في عام ١٨٤٩ كتب دوستويفسكي على جدران سجنه القصة التالية عن الكاهن والشيطان
_ قال الشيطان للكاهن ما الذي جعلك تكذب على أولئك الناس الفقراء المضللين؟
ما هو عذاب الجحيم الذي تصوره لهم؟ ألا تعلم أنهم يعانون بالفعل من عذاب الجحيم في حياتهم الدنيوية؟
ألا تعرف أنك وسلطات الدولة ممثلي على الأرض؟ أنتم من يجعلهم يعانون آلام الجحيم التي تهددونهم بها. ألا تعرف هذا؟
حسنًا، إذن، تعال معيأمسك الشيطان بالكاهن من ياقته وحمله إلى مصنع سبك حديد. هناك رأى العمال يركضون ويسرعون جيئة وذهابا يكدحون في الحرارة الحارقة
_عندها توسل الكاهن الشيطان وقال له أرجوك دعني أذهب اسمح لي أن أترك هذا الجحيم
_ قال الشيطان للكاهن ليس بعد هناك العديد من الأماكن فحمله إلى مزرعة و هناك رأى العمال يجمعون الحبوب. الغبار والحرارة كانا لا يطاقان. المشرف يحمل سوطا وبلا رحمة يضرب أي شخص يسقط على الأرض بسبب العمل الشاق أو الجوع
_ أخذ الشيطان الكاهن ايضا إلى أكواخ حيث يعيش هؤلاء العمال أنفسهم مع أسرهم حفر قذرة، باردة تعبق برائحة المرض
_ بعد ذلك كله قال الكاهن أليس ذلك كافياً اسمح لي أن اذهب بعيدًا عن هنا. نعم نعم هذا هو الجحيم، إنه أعلى الجحيم
_عندها قال الشيطان الذي أشفق على الناس أرأيت أيها الكاهن ورغم ذلك لا تزال تعدهم بجحيم آخر تعذبهم حتى الموت عقليًا بينما هم فعلًا موتى بجسد حي هيا سوف أريك جحيما واحد فقط واحد لا أكثر، وهو الأسوا اقتاده إلى سجن وأراه زنزانة بهوائها الكريه والعديد من الأشكال البشرية تغطيهم الحشرات التي تلتهم أجسادهم العارية الفقيرة الهزلة
_ عندها قال الشيطان للكاهن اخلع ثيابك الحريرية وضع على كاحليك سلاسل ثقيلة مثل التي يرتديها هؤلاء التعساء. اضطجع على الأرض الباردة القذرة وبعد ذلك تحدث إليهم عن الجحيم الذي لا يزال ينتظرهم
_أجاب الكاهن لا لا ، لا استطيع التفكير في أي شيء مروع أكثر من هذا أتوسل إليك اسمح لي أن أذهب بعيدًا عن هنا
_أجاب الشيطان نعم، هذا هو الجحيم. لا يمكن أن يكون هناك جحيم أسوأ من هذا. ألم تكن تعرف ذلك؟ ألم تعرف أن هؤلاء الرجال والنساء الذين كنت تخيفهم بصورة جحيم الآخرة هم في الجحيم فعلا حتى قبل أن يموتوا إلى اللذين رهنوا أجمل لحظاتهم وسنوات عمرهم في الخوف من الجحيم لا تسمح لأحد بالتفكير نيابة عنك
((الجحيم هو الخوف من الجحيم))
.
.
.
.