هيا لنيل رضاه

82 6 0
                                    

..رضى الله عز وجل،وأي رضى غيره،أسمى أنواع الرضى..

كلنا نعلم يا فتيات أن رضاه عز وجل في طاعته،ومن أهم مظاهر الطاعة الإلتزام بالعبادات وأسماها الصلاة..أجل إنها الصلاة،هي عماد الدين وأساسه..فكما قال صلى الله عليه وسلم(العهد بيننا وبينهم الصلاة،من تركها فقد كفر..)

هذا الحديث النبوي الشريف الموثوق منه دليل على مكانة الصلاة في تحديد عقيدتنا وتأكيدها كمسلمين،لكن..

لكن المشكلة أن أغلب الشباب والشابات يتخلون عن هذا الركن الأساسي بحجة الكسل و..العديد من الأعذار التي لو تمعنا جيدا فيها سنلاحظ أنها تافهة بل لا معنى لها ولا تقنع..

هنا أردت أن أحدثكن عن تجربتي الخاصة بالصلاة،ف كغالب الفتيات وأكثرهن،مررت بتلك المرحلة الصعبة والسيئة..مرحلة ترك الصلاة والعودة إليها تركها والعودة إليها.

كنت أقول كل مرة.."هذه آخر مرة..لن أترك صلاتي أبدا يا ربي،فقط اغفر لي ولن أعيد خطئي" وأصلي يوم يومين ثلاثة فلنقل حتى أسبوع ثم أقطعها وأتركها..بحجة ماذا؟ بحجة عدم توفر الأوقات لها وحينها أكون في الثانوية أو الإعدادية..والكسل كذلك،فهو أعظم معيق على الصلاة،

غير صحيح،ليس الكسل،بل قلة وضعف الإرادة،حيث أنني بصدق لاحظت أنه لم تكن لدي إراااادة صادقة للمحافظة على صلاتي في أوقاتها،وكل مرة لا أصلي فيها يتصور لي أنني في راحة واستجمام،لكن صارت حالتي النفسية صعبة،رغم أنني أدعي القوة إلا أنني عشت ضعفا حقيقيا،سيلاحظ كل شخص أنه مر من تلك المرحلة في حياته،كنت مهمومة مغمومة حزينة لوحدي،أحيانا أغضب وأبكي دون سبب..ثم ألجأ للصلاة ثانية،وأصلي كالعادة فترة لا تتجاوز 5 أيام فأقطعها..وحالتي مازالت كما هي..فأقول في نفسي والعياذ بالله "ها أنا قد صليت،فلماذا مازلت حزينة إذن؟أليست الصلاة بمزيلة همي ؟"

أحيانا يصلي أبي بقربي،بينما أشاهد التلفاز أو ألعب على الهاتف،وعندما ينهي صلاته يسألني فأجيب بغصة كأنني لا أرضى بحالتي "لا يا أبي لا أصلي " لا أستطيع الكذب على نفسي ولا على أبي ولا أمي كذلك..

هل رأيتم المرحلة التي عشتها نفسيا..والآن لننتقل للمرحلة الثانية والتي أنا فيها.

ذات يوم،(قبل ثلاثة أشهر تقريبا) حلمت وأنا نائمة بأنني أمضيت اليوم كعادتي في الثانوية والضحك مع صديقاتي واللعب واللهو وذهبنا عند مادة العربية والفيزياء والعلوم،وفي المساء عدت لدارنا،كأنني في  الواقع الذي أعيييشه داائما،وعدت للبيت ثم أنجزت واجباتي المدرسية و..لكنني لم أصلي اليوم كله. وفي صباح اليوم التالي(مازلت أتحدث عن الحلم) استيقظت فجرا فقط لأنني أردت وليس للصلاة واتجهت نحو سطح بيتنا وفتحت بابه،،وكانت المفاجأة أنني لمحت الشمس..تشرق من مغربها،أظنكم تعلمون معنى ذلك،أي أن أبواب التوبة أغلقت حينها،ومن هول المنظر وتأثيره في نفسي سقطت على ركبتاي من شدة الخوف من مصيري،كيف سألقى ربي ؟ كيف سألقاه وأنا لم أصلي صلاتي ولم أعطي خالقي حقه؟ وبدأت أبكي،فخرجت بعد ساعتين وقد جفت عيناي من الدموع فالتقيت بأخي عبد السلام،هو متدين ومحافظ على صلاته ولا يفوتها أبدا ماشاء الله،فأخبرته بما رأيته،لكنني لم ألاحظ تعابير الحزن والأسى على وجهه بل ابتسم لي وقال "لا مشكلة أختي،المهم أديت واجبي تجاه ربي،فلا أخاف شيئا ولن أحزن"
كانت هذه الكلمات تنغرز في صدري كالخناجر،ويحك يا سلمى لقد تدمرت،أضعت كل الأوقات في سبيل الدنيا،فبدأت أبكي ثانية بحرقة..إلى أن استيقظت من هذا الكابوس المرعب..التقيت مباشرة بوقت آذان الفجر،فاتكأت على الحائط بغرفتي وبدأت أبكي بشدة وأحمممممد الله كثييرا وأشكره،لأنه مازالت لدي فرصة لتصحيح أخطائي والتوبة ..

ما رأيكم؟ كيف ستكون ردة فعلي بعد هذا الكابوس؟

طبعا منذ ذلك الوقت بدأت  الصلاة وحاولت بأقصى جهدي الحفاظ عليها كي لا أعيد الخطأ الفادح الذي يظنه البعض شيئا عاديا،لكن إياكم والوقوع فيه،فكروا فقط كيف سيكون شعوركم وأنتم نادمون؟ صعب أليس كذلك؟ صعععب

أنا لا أحوال إرهابكن أو إخافتكن،بل أشارككت ماحدث معي،لعلها عبرة بسيطة وذات معنى حقيقي

المهم..في هذه البارت تحدثت عن تجربتي،والبارت التالية سأتحدث فيها إن شاء الله على الطرق التي اعتمدتها للالتزام بالصلاة،والتي نفعتني حقاااا،وأفادتني بكل ما للكلمة من معنى

لك يا أميرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن