03: لِلأحلامِ المكسورةِ

174 31 65
                                    

❞ فَقط عدني بِأن تَتذكرني، عِندما تجدَ جُزءا مِن ذاتِك بِكُل الأماكن التي لَن أكونَ بِها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

❞ فَقط عدني بِأن تَتذكرني، عِندما تجدَ جُزءا مِن ذاتِك بِكُل الأماكن التي لَن أكونَ بِها. ❝

----:*:----

- ما الذي تفعلُه هنا؟
ألتفتَ إلى حيث أطربَ صوتُها أذنيَه كُله لهفةً لِلُقياها، لِيجدها واقفةً بِملامحَ جامدةٍ صدته وَ أعادتَ بناء الحاجزَ بينهما.

بِضع ثوانٍ يتداركُ موقفَه، أنها أمامه شبه مُنزعجة مِن تواجدِه.. أن الوقتَ قطع علاقتهَما السطحيةَ، و الغياب اضعف قصتهما كما اطفأت رياح عابرة شمعة باهتة اعلى أرفف منسية.

فقط عِندما وجدها.. هي أرادته ان يتلاشىَ.
أن تنفردَ بِمخبأها أعلى التلة مُتناسيةً أنه شاركها ليلة الميلاد مكان تواريها عَن الأنظار.

وَ أمام أفكارِه المُتدافعة في لحظةٍ أثقلَ الصمتُ الأجواءَ بينهما، لَم يملك سِوى أن يشيح بِناظريه بعيدا.. أن يعيدَهما حيثُ كان يرسمُ جبلَ أحلامه وَ أن يتعاملَ مع وجودها كعدمِه.

- أنا بِحاجةٍ لِبعض الوقت وحدي..
أنبأت بِنبرةٍ أقل إنزعاجا ألتمس مِنها تكسرُها، ففضل الصمت لتسترد قائلةً:
- ايمكنك الرحيل؟

- أنا على خط الفقر..
قال مُنبهًا نفسه قبلها.

- إذا.. أتعرفُ أيهما أسوء؟
سئلت تدنو منه بِخُطى وئيدة، وَ قبل أن تنبس بِبنت شفة تأكدت مِن تقليصِ المسافة بينهما لتهمس قائلةً: - أمتلاء رئتيك عنوةً بِالمياه.. أم تصفية جسدك حد الهلاك؟

عقد حاجبيه مُستنكرا، منغمسا بِالتفكيرِ كان.. حتى خرج رده مُتجردًا مِن الأحساسِ:
- يبدو كلا الخياران سيئان بِالنسبةِ لي.

عقدت حاجبيها لا تدري إلى أيهما يميلُ، تضغط على شفتيِها بِخطٍ مُستقيم. بِملامحها تِلك جاورته تاركةً طبقة صمت ثقيلة تمرُ وَ كأن الكلماتُ لم تخرج مِن فاهها تماما كما لو أن شيئاً لَم يكُن. وَ لعل طبيعة تبت أسرت قلبها فحالت بينها وَ بين التفكير.

MT.Dreams || جبل الاحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن