اكان ما يظنه صحيحا ام عقله يحاول خداعه ؟

111 4 4
                                    

    بين كل وقت راحة .. اراها تناظرني بين الفينة و الاخرى ، تناظرني  نظرة فضول و نظرة ...   اهتمام ! ، امعقول ان عزلتي جعلتني اختلق بعضا من الامور محاولا حمايتي ب تراهات لا اصل لها من الصحة ؟ اذ انني اتهرب من التواصل مع اي احد غير صديقي الوحيد و لا احد غيره اقدره مثلما اقدره هو ، فهو سندي و انيسي اوقات الحاجة و اوقات الراحة ، اشاركه حزني و رخائي و لا احد اجدر ان اترك له ظهري غيره - لا احد - . ام هي حقيقة ما يحصل و ان هذه فرصة وجب استغلالها للنيل من الحياة التي رجمتني مللا ما فوقه ملل ؟  .. ام تراها مجرد نظرة عابرة لا قيمة لها و ما اقوله ليس الا ضربا من الخيال ؟ لا ادري صراحة .

    ابتسمتُ و انا اخاطب نفسي مُضيفًا : لا داعي للتحمس و التوتر - اكيد هي لن تنظر الى شخص مثلك ( لا يحب الاختلاط ولا يأبه بنظرات الاخرين له ، استقلالي و انطوائي في نفس الوقت ، يضع العالم الواقعي في المركز الثاني بعد عالمه الخيالي الذي لطالما سانده في مواجهة قساوةالحياته البائسة . انا شخصيا من الاشخاص الذين فضلوا التواري عن الانظار و تحقيق ما يقتنعون به خفية ، حيث اذ ما حقق شئ كان يحتفل مع ثلة من شخصياته الخيالية و مع صديقه الوفي و الوحيد ) . ففكرة انها اعجبت به هي بالتاكيد غير معقولة ، خاصة انها من اكثر الطلاب شعبية هنا و اذكاهم ...  و اجملهم =) ! ذات شخصية فذة هادئة ، باردة الاعصاب ، قوية ضد الازمات ، لها حل لكل شئ ، من الصعب كسر عزيمتها و احباط عملها ، سريعة الملاحطة مع ذكر بالتاكيد الدقة المتناهية ، تجعلها فقط هذه الصفات بدون اكمال البقية بنظري مميزة عن غيرها . 

    ما ان قمت بخطوة خفيفة لاسوي بها وضعية جلوسي . صفعني صديقي صفعة قلبت محتوى تفكيري . يبدو انه ادرك اني لم اكن اسمع اي كلمة مما كان يحكي لي ، و وجهه الاحمر يوحي لي بالغضب الشديد يكاد ينفجر او كما هيئ لي ، مع ان ملامحه توحي انه قلق قليلا ايضا . غضبه جعلني اصمت قبل ان اتذمر من ضربته القاسية التي طبعت اثر يده على وجهي .

بعدها اردف مكملا حديثه السابق : "ما الذي يجعلك شاردا هكذا ؟ اراك صرت تشرد كثرا هذه الايام خصوصا اوقات الراحة"

    نظرتُ الى الفتاة اذ بي لا اجدها بعدما كانت تحادث مجموعة من الطالبات و هي تتفحص وجودي و احوالي ( حسب ظني على الاقل ) مداعبة جسدي بنظراتها الودودة و المفعمة بالاعجاب التي تجعل الناظر الى زرقة البحيرة وسط عينيها في دوامة من الاحاسيس المدوية التي و كانها كانت مكبوتة منذ زمن بعيد ! .. اصدفة هي انها بعدما تحركت ذهبت ام بعدما تحسست اني لاحظتها تهربت منهم ببعض من المهارات و الحيل ، حيث اقنعتهم و مشت سريعا ؟ 

    جاوبته بشئ من التسرع و الهفوات غمرت كل كلمة قلتها : "لا .. لا شئ اطلاقا ، يبدو اني لم ... لم ... لم اتحصل على كفايتي من النوم ، لا تقلق ابدا ساكون على ما يرام" . قلتها و انا اتلعثم بطريقة مشكوكة لدرجة انه حتى المجنون سيدرك اني اخفي امرا . ادرك انه يعلم بكذبي و انا ما اخفيه فهذا يعني انها اشياء خصوصية وجب على الانسان الحفاظ عليها بينه و بين نفسه ولا يطلع عليها احد غير الله عز و جل سبحانه . فقل : "حسنا" فذهبنا الى مهرعنا ذا ان الجرس دق و الراحة قد انتهت . 



                          التكملة بعد تقييمكم و الاطلاعي على ارائكم فهي تهمني  .

                                                                            الانتقاد عندي اغلى من التحفيز و شكرا

🎉 لقد انتهيت من قراءة الحياة ما بعد الصدمة .... 🎉
الحياة ما بعد الصدمة ....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن