06: ظلُ عابرُ

63 25 39
                                    

❞ أنتَ لَست تائها، أبدا لَن تكون،أنتَ فقط تقود بِطريقٍ طويلٍ دون وجهةِ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

❞ أنتَ لَست تائها، أبدا لَن تكون،
أنتَ فقط تقود بِطريقٍ طويلٍ دون وجهةِ.❝

----؛ * ؛----

اليومُ.. أجل اليوم!
كانت أقدامها تتسابقُ بِدفعِ البدال لِزيادةِ سُرعتها كما لو كانت تتسابقُ مَع الرياحِ وصولا لِنُقطةٍ درستها..

وَ لعلك تتسائل لِما العجل؟ لَكن العودة إلى المنزل بَعد أغتراب - هي ما ستتلقى كإجابةٍ عقدت محطتها أسفل السؤال.

أبتسامتها أتسعت عِندما وقعت حدقتيها على لافتة بِجانبِ الطريق تعلنُ وصولها لِـ لهاسا، أو بِالأصحِ عودتها إلى حيثُ تَعتقد أنها تَنتمي.

وَ لم تكُن عودة جسدها لِلمنزلِ الصغير هي ما أسعدتها! بَل عودة روحها إلى جسدها، و عودة الحياةُ إلى قلبِها.

فكما تعتقد، أنها تتركُ جُزءا مِنها بِجميعِ الأماكن التي تزورها، وَ لكن هذه المرة فقط..
روحها تمسكت بِجُدرانِ المنزل في حينِ أن جسدها غادره بِأملِ العودةِ إليه لِيسترد ما ملكه مِن حياةٍ.

طوال رحلتها، كانت تحاول عَدم كسر قلبها لِأشلاءِ بِالأَسى عِندما تسيرُ حالمةً ياقظةَ بِطرقاتِ غدٍ مُبهم وَ خيالٍ سريعِ الزوالِ..

حاولت أن تبقى يقظةَ حتى لا تطرقُ الأحلام مُخيلتها، وَ حاولت جاهدةً الاعراض عَن التفكيرِ
؛فقلبها بِمقدورِه أن يداوي جروحه بِنفسه، وَ لَكن كثرة التفكير الذي يفرضه عقلها يستمرُ بِهدمِ ما بنت مِن قوةٍ.

وَ اليوم، هو ثمرةُ أيام عانت فيها مع ذاتها،
فهو ما حاولت الإعراض عنه كُل تِلك الفترة حتى لا تزداد لهفةً وَ أشتياقا لِظلِ عابرٍ بِأفقِ ذاكرتها.

هي أرادت إلقاء التحيةَ عليه، يونغي أعني.
فزيارتها لِلتلةِ حيثُ أخر لقاءِ لَهُما نبعت عَن رغبتها بِرؤيتِه وَ إخباره بِأنها فازت قبل حلول أشهرُ الشتاء الباردة، بِإخباره بِأنها تسلقت جبل أحلامها، لَكن قمته كانت مُختلفة عَن ما أعتقدت أنها ستكون..

وَ لرُبما علاقتهما المُضطربة كأضطراب المياه بِليلةٍ عاصفةٍ قد تسكنُ لِرابطةِ صداقةٍ مَتينةٍ،
فهي قَد عادت، وَ هو..

" لَيس هُنا.. "
همست مُفرقةً شفتيها، نقطةُ مِن العبراتِ تسللت بِهدوءٍ لِتركن بِأعينها دون القُدرة على التدحرجُ أعلى خديها.

كانت خيبةُ أمل تِلك التي ملئتها، يمكنك رؤيتها مِن مرآة عينيها فيما تحدقُ شاردةً بِنُقطةِ جلوسِ ظله.

هي تشتاقُ إليه.

وَ لكن عجلة الحياة لَن توقف الوقت بِهذه اللحظة، بَل هي التي ستتوقف غير مُدركة لِما عليها فعله..

الوقت لازال يمضي وَ هي واقفةُ تُحدقُ بِظهرِ شبحه الهادئ، الهواء البارد يلفحُ وجهها فيما يداعبُ خُصلات شعره. كانت تفرقةَ تِلك بِأن تُعاقب هي فيما هو يحصلُ على المنظر الخلاب لِعينيه بِشكلِ مِن الأنانيةِ!

خطت لِلأمامِ في تَرددِ، وَ سُرعان ما تتابعت خطواتها لِيلتفت مُنتبها لِوجودِها قبل أن تصل إليه وَ تشاركه مجلسه، أبتسامةُ أعتلت شفتيه جَعلت مِن صورتِه تبدو في غايةِ الواقعيةِ بِناظرِيها، فما كان مِنها سِوى مُبادلته الأبتسامة بِرفع طرف شفتيها.

قد سَكن قلبها، فلرُبما هو حقيقي.

تسابقت خطاها وصولًا إليه،
بِأبتسامةٍ أوسعِ مِن قبل.

لَكنه تلاشى بِمُجرد أن وصلت إليه..
وَ تلاشت معه أبتسامتها.

لِذلك كانت تحول بين الأحلامِ وَ قلبها.
فهو مُسالم بِأي شئ، إلا بِأحلامِه.. يحياها بِتفاصيلٍ أبتكرها وَ يركضً مُمسكا بِيدها،
حتى يسقطُ خائب الأمل.

وَ مَعه هي تنهارُ لِما أشتهت لُقياه..
تخيبُ أقدامها ظنها فتتهاون ساقطةً على الأرض، عدلت مِن جلستِها فأصبحت مُقرفصةً، تثبتُ حدقتيها على قمة جبل إيفرست فتشغل عقلها عَن التفكيرِ كعادتها. مُتأملةً قمة الجبل من موقعِها كانت.

القمةُ، لِأكُن واضحة
لَم تكُن واضحةً على الإطلاق.

وَ كذلك عودة يونغي..
فلا يُمكنها أن تأمل بعد،
وَ لا يُمكنها أن تتوقفَ الأن.

فرغُم أن القمة بعيدةً عَن نظرها،
إلا أنها موجودة!
وَ هي تتمنى أن يكون يونغي كذلك.

كما تظُن، ستظل مُعلقة بِخيطٍ أملٍ رفيع،
لكنها إلى متى ستظل مُعلقة بِقولِ:
" أن كُل شئ نتخيله حقيقي. "

- يُتبع -

.

190518

----؛ * ؛----

MT.Dreams || جبل الاحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن