03|البِدايَة.

108 16 1
                                    

"الڤوت قبل القراءه حلويّاتي🍭"
"قراءه مُمتعه🔥🍂"

-

♪ الذِكريات تَتَلاشى، كأوراق زهرةٍ جافّه،
على أطراف أصابعي، خلفِك تماماً،
أُطارِد الفَراشات، أضيع و أغرق في الأحلام،
أتَتَبّع أثارِك، أريني الطَريق،
إجعليني أتوقّف رجاءاً، دعيني ألتقِط أنفاسي..

-

" رفيقُكَ قَد غادَرَ منذُ نِصف ساعةً بالفِعل، و أنت تفحّصت كُل إنشٍ في الغُرفَه، ما رأيك أن نبدأ الآن؟ "
أخرج الطبيب النفسيّ هاتان الجُملتان من فاهُه، بعد أن إنتهى من تأمُّل تايهيونغ الشارد و كِتابة بعضَ المُلاحظات على ورقتهُ..

" أنا لا أريد أن أبدء شيئاً، أنا أصلاً لا أحبّ البدايات!!..
لقد جئت كي لا أرهِقهُ أكثر فقط.. "
تكلم ڤي مُطأطئاً رأسُه، بنبره في غاية الخُفوت رغمَ حِدّه ما يقولُه،

" صديقك المُقرب ها؟ "
" مُنذُ الطُفولَه. "
تكلم الطبيبُ مُتبسّماً، ليُجيبُه دون تردُّد، مع إبتسامه طفيفه، خالها هو إبتسامه..

" ولَكِنّك سترهِقهُ أيضاً برَفضِك لِلعِلاج، لنَلقِ المرض والعِلاج جانباً ونتكلم كصديقان قديمان، بعضُ الدردشه مع كأسيّ قهوَه، ما رأيَك؟ "
إقترح الطبيب عليهِ بنبرةٍ لطيفَه، ليستجب تايهيونغ دون إراده تجاه كَرمُه المُبالَغ فيه، فلا أحد سيتمنّى أن يُحادثه كصديقاً قديماً لهُ هذه الفتره، لا أحد إطلاقاً..

" قُل لي، لماذا تكرَه البدايات؟ "
تكلم مُتبسّماً، بعد أن سأل السكرتيره بإحضار القهوه هاتفيّاً،

" لأنّها نذيرُ شؤمٍ و صدمةً للنهايه، لأنّها دوماً جميله وهذا عكسُ طبيعة الحياه، و فجعاً لأرواح البَشَر.. "
تكلّمَ بِثقه و تعابيراً جامده، ببؤبؤتين لا يتزحزحا من على عينين الطبيب، عدا الجُمله الأخيره التي أشاح بها بناظريه بعيداً، فيعود لنكسةِ الرأس ذاتها..

" البشر لن يحكمون عليها من نفسِ منظورَك، كما تعلم جميعنا لدينا تجاربنا التي نقتبِس منها أرائنا و ميولنا لذا،
كيف كانت بدايتك هذه تاي هيونغ؟ "

" جميله، جميله جِدّاً جِدّاً.. "

- الثانيةُ عَشرَ، مُنتصفُ الليل، 00:00AM
- الأوّل من يناير، 1Jan,2014
- عودَه للماضي.

في مساءَ ليالي إحدى الأيّام التي إختلطت عليه لتشابهُها، كان يسيرَ تايهيونغ ذو الواحدَ والعشرين من عُمرُه بين الشوارع تحتَ المَطَر، بخطواطٍ غير مُتّزنه و مشاعر لم تآبه المَطر، كانَ يطالع المتاجِر بفتور، ينتَظر أن يجذبهُ إحداهم ليقضي على مللُه فيه..

رَاكِض|Runnerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن