اخذت تنظر لنفسها فى المرآه فكم كرهتهاواطلقت اهه مكتومة وقالت /اصبحت الان اتلهف لسماع صوتك او ارى حتى طيفك ولكنى دوما ما اشعر انك جوارى وتحتوينى واسعد ان سمعت اسمك يشيدون به قائد الثائرين فابتسم واقول هذا ثائرى وحبيبى وحامى عرضى وعرضكم واسعد اننى خلقت منه
افقت من اغمائتى على مباركة زوجى لى ويهنئنى بحملى بعدما طلب لى الدكتور
قمت مفزوعة لا اعلم ما حقيقة شعورى فابتسمت وقلت لنفسى سانجب ثائرى وسانادى باسمه كل يوم دون خوف وتذكرت كم كانت تلك هى امنيته ان انجب منه ثائر جديد فنهضت من مكانى ولا زالت ابتسامتى تملا وجهى وفى نيتى ان اسير لذاك الشارع لعلنى اخبره ولكنى رجعت لارض الواقع على لمسة زوجى الحانية وهو يبتسم ويقول الان فقط ستحبيننى
نظرت له ولم افهم ما يعنيه
فابتسم وقال / لم ارى لكى اى ابتسامة قط او لهفة كلهفتك هذه من يوم ان تزوجنا وكنت كل يوم ادعوا الله ان يقدرنى لارسم ابتسامتك لعلك تشعرين بى
تاهت الحروف من عقلى ووقت الكلمات فى حلقى ولم اعرف بما اتفوه فقد ظن اننى ابتسم له اااه يا مسكين لقد ملكت انثى بلا قلب وهذا ليس بيدى ولكنى ابتسمت لاننى كنت اود ان ابشر ثائرى بفرحتى فهو دوما اول من يشاركنى افراحى ولم اعرف للحزن طريق الا منذ ان فارقته
ولكنى الان اصبحت ممزقه اريد ان اخرج لارى طيفه واضطررت لاجلس مع من ملكنى
جلست امام شرفتى احكى له عما يدور فى خلدى وكانه امامى ويسمعنى حتى اطلت الشمس باشعتها على وجهى ولم اشعر بالوقت فتنبهت اننى نسيت صلاة فجرى فارتديت شالى على اكتافى وخرجت لذاك الشارع المسكين الذى اصبح لا يرى منى سوى دموعىتغيب عنى فاشتاق اليك واهفو لقلبى على راحتيك
وان مزقتنا دروب الحياه فما زلت اشعر انى اليك
اسافر عمرى والقاك يوما فانى خلقت وقلبى لديكواخيرا عدت بعد ان شاركته فرحتى . ولكنى تعجبت فقد شعرت بطيفه وكانه استجاب اخيرا لنداءاتى ووجدت انفى تداعبنى بعبير انفاسه وكانه جوارى فاخذت ادور حول نفسى واشعر انه جوارى ولكنى فزعت على صوت طرقات متلاحقة على باب منزلى اعادتنى لواقعى المرير ففتحت وقد تملكنى الخوف وفجاة تسمرت بمكانى وكأن الزمن قد وقف بى وتحجرت مقلتاى خوفا من ان تحيد عن ذاك الواقف امامى
يا الهى لقد لبى الله ندائى ورده الى
اه عليك يا ثائرى فقلبى يريد ان يحتضنك ويخفيك بين اضلعى . نعم لقد عرفته من خلف لثامه
قال / وكيف انساكى وقد عرفتينى من خلف لثامى
وهل ظن ان تخيب عينى عنه وان خابت عينى فاين قلبى منه
اخيرا نطقت وقلت ثائرى فهلا زلت تذكرنى
قطع هو صمتى بحزن وقال / اليوم قد نسيتينى
لم افهم ما يعنيه وظلت عينى متحجره نحوه ولكن كيف يقول هذا وانا لم انساه لحظة
اعاد على الكلام وكانه يؤكد لى ان هذا لم يكن حلما وهو حقيقة امامى وقال بالم اوجعنى / الم اقل لكى اننى اعيش بروحك وبانفاسك وبدعائك فان نسيتينى ساموت ؟
تذكرت انى حقا قد نسيت صلاه فجرى ولم ادعوا له ولكنى نسيته لاجل انى تذكرته واخيرا تحركت عيناى نحو يديه فوجدته يخفى جرحا ينزف دما غزيرا
اه يا ربى اجائنى ليموت بين احضانى . اعاد الى ليودعنى . لا لن اتركك ترحل وقد ردت الى روحى
