3

22 1 0
                                    

ضمدت السيدة شمس جراحي وغادرت الجناح اما انا فقد بقيت اعد الساعات لحلول المساء لكي أذهب لسيده شمس لتروي لي قصة ضيفنا المقنع ما لا تعلمونه انني فضوليه جدا وبالكاد اصبر حتى المساء ،لم اعد اشعر بألم تلك الجروح فذهني مشغول تماما ،قررت ان اذهب لحديقة القصر واسقي تلك الازهار الذابلة فالخدم لا يعتنوا بها جيدا وحتى لو اعتنوا بعا فهم لا يقدمون لها الحب الكافي لتعيش


ارتديت ثيابي وغادرت الغرفة نحو الاسفل الساعة السادسة صباحا على ما اظن ولم يستيقظ الجميع بعد .



عند نجم كان ما يزال في الغابة وصيده نصب عينيه ،ركب حصانه بعدما وهب الصيد لاحد العاملين الفقراء ، بعد ذلك توجه نحو النهر المجاور له وقف على ضفة النهر وهو يحدق بالقناع الموجود على وجهه رد يده نحو القناع وبدا بإزالته ، هبت رياح قويه بعثرت شعره الاسود تنهد بألم وهو يزيل شعره عن عينيه ،اقترب من ضفة النهر اكثر ليتمعن في تلك الملامح التي لا يذكر اخر مره راها فيها بدت على شفتيه ابتسامه خفيفة ثم لبس قناعه مره اخرى وركب حصانه وعاد للقصر عبر البوابة الحديدية ليصبح في باحة القصر ،اعطى حصانه للحارس لكي يربطه لكن الحصان رفض ذلك وبدا يتحرك بعشوائية كاعتراض على قرار نجم فهم نجم مطلب حصانه جبل فعاد واخذ حصانه جيل من يد الحارس وسحبه خلفه وهو يقول "هه يالك من عنيد يا جبل " لست اعند منك يا نجم " رد الحصان بصوته الاجش على نجم


نظر اليه نجم بغضب وقال "ماذا "


جفل الحصان من نبرة نجم فقال معتذر "لا لا لم اقل شيء "قال ثم صدر منه ذلك الصوت الذي يشبه الخرشفة الخشنة


ربط نجم حصانه ثم عاد ودخل للقصر


ما أن دخل حتى تبعه حراسه الشخصيين مع انه لا يحبذ وجودهم لكنه ضروري كان نجم يسير وحوله هاله من الغموض بسب ذلك القناع الحديدي



"انظري سيداي من هناك" قالت خادمة صغيره لجيداء التي كانت مستغرقة بالاعتناء بأزهارها الجورية "ماذا هناك "قالت جيداء دون ان تلتفت "


"أووه انه الملك نجم كم طويل وعريض المنكبين ترا هل هو وسيم ايضا "رددت الخادمة وعلى وجهها ملامح البلاهة



التفتت جيداء بعد سماع كلمات الخادمة ووقفت من بين الازهار لترا عما تتحدث الخادمة لترا امامها رجل ليس كباقي الرجال ،رأت جيداء في نجم بإحساسها شيء من الغرور والتواضع والكبرياء والجبروت كل تلك الاشياء شكلت حول نجم هاله من الهيبة والفخامة الملكية ابتسمت جيداء لا شعوريا وهي تحاول تخيل ملامح نجم وتخمين لون عينيه يا ترا هل يتوافق مع شعره الاسود ام لا




شعر نجم بأعين تراقبه فالتفت على يمينه ليرا امامه فتاه ذات شعر اسود طويل ترتدي فستان ابيض مزركش بالورود واقفه بين ازهار تفتحت لتوها ، ما ان رات جيداء ان نجم ينظر نحوها حتى شعرت برجفه تسري في جسدها فاختبأت بين ازهارها طالبه الحماية من نظراته ، ابتسم نجم على تصرف جيداء الطفولي ثم اشاح بوجهه عنها ليتابع سيره نحو الامام .


حل المساء سريعا ،اقام الوزير لجلالة الملك حفل ترحيبي له وطبعا لم يخلو من الرقص الماجن والغناء ، كان نجم من اشد الكارهين لتلك الطقوس السيئة ، فنهض وغادر القاعة نحو الادغال التي كان بها في الصباح فهي تذكره بقصرة في ماليسار الام ذلك القصر الذي بناه والده كيمشاق ،تم بناء القصر بأسلوب غايه في الروعة فالقصر يقع على قمة جبل شاهق تنتشر حوله الغابات الكثيفة وداخل تلك الغابات يسكن سكان ماليسار الام




لا اصدق هاقد خل المساء اخيرا سأذهب لسيده شمس في بتأكيد بانتظاري الان ،انتظرت حتى غفت قمر ثم غادرت الغرفة على اطراف اصابعي ، الوصول للجناح الذي تقيم فيه السيدة شمس يتطلب الكثير من الوقت والجهد خاصه وانه يقع في الجانب الغربي اسفلي من القصر ولا يسمح لانا بالوصول الى هناك فهو خاص بالخدم وحسب ،شعرت فاجئه بخطوات في الممر فاختبأت خلف استار لكي لا يراني احد ، كل شيء اريده الان هو الا يكون هذا الشخص هو نسيم لحضه هذه ليست رائحة نسيم انها رائحه غريبه أووه من هذا يا ترا



كل تلك الافكار كانت في راس جيداء وهي خلف استار ما ان شعرت برائحه الغريبة حتى مدت رأسها لترا من هناك


"انه انه ذلك المقنع "همست جيداء وهي ترا نجم يسير في الممر اسفلي ويتجه نحو مخرج القصر



الى اين يذهب لا بد وان اعلم الى اين ذهب والا لن استطيع النوم ابدا ،فضولي اجبرني على الحاق به لا اخفي عليكم انا لم اشاء ذلك لكن فضولي ارغمني



كانت ناردين غارقه في حزنها فلا يوجد من تبوح له بما في صدرها لكي تستريح قليلا سوا قمر وقمر صغيره وانانيه جدا ويصعب عليها تفهم مشاعر ناردين ،كانت جالسه على سريرها وهي تحتضن ركبتيها "يا الله لا تتركني وحدي "قالت ناردين ببكاء شديد لكن توقفت عن بكائها عندما سمعت صوت حصوه قذفت على نافذتها نهضت من فورها نحو النافذة وكأنها كانت تنتظر ذلك فتحتها ثم مسحت دموعها وهي تنظر اليه اسفل نافذتها


عند السيدة شمس كانت قد نامت وهي تنظر جيداء لكي تروي لها ما وعدتها به ولم تعلم المسكينة ان جيداء قد تاهت في الادغال بعدما تبعت نجم وفقدت اثره



رايكم هنا

انتقادكم هنا

توقعاتكم هنا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 27, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جيداء ونجمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن