جراح

19 1 0
                                    

جيداء_ونجم2


بين الواقع والخيال تروى حكايات

ذات مساء بينما الجميع رقود  دب صوت الذعر لفتاه طالبه النجدة وكأنها تواجه الموت بعينها  "أرجوك اتركني لا تفعل ذلك دعني وشأني ارجوك "تلك الكلمات تلفظت بها بكل ما اوتيت من صوت،  لم يستطع نجم منع ذلك الصوت المرهق من التسلل الى اذنيه  ارتدا  قناعه ورما عبأته السوداء على كتفيه و هب من فوره يبحث عن مصدر الصوت، الممر فارغ حتى من الحراس والخدم، الظلام حالك وهو ليس في منزله ولا في بلدته اصلا انه ضيف لدى الوزير عز الدين، لكن ذلك لم يمنعه من ان يأخذ حريته فالوزير وممتلكاته ملك له، انتفض وسط الظلام نحو لذلك الصوت، شد خطاه فصوت بدء يتلاشى وكأنه مل طلب النجدة فسكت ولم يبقى سوى الانين الخافت

وصل نجم لغرفه ذات باب حديدي وقف امام الباب ليسمع ما ان كان الصوت من هنا ام لا ،لم يسمع سوى صوت لسع وانين بالكاد يسمع ،دفع الباب بيده لكن الباب كان مصفد من الداخل ابتعد عنه بضع خطوات ثم دفع  الباب بقدمه ،ليسقط الباب وكأن اعصار قد دفعه من الخلف ، جال نجم بنظره الثاقب في ارجاء الغرفة ، كانت هناك فتاه مسجاه وسط الغرفة، شعرها  غطا وجهها ،و الدماء بللت ثيابها وكان يقف بجانبها  رجل اقل ما يقال عنه ضخم، يمسك في يده صوت كأنه الافعى ،  ادار نظره نحو نجم لكن الظلام دامس والشخص العادي بالكاد يرى في هذه  الحالة ،لم يستطع نسيم ان يعرف هوية نجم فصرخ بأعلى صوته قائلا: - من هنا، من سمح لك بدخول، كيف تجرء يا هذا

لم يتكلم نجم بل اكتفى بسير نحو الفتاه، ليأخذها،
"هييه انت "صرخ نسيم ثم اتبع " من تظن نفسك "قال ورفع يده ليهوي بسوطه على نجم لكن نجم كان اسرع منه فسحب سيفه بسرعة البرق ليتحول  السوط لنصفين،  نظر بعينيه الباردة نحو نسيم ، تراجع  نسيم بضع خطوات للوراء فلم يتحمل النظر لتلك الاعين الحارقة ، كانت وكان النار داخلهما،  اشاح نجم بوجهه عن نسيم وانحنى نحو الفتاه التي كانت فاقده الوعي، حملها بين يديه ثم غادر الغرفة،

اين الناس اين الخدم  لما لا ينجدها احد، لم  يتسأل نجم كثيرا وكتفا بأخذ الفتاه نحو الجناح الذي يقيم فيه وسلمها للعجوز نهار سيده الوزراء في مملكة ماليسار. والتي اتت مع نجم لتتم مراسم خطبته لأبنة الوزير

بين العتمة والنور عاشت تلك القلوب النابضة

في صباح اليوم التالي قد عج القصر بالأصوات وكأنه لم يكن  فارغ مساء البارحة امر عز الدين بأعداد افخم انواع الطعام وكل ما لذ وطاب ،فلا يريد ان يحرج امام الملك وحاشيته،

"نسيم  " نادا الوزير عز الدين بينما يجلس على كرسيه الفخم "احضروا لي ذاك الولد "قال الوزير بغيض وهو بالكاد يتحكم بنفسه

هب الخادم سريعا لتلبية طلب الوزير والبحث عن نسيم.

"اين الملك "سألت العجوز نهار احد حراس الملك ليجيب "لا علم لي سيدتي
"اين ذهب يا ترا لا وقت لنضيعه يحب ان ننهي امور الزواج لنعود للملكة "قالت العجوز في نفسها. ثم توجهت نحو قاعة الوزير للاجتماعات الخاصة

في احد اجنحه قصر الوزير وبذات غرفة الصغيرة قمر "لا اصدق، لما يفعل ذلك ياله من مجنون "همست قمر وهي تضع مرهم معالج على جروح جيداء التي كانت بالكاد تتنفس "أووه صغيرتي كاد ان يقتلك ذلك الاهوج الارعن "قالت بقمر ببكاء
قاطع كلام قمر دخول اختها ناردين للغرفة
"مالذي يجري يا قمر "استفسرت ناردين  وهي توجه نظراتها نحو جيداء
"انه اخيك نسيم يا ناردين "قالت قمر ثم اردفت "يال المسكينة جيداء انها دائما تقع ضحية غضبه.
"لا اعلم ما بال نسيم هذه الفترة انه كالمجنون لا اعلم ما خطبه "ردت ناردين بأسا

"كيف تجري امورك ناردين "سألت قمر
"اووه اكاد اجن من التفكير في ذلك "قالت وجلست على كرسي كان قريب منها "يا قمر اذا تزوجت نجم فستكون نهايتي حتما "قالت ناردين ثم انهارت باكيه

"لا تقلقي انا لدي الحل "صرحت قمر ثم اخذت بيد ناردين وجرتها خارج الغرفة
"قمر ما بك اتركي يد" قالت ناردين باستهجان
"الا تريدين ان تحل مشكلتك"
"بلا اريد"
اذا تعالي لأخبرك بخطتي "

استيقظ نجم منذ ساعات الفجر الاولى.،
لم يكن معتاد على اجواء هذا القصر لذلك غادر ليتمشى في احد الادغال  القريبة من القصر

لا اشعر بأي شيء لقد تخدر جسمي من الالم ذلك السوط العين اااه يدي هل بترت ام ماذا،  فتحت عيني لأجد نفسي في غرفة قمر لا اعلم كيف حدث ذلك، كل ما اذكره هو انني تلقيت  عده صفعات  من نسيم وبعض ضربات السوط  بعدما منعته من تقبيلي ، اتمنى الموت حرقا على. ان ابقى في هذا القصر
هل تتحدثين مع نفسك يبتني ام ماذا "قالت امرأة في الاربعين من عمرها
لجيداء بعدما لاحظت تمتمتها مع نفسها
"لا لا "ردت جيداء وهي خجلة ثم قالت "من احضرني الى هنا
"احضرتك العجوز نهار "اجابت المرأة
لترد جيداء متفاجئة "ماذا ومن هذه "

"انها    سيده الوزراء لقد اتت مع الملك نجم "
"لا هذا مخز حقا يال العار "صرخت بخجل "هل كنت في جناحهم كيف يعقل ذلك "قالت وهي تغطي وجهها بيديها من الخجل
"ما بك يبنتي لما كل هذا ومن ثم اتيت لأعالجك بطلب من السيد نسيم يالك من ثرثارة حديثك انساني سبب مجيئي "

بدأت المرأة تعالج جراح جيداء كانت جراحها بليغه جدا استغربت المرأة من عدم استياء جيداء من الالم طول وقت العلاج وتضميد الجراح .

"هاقد انتهينا "قالت المرأة  بابتسامه
"شكرا لك "ردت جيداء وعلى محياها ابتسامه عذبه "سيدتي هل لي بسؤال
"بطبع. تفضلي "
هل تعرفين قصه ذلك المقنع الذي جاء للقصر البارحة" سألت جيداء بفضول
"أووه تقصدين الملك نجم " السيدة شمس وهي تجمع الأدوية في صندوق
"اجل اجل "اجابت جيداء بحماس ثم قالت "هل هو ملك ولماذا يضع ذاك الشيء الحديدي على وجهه "
حسنا سرد هذه القصة  يحتاج لجلوس طويل ولا وقت لدي الان تعالي في المساء بعد ان ينام الجميع وسأخبرك
"حسنا" قالت جيداء وهي تزم شفتيها بحزن

عند نجم كان يتجول في الادغال ورمحه في يده يبحث عن اي حيوان ليقوم بصيده فجئه ظهر امامه غزال كبيره ، سار نحو الغزال ببطء. ثم رفع السهم وصوبه نحو الغزال شد اسهم للوراء ، ظهرت على ثغره ابتسامه جانبيه، ثم اطلق اسهم
ليخترق اسهم جسد الغزال ويرديه صريعا

جيداء ونجمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن