قرأ المدرس سورة الفيل وردد التلاميذ آيات السورة خلفة فقال التلاميذ : من هم اصحاب الفيل وما قصتهم ؟ قال المدرس : كان يا ابنائي في بلاد اليمن ملك اسمه ابراهه وكان هذا الملك صاحب قوة ونفوذ وله جيش كبير، وذات يوم رأي ابرهه الناس يستعدون للسفر الي خارج اليمن، فسأل وزيره : أري الناس يستعدون ويتجهزون للسفر، قال الوزير : انهم يستعدون للذهاب الي مكة، قال ابرهه متعجباً : مكة !! قال الوزير : نعم مكة في جزيرة العرب، قال ابراهه : ولماذا تذهب كل هذه الاعداء الي مكة في هذا الوقت ؟ قال الوزير : هذا الوقت يا مولاي هو وقت الحج والناس جميعاً يذهبون الي الحج والطواف بالكعبة التي بناها نبي الله ابراهيم عليه السلام، قال ابرهه : يذهبون للطواف بالكعبة فقط ؟ قال الوزير : يحجون ويبيعون ما معهم من تجارة أتوا بها من بلادهم ويشترون ما يحتاجون إليه، قال ابرهه : حج وتجارة، اذن مكة مكان تجاري مقدس ، قال الوزير : نعم يا مولاي انه كذلك .
اخذ ابرهه يفكر في مكة وذهاب الناس اليها للحج والتجارة مدة ثم قال في نفسه : لو بنيت في مملكتي بيتاً كالذي في مكة وحج الناس إليه لاصبحت مملكتي مركزاً تجرياً ضخماً وتدفقت الاموال اليها من كل مكان، ثم قال ابرهه للوزير : اريد رجلاً خبيراً بفن البناء وتشييد القصور والمعابد، انصرف الوزير ثم عاد ومعه رجل خبيربفن التشييد وبناء المعابد، قال الرجل : طوع امرك يا مولاي، قال ابرهه : اريد منك ان تبني لي كنيسة لم ار مثلها مزينة بالذهب والفضة، اريد كنيسةتبهر الناظرين لم ير العرب مثلها، الوزير : لماذا العرب خاصة ، قال ابرهه : اريد ان اصرف العرب عن الحج والذهاب الي مكة والحج الي تلك الكنيسة في مملكتي .
اسرع البناءون والعمال يعملون بجد ونشاط حتي انتهوا من بناء الكنيسة، الوزير : انتهي العمال من بناء الكنيسة يا مولاي ، ابرهه : اذن ارسل الآن الي امراء العرب وشيوخ القبائل ليحجوا الي هذه الكنيسة كل عام مرة واحدة، ارسل الوزير الي امراء العرب وشيوخ القبائل يأمرهم بالحج الي كنيسة ابرهه، ومرت الايام وجاء الوقت الذي حدده ابرهه للحج الي كنيسته، قال ابرهه : كم عدد العرب الذين اتوا للحج الي الكنيسة، الوزير : لم يأت احد ، ابرهه : لم يأت أحد ؟ اين ذهبوا اذن ؟1 الوزير : ذهبوا الي الكعبة بمكة، ابرهه : ويلهم .. لم يستجيبوا لأمري، سأنتقم منهم جميعاً .
بينما ابرهه يتحدث الي وزيره اذ بقائد الحرس يدخل علي الملك وخلفه رجل مقيد بالحديد محاط بالحرس، ابرهه : ما الأمر يا قائد الحرس ؟ قائد الحرس : هذا رجل من العرب امسك به الجنود، ابرهه : لماذا لا تحجون ايها العربي الي كنيستي ، قال العربي : ايها الملك اعلم انه لن يحج احد من العرب الي كنيستك، ولن نجح الا الي الكعبة بيت الله الذي بناه نبي الله ابراهيم عليه السلام، قال ابرهه بغضب : سانتقم منكم جميعاً ايها العرب وساهدم كعبتكم، ثم صاح : ايها الوزير، الوزير : طوع امرك يا مولاي، ابرهه : جهز لي جيشاً ضخماً يتقدمه فيل عظيم لهدم الكعبة .
سار ابرهه بجيش كبير يتقدمه فيل ضخم عظيم حتي بلغوا مشارف مكة، سمع الناس بالجيش والفيل فخافوا واحتموا بالجبال ، وارسل ابرهه بعض جنوده الي مكة فأخذوا الاموال والابل والماشية وكان من بين ما اخذوا مائتا بعير لعبد المطلب جد النبي صلي الله عليه وسلم، سمع عبد المطلب بما فعل جنود ابرهه بمكة، فانطلق مسرعاً الي ابرهه، قائد الحرس : مولاي الملك، رجل من العرب بالباب اسمه عبد المطلب، الوزير : انه سيد مكة يا مولاي، ابرهه : ادخلوه ، دخل عبد المطلب وكان رجل جميل الهيئة فلما رآه ابرهه احبه واجلسه واكرمه، ثم قال له : يا سيد مكة نحن لم نأت لقتال اهل مكة ولا إيذائهم انما جئنا لهدم الكعبة، ثم اقبل ابرهة علي عبد المطلب قائلاً : فما حاجتك يا سيد مكة ؟ عبد المطلب : حاجتي ايها الملك ان ترد الي إبلي، ابرهة مندهشاً : إبلك !! عبد المطلب : مائتا بعير لي أخذها جنودك، ابرهه غاضباً : لقد عجبتني عندما رأيتك، اما عندما سمعت كلامك سقط اعجابي بك، عبد المطلب : لم ؟ ابرهه : ظننت أنك جئت تحدثني في هدم الكعبة التي هي دينك ودين آبائك، ثم تكلمني عن مائتي بعير لك اخذها جنودي !! عبد المطلب : أيها الملك انا صاحب الإبل ادافع عنها، اما البيت فله رب يحميه .
فرد عليه ابرهه إبله، فأخذها وانطلق، وفي الصباح انطلق ابرهه بجيشه لهدم الكعبة وهو يقول : هيا نهدم كعبة ابراهيم، احاط الجيش بالكعبة واخذ الجنود يسحبون الفيل ناحية الكعبة، ويقولون له : تقدم .. تقدم .. اهدم الكعبة ، برك الفيل علي الارض وامتنع عن التقدم خطوة واحدة ناحية الكعبة، فأخذ الجنود يضربونه بالسياط والعصى ليقف علي رجليه ويتقدم لهدم الكعبة، ولكن الفيل ظل واقفاً علي الارض، وبينما هم كذلك إذ بأسراب من الطير تحلق في السماء تقترب من بعيد حتي أظلت الكعبة، الجنود : ما هذا الطير ؟ خاف الجنود واشتد الفزع بينهم فأخذوا يهرولون وهم يصرخون : النجدة النجدة، فهجم عليهم الطير وأخذ يقذفهم بحجارة كانت تحملها بين أرجلها حتي مزقت اجسادهم واهلكتهم وفر ابرهه خائفاً مع من بقي من جندة فابتلاه الله بمرض مزق جسده واهله