طرق باب الدكتور كيم من طرف ابنه الذي لم يفتتح معه محادثة منذ مدة جهلها، دخل شبيه القمر بمشيته المهيبة و هالته الهادئة التي يتخللها البرود.
إستدار الوالد نازعا نظاراته الطبية ليقابل ابنه الذي اتخذ لنفسه مقعدا، أشاح تاي أنظاره عن والده ليبتدأ حديثه:
"المريض يعاني من مرض مجهول الأسباب و العلاج يبدأ، بأعراض خفيفة تتمثل في دوار خفيف و طنين بسيط في الأذن قد يعتبره البعض أمرا عاديا و لهذا لا يعالجونه بسرعة"حول أنظاره الواثقة نحو أبيه الهادىء، قرأ في عينيه صوابه ليكمل:
"مع الوقت يتطور المرض فتكثر حالات الطنين و الدوار، قد ترفق في كثير من الأحيان بنوبات إغماء حينها يكون المرض قد تطور و لا حل لعلاجه سوى العملية، نضع في الحسبان أن نسبة نجاحها ضئيلة و حين تكون الحل الوحيد نكون حينها قد فقدنا الأمل في إيقاف المرض".
قابل والده بنفس النظرة الهادئة التي تحثه على الإكمال:
"إذ أن المريض حينها يكون أصما و نسبة استعادته لسمعه كفيلة بإحباط جميع الآمال".أسند الوالد كفيه لركبتيه ثم نهض متنهدا:
"أرى أنك عملت بجد، لديك هالة الأطباء ،إن إخترت هذا الطريق فاعلم أن مستقبلك سيكون.."
أوقف الوالد حديثه ليتقدم نحو ابنه و يضع كفيه على كتفيه:
"إنقاذ حياة الآخرين"ربت على كتفي ابنه ليكمل:
"و أضمن لك أنك ستنجح في هذا"إبتعد تاركا ابنه الذي دمعت عيناه ليس حزنا، و ليس ندما بل و هذه المرة قد نزلت دموعه فرحا لأنه سيكفر ذنبه الذي ارتكبه في حق أمه و لأنه سينقذ آخرين.
حدق في الملف بين يديه:
"أيعني هذا أنك صفحت عن طفل القمر أماه؟"
يومها تاي تمكن من تشخيص حالة أول مرضاه
و الذي كان منعرج حياته و الذي رافقه ملفه المتآكل الأطراف حتى بعد عشر سنوات.
***
أشرقت عروس الصباح في حلتها البهية و أشرقت معها النفوس و آمالها، كانت السماء زرقاء كسولة لإتمام زرقتها فتخللتها خيوط سوداء تحكي أثر الليل فيها.
بطبيعتها كانت السماء متقلبة لا تكتفي بلون واحد و لا بحال مستقرة، تخفي ضعفها في أمطارها و رعودها و كذلك كان تاي هادئ كسماء يوم ربيعي و قلبه متجمد من العواصف.
و حين العروس الكسولة أبت النهوض أرسلت أشعتها لتدنس زرقة لوحة السماء، و لتنير درب طفل القمر الذي و بغير عادته زينت ثغره إبتسامة هادئة مرفوعة من اليمين إلى اليسار بشكل آسر.
أنت تقرأ
طفل القمر
Fanfictionو ما كان لطفل القمر يوما أن يحب نجمته . . . الغلاف مهدى من الجميلة و المبدعة: @autmn16winds 22/11/2017