📌سكرتير الله📌
⭕️الحلقة الاولى⭕️
😔ضاقت به الدنيا ... إنه يعاني منذ أول يوم في حياته، فقد ولد وهو مصاب بمرض السكّر.
📌لا يتذكر معاناته وهو رضيع،
في الحقيقة لا يعرف إذا كان يعاني أم لا، فهو لا يعلم بالضبط كيف يشعر حديث الولادة بالألم، وإلى أي حد، لكنه يعرف بالتأكيد أن وخز حقنة الأنسولين يؤلمه الآن مرتين أو ثلاث مرات في اليوم. كيف كان يتألم عندما كان رضيعاً ؟ كيف استقبل الوخزة الأولى من أوّل حقنة أنسولين تلقّاها وعمره يوم واحد؟📌على كل حال لقد نشأ مع الوخز، وكبر مع الإبر الواخزة،
وشبَّ مع الأنسولين والألم،
وخلافاً لزملائه في المدرسة وأصدقائه في الملاعب؛ خصّصّ وقتاً لكي يحقن نفسه بالأنسولين مرتين أو ثلاث مرات،
وهو مجبر أحياناً على قطع برامجه اليومية لتناول وجبة استثنائية إذا شعر بانخفاض السكر بينما يواصل الباقون لعبهم أو دراستهم لا يعكـّر صفاءهم شيء...
إنه أمر مقرف علاوة على كونه مؤلماً.(2)
‼️كبُرَ وكبر معه الألم.
الناس يتصورون أنه اعتاد على الوخز، ويتصورون انه مع التعّود تخف الآلام وتختفي المعاناة....
مخطئون؛ لا يعلمون ما أعاني.
كم تمنيت أن يصابوا بالسكر ليعرفوا ما أعانيه فيكفـّوا عن نصائحهم لي بالصبر والتحمل...نصائح يفوق ألـَمُها ألمَ الوخز، ويزيدُ من ألمها جرعةٌ عاليةٌ من المواعظ الدينية لا تطيق معدة عقله هضمها...
يا للقرف؛ يقولون إنه ابتلاء من الله، عليه أن يتحمله، لا بل عليه أن يشكر الله أيضاً لأنه أصابه بالسكر وهو في بطن أمه... هراء...ربٌّ رحمنٌ رحيم يبتلي جنيناً بمرض يحمله معه من المهد إلى اللحد ... هه...أية رحمة هذه؟
إن بكاءه حين كانت أمه تحلّ قماطه لكي يخزوه بإبرة الأنسولين يمزق قلبَ الأم .....فما لقلب هذا الإله الرحيم لا يحنّ عليه، بل يواصل ابتلاءه؟🔰ويقولون أيضاً إنه على كل شيء قدير، فهل يقدر على شفائه لكنه يمتنع عن ذلك؟ إذن أين الرحمة؟
ويقولون إنه أحكم الحاكمين، ترى أين الحكمة في اختياره - من دون سائر أقرانه - لكي يصيبه بهذا المرض اللعين الذي لا شفاء منه إلا بالموت؟❗️يتذكر مواعظ أبيه وتبريراته... أبوه يدافع عن الله الرحمن الرحيم ... يحاول أن يبرّئ الله من تهمة القسوة على الأطفال فيقول له: يا بنيّ إن المرض ليس من الله، المرض ينتج عن عوامل متعددة منها فيروسات ومنها مواد ضارة وأشياء أخرى.
⚜يصغي إلى أبيه مضطراً ثم يستجمع شجاعته وأدبه ليقول له: وهذه الفيروسات والمواد الضارة خارجة عن سيطرته سبحانه وتعالى؟
يضطرب الأب...لا يدري كيف يدافع عن الله أمام هذا السؤال. إن قال لا فقد طعن في رحمته، وإن قال نعم فقد انتقص من قدرته.
💢يلوذ الأب بالجواب الأخير، السلاح الأبيض الذي يلجأ له المقاتل حين تنفد ذخيرته: إنها الحكمة...حكمة الله ...نحن لا نعرف ماذا أراد الله منها...نحن بشر محدودو العقل محدودو المعرفة ...لا نعلم شيئاً...هو سبحانه يعلم كل شيء.
وقبل أن يفرّ أبوه من ساحة المعركة تاركاً على الأرض حتى سلاحه الأبيض الذي لم يسعفه؛ لاحقَ الشابُّ أباه فضربه بالسوط على ظهره بسؤال هازئ:
ومتى يتفضل علينا هذا الربُّ - الذي يعلم كل شيء - فيخبرنا بعلاج السكر ليخلـّص مئات الملايين من البشر من شرّه وآلامه، ما دام يعلم كل شيء، وما دام أرحم الراحمين، وما دام على كل شيء قدير؟يقف الأب بعيداً عن ميدان القتال الذي هرب منه...
لقد سقط منه سلاحه الأبيض،
لكنه يتذكر سلاحه الأخير في الدفاع عن الله...
يستدير نحو ميدان المعركة ليستخدم أسنانه وأظفاره في الدفاع عن سمعة ربه التي شوهها هذا الإبن المصاب بالسكر.
ينتزع أسنانه ليصنع منها ما تصوَّره قنبلة يدوية يلقي بها في وجه السؤال الأخير فيقول: ابتلاء... ابتلاء ...الدنيا دار ابتلاء. والآخرة هي دار الجزاء، وقد أعد الله لك ثواباً عظيماً يعوضك عن كل معاناتك في الدنيا ويدخلك الـ.....
قبل أن يكمل يقاطعه الشاب قائلاً:
يدخلني الجنة. أعلم ذلك،
لكن ما رأيك أن يكف عن ابتلائي وأتنازل له عن الجنة؟يهرب الأب وفي حلقه غصة؛ لا شفقةً على ابنه الذي يحبه كثيراً، بل شفقة على ربّه الذي يحبه أكثر...كيف فشل في الدفاع عن ربه؟
#سكرتير_الله
.