لم اتمالك نفسى اكثر من هذا وخرجت من شرنقة صمتى وصرخت لهفة ولوعة عليه وارتميت فى احضانه غير مبالية باى احد يرانى فقد اكتفيت به هو . اه يا نفسى اخيرا شعرت بالدفء . اخيرا الان استمتع بعطر انفاسه وتطرب اذنى لصوت دقات قلبه
سالته من غير ان ابتعد عنه خوفا ان ابتعدت عنه يختفى ثانية وقلت ما اصابك ياعمرى
ولكنه لم يكن اقل منى لهفة وقد اعتدت منه ان يعشقنى اكثر منى فلم يرد ولكنى سمعت ما يقوله صمته فتمرغت فى دم جرحه فيكفينى شرفا ان يلطخ دمه وجهى وللوهله الاولى وجدته يترك جرحه ويضمنى
اااه يا ثائرى لقد اجتمعت الدنيا الان بين يدى
شد على وقال / لا تشربى القهوة ثانية ولا تسيرى فى شارعنا بمفردك وابتسمى ولا تحرمى زوجك السعادة
اااه لقد كان حولى حقا ولم يتركنى فمن اين عرف ان لم يكن معى لحظة بلحظة
قال / لقد صادقت زوجك لاجلك وكنت كل لحظة اوصيه عليكى وان يتحمل صمتك ولا يعرف اننى كنت اتمزق عليكى شوقا ولكنى تمنيت الا ارى الا سعادتك
كنت اسير معكى فى شارعنا ولم استطع ان اروى ظما قلبى منكى
دفنت نفسى بين اضلاعه اكثر وقلت كنت اعلم انك تعشقنى اكثر منى وكنت اعلم انك تحاوطنى ولم يخيب فيك ظنى و...
وقفت كلماتى فجاة من صوت طلقات النار تجاهنا فضمنى اكثر وحاوطنى اكثر وحمانى بنفسه ولم يتكلم وقد اصابته هو الطلقات ولكن لاخر انفاسه لايريد ان يرانى حزينه
صرخت واخذت ادور به وهو يعيدنى حتى لا يصيبنى ما اصابه
رايته يتحمل على نفسه لاجلى
اااه سامحك الله يا ابى الم تجد امانى مع هذا . هذا الذى يحمينى حتى وهو فى اخر انفاسه
والان كانت الصرخة من نصيبه فقد اصابنى ما اصابه
ااه يا ثائرى اتصرخ لاجل رصاصة اصابتنى ولم تصرخ من مجموع ما اصابك من الطلقات
سمعته يصرخ لاجلى ويقول لاااا لن تموتى انا فداكى وكاد ان يحملنى وهو ممزق . اراد ان يسعفنى وهو يموت ...فاي امان لى بعد هذا
ابتسمت رغم اصابتى وقلت / اتركنى لاموت بين احضانك فتلك اهم امانى فقد شاهدت الان الجنة ورب الكعبة . وما اجمل تلك الجنة وتلك الميته فهل لى افضل من هذا اموت بين احضان ثائرى بل واموت انا وهو معا فاى جنة افضل من هذه
انا بين احضانك وولدى فى احشانى واختلطت انفاسنا ودمائنا واحضاننا وقلوبنا
الم اقل لك اننى خلقت منك ولك
لقد كانت طلقات العدو ارحم علينا من اهلنا فهم فرقونا وهى جمعتنا
ثم ابتسمت اليه ونظرت له وانا اقسم انه يلفظ انفاسه الاخيرة ولكنه يتمسك بالدنيا لاجلى وقلت الم ابعث على ما مت عليه فسابعث وانا بين احضانك يا عمرى لقد فزت ورب الكعبه فزت بجنة الارض وجنة السماء وسيشفع لى ربى فانا لم اغضبه يوما ولكن مشاعرى ليست بيدى وهو ارحم بى من نفسى
لفظنا انفاسنا والتحمت اجسادنا ودمائنا ومت وانا اشتم عبير انفاسه فما اجمل الموت بين احضان ثائرىاتعس النساء تلك التى يمتلكها رجلان
زوج يمتلك جسدها وحبيب يمتلك قلبها
لا هى تسعد باحضان زوجها ولا هى تطال احضان حبيبها
جسد بلا قلب فى مكان وقلب بلا جسد فى مكان اخر
مسكينه تلك التى لم تتزوج من احبت ولا احبت من تزوجت
أنت تقرأ
ثائري للكاتبه رباب عبد الصمد
Romanceقصه قصيره للكاتبه ربا عبد الصمد الفيس بوك : روايات بقلم رباب عبد الصمد