتصديقها مُجددًا؟
-
عودة للماضي .
-"عُذرًا؟ مِن أينَ يأتي هذا اللحن؟". سألَت آيلين أحد الأشخاص في معهد الموسيقى الذي دخلته توًّا .
"أوه ، ذاك؟ ألا تعرفينه؟ إنه دو كيونغسو ، في تلكَ الغُرفة". قال الرجُل أمامها بإبتسامةٍ واسعة و هو يُشير لإحدى الغُرَف بيده ، شكرته آيلين مُسرعة ثم توجّهت إلى حيث أخبرها .
و على ما يبدو أن دو كيونغسو ، صاحب اللحن ، مشهورٌ في هذا المكان بسبب عزفه .
دخلت الحُجرة بهدوء تامّ كي لا تُزعج عزفه على البيانو و جلست على أحد الكراسي ، بينما كيونغسو يجلس و ظهره لها لا يشعُر بشئٍ حوله سوى صوت الموسيقى .
أنت تقرأ
[ It Hurts || D.KS ]
Storie brevi"غنّي لي آيلين ، هذا هو وداعي الأخير لكِ". [ Cover by Design Soldiers ]