الفصل الاول

29.1K 376 8
                                    


على مشارف الفجر يدخل "عماد" من باب الفيلا الفارهة التي يمتلكها زوج اخته "عبد الله" و يعيش فيها هو وزوجته وابناءه و معهم "عماد" .. هذا العالة الذي لم يفلح في أي شئ في حياته مطلقا .. لم يفلح في دراسه ، لم يفلح في زواج ، لم يفلح ايضا في عمل يكسبه قوت يومه ..

دخل عماد الفيلا و هو يترنح من تأثير الخمر .. أغلق دونه الباب ببطئ في حذر لكي لا يوقظ اخته التي دائما ما توبخه بشده .. ولكن هيهات فقد استيقظب "سناء" هي وزوجها "عبد الله" على صوت دخوله ..

يفتح عبد الله عيناه بتثاقل و ينظر الى الساعة ثم يعتدل ..

عبد الله (بتنهيدة) : لا حول ولا قوة الا بالله ..

سناء (بحزن) : معلش يا عبد الله انا والله عارفه انه زودها أوى بس عشان خاطري متزعلش نفسك انا بإذن الله هتكلم معاه بكره في الموضوع ده و مش هيكررها تانى ..

عبد الله : ربنا يهديه (و هم بالنهوض)

سناء : إيه رايح فين ؟

عبد الله : هروح اتوضى وأصلي ركعتين قيام الفجر فاضله اقل من نص ساعة ..

صعد عماد الى الدور الثانى للفيلا وقد لعبت نشوة الخمر برأسه وألقت عليه فكره شيطانية .. انه يريد أن يكمل باقي ملذاته الشهوانية الحمقاء و الضحية هذه المره هي "دادة تحية" مربية الأولاد .. فرغم انها تكبره بما يزيد عن "3" عقود الا ان غريزته الحيوانية الآن لا تفرق بين عجوز و طفله فهو يريد ان يشبع رغباته فحسب ..

توجه عماد بخطى متثاقله نحو غرفه تحية التي تتوسط غرف الأولاد لتكون بجانبهم اذا ما احتاجوا شيئا ليلا ..

وقف عماد محتارا بين الثلاث غرف التي ينام فيها دادة تحية والأولاد فهو سكير ولم يستطع تمييز الغرف من بعضها .. واخيرا قرر فتح غرفه من الغرفه وليكن بها من يكن هذا لا يهم الآن ..

استيقظت "منار" ذات الثانية عشر عاما على صوت فتح مقبض الباب ..

منار (بذعر) : خالو .. انت إيه جابك هنا دلوقتي ..

لم يجبها عماد و قد ظهر في عينية الشر ..

منار (برعب) : خالو انت عاوز إيه ..

الآن لم يستطع عماد التفريق بين الغريب والقريب .. انه الآن حيوان و يسير وفق أهوائه فقط .. انقض عماد عليها كالأسد الذي ينقض على فريسته .. لم يبالي بصراخها .. لم يبالي بأنها ابنه اخته الوحيده ومن لحمه ودمه .. فقد ذهب عقله الآن وحل محله شيطان ماكر ..

تعالت صرخات منار بالاستغاثه من هذا الوحش الذي يحاول ان يفتك ببراءتها .. أيقظت صرخات منار باقي من بالمنزل ..

هرعت الأم الى غرفة ابنتها ولحقها الأب الذي كان يستعد للصلاة ليشاهدا هذا المنظر المقزز .. و في الحال انقض عبد الله على عماد ليخلص ابنته من يديه وقد بدأ عماد يشعر انه ارتكب جريمة شنعاء ولكن انه ليس وقت الندم ..

التحم عماد مع عبد الله في عراك والأم تحتضن ابنتها التى ترتجف من الرعب ولكن سرعان ما خارت قوى عماد السكير وسقط على الأرض .. وفي لمح البصر نهض مسرعا أخذ مزهرية من أعلى المنضدة و ضرب بها رأس عبد الله ليسقط في الأرض وترتطم رأسه بمقدمه الفراش و يخر صريعا ..

حينها وجد عماد نفسه أمام الطامة الكبرى ففر مسرعا من المنزل محاولا النجاة بحياته ..

اخذت سناء زوجها بين زراعيها و هي تستعيث ولكن بعد فوات الأوان فقد اسلمت الروح الى بارئها وفارق عبد الله الحياة ..

يدخل "يحيى" غرفة اخته "منار" ليجدها تئن وكإنها ترى كابوسا مفزعا .. يحاول ايقاظها ببطئ حتى لا تستيقظ بفزع كعادتها ولكنها ما أن فتحت عينيها حتى اطلقت صرخه مدوية والعرق يتصبب من جبينها ..

ضمها يحيى الى صدره بحنان و هدأ من روعها ..

يحيى : نفس الكابوس تانى ..

أومأت منار بالإيجاب (بدموع متساقطة)

يحيى : طب اهدي يا مونى اهدي يا حبيبتي أنا جنبك أهه ..

تمسكت منار به بشده و بكائها يزداد ..

يحيى : وبعدهالك يا منار ..

منار : الله يرحمك يا بابا .. وحشنى أوى ..

يحيى (مسح دموعها بيديه) : ربنا يرحمه .. يلا بأه يا ستي قومي عشان نصلي الفجر جماعة زي كل يوم .. وانا هروح اصلي اختينك الحلوين ..

منار (بابتسامة) : اسبقنى يا يحيى وأنا هأحصلك ..

يحيى : ولو نمتي تانى يا فالحه ..

منار : ابقا ادلق عليا مية زي ما بعمل فيك ..

يحيى : على الله تنامي تانى .. وقد زعتر من بعتر بأه ..

منار (بحركة مسرحية) : تمام يا فندم ..

غادر يحيى الغرفه .. وأزالت منار الغطاء عنها لتذهب لتتوضأ .. ولتبدأ يوم جديد ..


اكمل ولا لا

حكاية بنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن