.
.
.همهمت مع الموسيقى وهي تُعيّد وضع مكياجها ريثما تتحول إشارة المرور، مزاجٌ رائِق لمْ يعكره شيء سوى ارتجاج السيارة المفاجأ، صرخت وقد غطى أحمر الشفاه خدها الآيسر.
طرق أحدهم بعنفٍ على نافذتها وتعالت أبواق السيارات، كان شابًا ذو شعرٍ أسود، يرتدي قبعة رياضيّة ونظارة سوداء أخفت ملامحه بالكامل، اشار لها بالخروج، وببطء تخلله الخوف قامت بفتح الباب.
" بحق الجحيم! لقد تغيرت الإشارة! بسببك ارتطمتُ بسيارتك من الخلف!"
كان يصرخ بطريقةٍ جعلتها تجفل،
ابتلعت ريقها لاستجماع شجاعتها: "في قانون المرور مَنْ يصطدم بالآخر من الخلف هو المُخطِئ!"ضرب الشاب سقف سيّارتها ليقترب بحنق: "لا يهمني القانون اللعين أتودين أن أُهشِّم وجهك هذا يا-"
"آنسة." أكملها بالنيّابة عنه شابٌ آخر ذو بزة بنية أنيقة و ابتسامة من النوع المخيف، اقترب منهما ليقف أمامه.
" يا سيد لا يهمني ما فعلته هذه الفتاة ولكن أسلوبك في الحديث لمْ يرقني، ما رأيك أن نكمل هذا النقاش في قسم الشرطة..أو المشفى؟!"
بدا عليه الحنق، اقترب من صاحب البزة بتهديد ورغم ذلك لمْ يتزحزح، وقفت الفتاة خلفهما تنظر بجزع.
استدار على عقبيه وهو يشتم ولكن بالتأكيد ليس قبل أن يخبرها بنبرة خبيثة : "كنتِ محظوظة هذه المرة!"
"أنتِ بخير؟"
أومَأت ناحيته لتتسع ابتسامتها الممتنة: "شكرًا لك، لا أدري ما كنت سأفعل من دونك يا سيد—"
"إيريك." أضاف، ليتناول يدها ويطبع عليها قبلة كالنبلاء فتقهقه هي بمرح.
" يمكنكِ رد الجميل بتناول العشاء مع هذا الفارس المغوار." رد بدراميّة غامزًا لها، لتقهقه مرة أخرى، كان الشارع في حالة فوضى وأبواق السيارات لا تتوقف ورغم ذلك لم يبدو عليهما الانزعاج، كانا في عالمهما الخاص.
أنت تقرأ
Dark Cupid
Romansaماذا لو لمْ يكن صانع الحب مرحًا ورومنسيًا؟ ماذا لو كان عابسًا طوال الوقت وذو شخصيّة نزقة؟ صحيح أنه ينجح في جمع القلوب بطريقة سحرية ولكن ماذا لو لمْ يكن يظن بأنه يملك قلبًا؟! حسنًا، دائمًا هناك استثناء، وفي موقف لا يُحسَد عليه كان لقائهما الغريب، لقا...