مدخل

3.5K 185 221
                                    

نقرتان على طبل الفراق ،
و مقطوعة حب مبتورة، تُعزف عند قارعة الطريق، و تبكي السماء لأجلها،

تنهار الأرض و ترقص الجبال، و تدهس تحتها الملايين عمداً أو سهواً،

و كان الأجمل ، أن تتسلق حفرة الوجع ، و تصل لسطح السعادة ،

أن تجد بقعة آمنة في كنفه ، و به وحده،

و هو الذي اكتشف بأنه ، قد عاش نصف حياته ، بسقف توقعات مستعار ، يحجب عنه اتساع السماء،

و أن الذي يمكن حدوثه ، أبهى من الذي يمكن توقعه،

و كان الأسواء من تمسكها بقشة حبه هو توغلها في منطقته الرمادية ، شعورها بكونها طبيعية للمرة الأولى بسببه ،

لكنه كسر القشة ، حول الرمادي لظلام دامس،

و رحل،

تركها لتتحطم و تتبعثر، لتصبح الثواني بتوقيت غيابه سنوات عجاف،

ثم عاد ، ليتمشى على مساحات قلبها الواسع،

لماذا عاد؟

لماذا يريد امتلاكها ، و إجبارها على الخضوع لساديته بهذا السوء،

عاد ليتفنن في العذاب ، و يبهر في الوعود ،

لا تعلم إلى أين سيصلان، لكنها تدرك أن البعض الحزن عبادة،

لطالما آمنت بالعشق مذهباً.


~.~.~.~.~

و بشكل ما ، بطريقة ما، عليها أن تحاول وضع حدٍّ لجنون سيهون، قبل أن يدمره تماماً،

-سيهون توقف أرجوك!!!

صرخت سايو بصوت عالٍ حتى يسمعها جيداً، كان صوتها كلما ارتفع أسرعت هتافات المجتمعين حوله لالتهامه،

كيف تبتلع هتافاتهم الضاحكة هذه، صرخاتها المشبعة بالوجع،

-أتودينّ أن أوقفه عن اللعب؟

جاءها صوت بيكهيون البارد من خلف أُذنها، فتصلبت و استقام شعر جلدها كرؤوس الدبابيس، هي لا تريد الالتفات ناحيته، لم تعد تمتلك ما يكفي من القوة لمجابهة نظراته مرة ثانية،

أرادت الهرب ، أن تبتعد عنه، و تجد وسيلة أخرى توقف بها سيهون قبل أن يغرق بإيصالات الديون ، لكن قفير الناس يحدها من كل صوب ، و يمنع عنها السبيل،

ارتفعت هتافات الناس من حولها مجدداً، تُنبئ هذه المرة بخسارة سيهون لجولة طاولة الروليت،

Gray Zone||المنطقة الرماديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن